2014/10/04

سامر عمران
سامر عمران

بوسطة – علي المحمد

بعد صدور نتائج المقابلة الأولية لقسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية وإعلان قائمة المقبولين لخوض الاختبار الثاني بدأت التشكيكات والاتهامات توجه إلى اللجنة المشرفة على الاختبار. بدءاً من "قبول الواسطة" و عدم منح الفرص المتكافئة للجميع لإبراز موهبته، إلى اجتياز اثنين من المتقدمين من أبناء أعضاء اللجنة لاختبار المقابلة، بالإضافة إلى التشكيك في المعايير والمقاييس التي تعتمدها اللجنة.

"بوسطة" نقلت كل هذه التشكيكات والاتهامات إلى الدكتور سامر عمران عميد المعهد العالي للفنون المسرحية لتوضيح ذلك :

بداية دكتور وجهت الكثير من الإتهامات للجنة حول دخول "كرت الواسطة" كـ "تذكرة عبور" للاختبار الأول ماذا تقولون في ذلك ؟

أؤكد لم يظلم أحد وأنا مسؤول عما أقوله فاللجنة مختصة وأكاديمية وتعرف كيف تقيم الطالب، والكل يأخذ الحيز الذي يكفي لمعرفة مستواه. والنتائج النهائية هي الحجة لمن يتهم اللجنة بقبول "الواسطة". وتلك لم تصدر حتى هذه اللحظة ؛ الآن فقط ومنذ ساعة واحدة صادق وزير الثقافة على مجلس المعهد الذي عقد منذ ساعتين فكيف علم الناس من تم قبوله ومن رفض منذ ثلاثة أيام أو أكثر ؟ .

ولكن من تم رفضه في المقابلة لا يمكنه التقدم إلى المرحلة الثانية بطبيعة الحال؟

نعم ولكن أيضاً لا يمكن القول أن من تجاوز المقابلة الأولى قد تم قبوله , هو فقط وصل إلى المرحلة الثانية (ورشة العمل) ولم يدخل المعهد.

هل يجوز أن يتقدم شخص ما إلى المقابلة وأحد أقرباءه ضمن لجنة التحكيم؟

من حق أي فنان أن يتقدم ابنه كأي شخص آخر، وكلمة تم قبول " ابن فلان" مرفوضة تماماً. فنحن نقبل أو لا نقبل "س" من الناس بمعزل عن من يكون والده. ولكن شريطة عدم وجود قريبه عند دخوله إلى قاعة الاختبار.

هناك انتقادات تركزت على اجتياز اثنين من أبناء أعضاء اللجنة لاختبار المقابلة؟

إن كان " ابن فلان " جيدا هل أقوم برفضه لكي أرضي البقية ! هل هذه عدالة ؟

العلامات موجودة بتفاصيلها .. ومن تقدم من أبناء أو أقرباء أعضاء اللجنة غادر والده أو قريبه لحظة دخوله .. قولاً واحداً .. والنتائج موجودة. ولا يوجد درجة تقييم للمتقدمين من أبناء أعضاء اللجنة وضعت لهم من قبل أقربائهم بالمطلق . ولكن علينا إدراك أنه لا يمكننا رفض شخص ما لمجرد كونه "ابن فلان" فذلك غير عادل ولا معقول ، من حقه أن يحصل على فرصة متكافئة مع جميع المتقدمين. وأؤكد بالمطلق أن والد الشخص المقصود لم يكن موجوداً لحظة اختبار ابنه .

وجميع الذين يوجهون الانتقادات يرون من تم قبوله فقط ، ولا ينظرون إلى من لم يوفق بالقبول . فقد تقدم عشرات الأشخاص من أبناء أساتذة المعهد أو الفنانين ولم يقبلوا .. لماذا لا يتكلمون عن ذلك؟.

أحياناً يتم منح المتقدم 5 دقائق من الوقت فقط أو لا يتم سؤاله أي شيء مما يتم الاختبار به عادةً وينتهي الأمر برفضه ما تعليقك على ذلك؟

هذا الكلام غير صحيح . من الممكن أن تكون هناك بعض الحالات كتلك التي لا تتجاوز الخمس دقائق ( وأجدنا مبالغين بذلك فالبعض لا يمكن لأحد أن يتحمله ولا يستحق أكثر من نصف دقيقة ) . ولكن لا يمكن تعميم هذه الحالات .

فمن غير الممكن ألا نطلب من المتقدم أي شيء فنحن على الأقل نطلب أحد الاختبارات الثلاثة المطلوبة بالنسبة للمقابلة .. ولكن بالتأكيد لا يمكننا منح كل متقدم ما يشاء من الوقت فبعضهم يحضر مشاهد طويلة والبعض الآخر قصائد .. لماذا علينا سماع القصيدة كاملة مثلا بعد أن يقدم الطالب مشهدا لا يستطيع من خلاله أن يلفظ نصف الأحرف ؟ الخ ، فنكتفي بجزء يجعل المتقدم يظهر ما لديه ، وأحياناً نطلب إليه أكثر من ذلك وأحياناً أقل. وفي كل عام لدينا ضيوف أكاديميين من خارج المعهد ضمن اللجنة وغالباً ما يرون أننا نبالغ في إعطاء الوقت لكثير من المتقدمين، عموما المتقدم إن لم يؤدي كل ما حضره مسبقاً فهو يشعر أنه لم يقدم كل ما لديه ( إلا إذا نجح !!)

ما الأساس الذي تستند إليه اللجنة عند منحها الوقت لأي من المتقدمين؟

المدة الزمنية ليست معياراً .. فالمدة الزمنية الطويلة تكون للأشخاص المحيرين .. فهذا نطالبه بالمزيد للتأكد من إمكانياته أما الشخص الموهوب بوضوح أو الغير موهوب . بوضوح هما من لا يحتاجان إلى كثير من الوقت لتقييم مستواهما. وإعطائهما المزيد من الفرص هو مضيعة للوقت الذي من الممكن منحه لغيرهم .

ما المعايير المتبعة في المعهد العالي للفنون المسرحية عند تقييم المتقدمين لقسم التمثيل؟

معايير الجودة هي معايير فنية محضة فيجب أن يتحلى الطالب بأدوات تعبير صحيحة وقابلة للتطور وهي الجسد السليم المعبر، النطق السليم، الصوت الواضح الخالي من العيوب هذا على مستوى أدوات التعبير.

على مستوى آخر يجب أن تتوفر في المتقدم سرعة البديهة ودرجة عالية من التركيز والانتباه وسرعة الملاحظة بالإضافة إلى القدرة على رد الفعل . كما يجب أن يمتلك الشخص القدرة على تخيل المهمة المطلوبة وقدرته على تبنيها وغنى انفعاله وليونته في التحكم بتلك الانفعالات فلا يكفي أن يقدم الشخص مشهداً قام بتحضيره فقط . إضافة للثقافة العامة والمسرحية .. آخذين بعين الاعتبار المعايير السلوكية وكل تلك الشروط و المعايير هي معايير موجودة في معظم أكاديميات ومدارس الفن في العالم وليست من اختراعنا .

 

وختم الدكتور سامر عمران لقائه مع "بوسطة" بالحديث عن تجربته الشخصية حين قرر دخول المعهد العالي للفنون المسرحية :

آنذاك كان الكثيرين يحاولون إقناعي بعدم خوض التجربة بحجة أنها لن تنجح بدون وجود (واسطة) أو حتى توصية من وزيرة الثقافة آنذاك إلا أنني قررت المحاولة.. ونجحت حينها وحصلت على درجة 86.8 بالإضافة إلى مكافئة 500 ليرة لأنني كنت الأول في فحص القبول. ولم أحتج إلى (كرت واسطة)، ولكن لا أحد يقبل بحقيقة أنه غير موهوب أو على الأقل هناك من هو أأكثر موهبة وأحقية وتلك طبيعة بشرية."

وأضاف "يكفي النظر إلى مستوى الممثلين السوريين الذين تخرجوا من المعهد العالي للفنون المسرحية لمعرفة أنه لا مكان للواسطة هنا والموهبة فقط هي الحكم.