2012/07/04

عودة الفيلم الغنائي  رهينة  بحماسة المنتجين والجمهور
عودة الفيلم الغنائي رهينة بحماسة المنتجين والجمهور

5حواس -البيان يبدو - حسب نقاد غنائيين- أن جرعة الغناء والرقص والاستعراضات التي تعتمد عليها حاليًا الكليبات التي يتم عرضها على الفضائيات، إلى جانب دخول أغلب المطربين للتمثيل وتصديهم لأعمال سينمائية يطرحون من خلالها أغانيهم، قد حققت إشباعاً لدى المشاهد وتراجع معها الفيلم الغنائي الاستعراضي. المطربة والممثلة «بشرى» قالت: بالفعل هناك مشكلة كبيرة تواجه نوعية الأفلام الغنائية الاستعراضية ما أدى إلى اختفائها وترجع ذلك لأسباب كثيرة منها عدم إيمان المخرجين وكتاب السينما والمنتجين بنوعية الأفلام الغنائية الاستعراضية، إضافة إلى اختفاء نجوم الاستعراض وعدم وجود نجوم لاحقة لهم لمواصلة المسيرة .. لافتة أن أي فنان أو فنانة من جيلها يخشى من تجربة تقديم مثل هذه النوعية ويعتبرونها مجازفة ومغامرة.إضافة إلى الأسباب السابقة، والكلام لبشرى، أصبح هناك عدم اهتمام من كتاب السيناريو بهذه النوعية نتيجة سيطرة نوعيات أخرى يطلبها الجمهور مثل الأكشن والكوميديا وغيرها مع انعدام المنتج الفني المتخصص. وبالتالي فهذه الأعمال تستغرق وقتاً طويلاً في التحضير والتجهيز والتصوير في وقت يريد فيه الجميع أن يصور فيلمه في أقل وقت ممكن حتى لا يستغرق تكلفة كبيرة. وتؤكد بشرى أن البعض من المنتجين يعتقد أن مثل هذه الأعمال تستغرق ميزانية ضخمة جدًا في حين أنها لا تتعدى تكلفة أي فيلم كبير يقدم على الساحة حاليًا.. متمنية أن تتغير نظرة المنتجين وصناع السينما من المؤلفين والمخرجين حول هذه النوعية والتي مازالت تقدم في الخارج في هوليود وغيرها وتحقق نجاحًا ويبذلون فيها مجهودًا. أضافت بشري: أتمنى أن أقدم فيلماً غنائياً استعراضياً وهو حلم بالنسبة لي، في حين أنني أسعى لأكون فنانة شاملة.. أمثل وأغني وأقدم استعراضات. وهو الأمر الذي شجعني على الإقدام على تجربة كنت أعتبرها بمثابة البداية لي في تحقيق هدفي -عودة العمل الغنائي الاستعراضي - من خلال مسرحية «بركستا» والتي تم عرضها على مسرح دار الأوبرا المصرية وهي مأخوذة عن رواية أدبية وحققت رد فعل قوياً وكانت مسرحية غنائية استعراضية. مجازفة ومغامرة بينما كانت هناك وجهة نظر أخرى للمنتجين، حيث يرى المنتج السينمائي «وائل عبد الله» أن الذي يحدد نوعية الأعمال التي تقدم هو الجمهور، فالجمهور أصبح حاليًا يهتم بالقصة وما يدور على أرض الواقع من تقديم قضايا واقعية سواء تمت في شكل كوميدي أو أكشن، ولكن الأهم أن يحمل قصة وفكرة مختلفة. ويرى أن فكرة تقديم أعمال استعراضية بشكل متواصل فكرة صعبة حاليًا، خاصة في ظل انتشار هذا الكم الكبير من القنوات الفضائية والتي أصبحت تبث جرعات كبيرة من الكليبات التي تقدم استعراضات وغناءً طوال الوقت. ولفت أن الجمهور بات لديه تشبعا من الكليبات الغنائية، لذلك فمسألة تقديم فيلم غنائي استعراضي لن تستهويه، موضحا أن قلة الأعمال الغنائية الاستعراضية ليست موجودة في مصر ولكنها في العالم كله، وربما كانت تقدم في الماضي بقوة . ولكن لم يكن موجوداً وقتها كل هذا الكم من الفضائيات وما تعرضه من كليبات، وبالتالي فتقديم مثل هذه النوعية يحتاج مجازفة كبيرة ومغامرة وفي النهاية ربما يقبلها الجمهور أو لا.. إضافة أيضًا إلى أن هذه النوعية تحتاج جرأة شديدة من النجوم أنفسهم لتقديمها، خاصة أنه لم نر من يطلق عليه فنان أو فنانة استعراض حاليًا. وأشار عبدالله إلى أن دخول المطربين بقوة في الأعمال السينمائية أصبح يحقق جزءاً كبيراً من غياب هذه الأعمال في إشارة إلى بعض الأفلام التي أطلق البعض غنائية لاحتواء أحداثها على أغان واستعراض، مثل فيلم «دكتور سيلكون» للبنانية مروى ونيرمين الفقى فرغم الهجوم الذي قوبل به الفيلم إلا أن البعض اعتبره فيما غنائيا استعراضيا، كذلك هناك فيلم «ابقي قابلتي» لسعد الصغير ومها أحمد وحسن حسني ، والذي حقق أعلى إيرادات خلال هذا الموسم. عصر نعيمة عاكف يتفق مع الرأي السابق المنتج السينمائي «محمد حسن رمزي» في أن تقديم فيلم غنائي استعراضي، يعتمد في أساس كتابته وحواره على هذا الشكل في الوقت الحالي أمر صعب ومجازفة غير مقبولة، خاصة أنه يستهلك تكاليف باهظة وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية فيصبح التفكير في هذا الأمر مستحيلاً. وأضاف إن نوعية الأعمال التي تقدم في العالم كله وليس فى مصر أصبحت بعيدة كل البعض عن هذه النوعية، وهذا أمر طبيعي؛ لأن السينما ترصد الواقع وتتغير معه، وأعتقد أن مثل هذه النوعية كانت مناسبة زمان، أما حاليًا فلم تكن مناسبة، خاصة أن الكليبات حاليا فيلاأشكال وألوانلالا وتقدم رقصاً وغناءً واستعراضات وجعلت المشاهد في حالة اكتفاء من هذه النوعية، وبالتأكيد فهو عندما يذهب إلى السينما يبحث عن عمل مختلف ويناسب العصر الذي فيه ويقدم واقعاً.. كما أنه لم تعد توجد نعيمة عاكف الآن أو سعاد حسني، وإن كانت هذه النوعية مقبولة أو هناك أفكار جديدة لاستمرت فنانة استعراضية في حجم نيللي قدمت العديد لفن الاستعراض، إضافة إلى ذلك عدم وجود سيناريوهات تحمل أفكاراً تحمس المنتج أو الفنان على تقديمه. الأفلام الميوزيكال بيما يرى المخرج «خالد الحجر» أن نوعية الأفلام الميوزيكال حقًا أصبحت في حالة انعدام، ويعود ذلك إلى عدم تحمس المنتجين لها، خاصة أن تكاليفها باهظة ولا يمكن أن تحكم على الجمهور من خلال عمل يقدم كل كام سنة، ولكن أعتقد أن هذه النوعية تستهوي الجمهور ويتقبلها . ولكن إذا تم العمل عليها بشكل جيد ووضعنا لها كل مقاييس النجاح من موضوع وفكرة مختلفة وسيناريو مكتوب بشكل متقن وميزانية جيدة ومخرجين مبدعين وفنانين يوضعون في المكان الصحيح، فكلها مفردات تؤدى إلى نجاح العمل ، خاصة إذا قابلته دعاية وتوزيع جيد. وعن تجربة فيلم «مفيش غير كده» يقول: مشكلة تقبل البعض لهذه النوعية ورفض البعض الآخر للفيلم ليس هو المشكلة، ولكن لأننا أصبحنا بأفكارنا السينمائية بعيدين عن هذا الاتجاه ولا أنكر أن الفيلم نال إعجاب البعض وحصد جوائز وهذا دليل نجاحه، ولكن لابد أن نحقق له مقاييس لظهوره بشكل جيد حتى يتحقق النجاح وبالتالي فالمشكلة ليست في الفيلم.