2012/07/04

«غوا.. جنة على الأرض».. فيلـم هندي بنهاية مرّة
«غوا.. جنة على الأرض».. فيلـم هندي بنهاية مرّة

علا الشيخ – الإمارات اليوم

للأفلام الهندية حضور في دور السينما الخليجية، وهو ما أكده مشاهدون للفيلم البوليوودي «غوا.. جنة على الأرض» الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، وحظي بمتابعة واسعة، فقد تواصل عرضه شهراً في غالبية دور السينما في الدولة.

وقال مشاهدون إن الفيلم تناول قصة التناقضات الموجودة في النفس البشرية والتي لا تظهر الا في المواقف الصعبة، وآخرون وجدوا ان الفيلم مهم في سرده لواقع نعيشه عندما تطغى المصلحة الشخصية على العلاقات الانسانية، وبعضهم ذهبوا الى وصف الاغاني والرقصات بأنها «ملح الافلام الهندية» التي لا يمكن ان تنفصل عنه، مشيرين الى ان الفيلم الهندي يتميز باحترامه للتقاليد والعادات المشتركة بين الثقافات.

يدور الفيلم، ومدته ثلاث ساعات، حول أشخاص مختلفين بشخصياتهم يلتقون في مطار «غوا»، وتدور بينهم احداث ومغامرات تغير نفوسهم الى الأبد. وهو مبني على مثل هندي قديم «لكل جنة بعض الثعابين»، ولا ينجو من تلك الثعابين سوى المؤمن الواثق بنفسه وبانسانيته وحبه للغير.

الفيلم من بطولة ابهيشك باتشان، وبيباشا باسو، واخراج روهان سيبي. وحصل على علامة راوحت بين ست وتسع درجات، من 10 درجات، وفق تقييم مشاهدين.

بداية موسيقية

يبدأ الفيلم بموسيقى راقصة تنتقل إلى أغاني كونكاني، في وسط المناطق السياحية المزدحمة في مدينة غوا. ويعرف المشاهد شخصيات الفيلم وقصصهم من اللحظة الاولى مع لوري، حيث بدأ يفقد السيطرة على حياته، ومع جوكي وهو يحاول استرجاع ماضيه، ومع كاماث وهو يعمل دون حدود أو قيود، حيث تقف شخصية الرجل الغامض وراء كل ذلك، وهو المحرك لكل الاحداث اللاحقة.

قالت تهاني الرمح (22 عاماً) انها تشاهد الافلام الهندية «لمتابعة اللوحات الراقصة والموسيقى فيها»، مؤكدة ان «أحداث الفيلم كانت جميلة وواقعية، لكن الفيلم طويل جداً واحداثه متشابكة»، مانحة اياه ست درجات.

في المقابل وجدت مريم الظاهري (30 عاما) ان بداية الفيلم الموسيقية والراقصة دفعتها الى متابعته بحماس. وقالت «انا من اشد المعجبين بالافلام الهندية بشكل عام»، مشيرة الى ان اهتمامها ينصب في مراقبة الجمال الهندي والازياء والرقصات والموسيقى، مانحة الفيلم ثماني درجات.

وقال عبدالله محمد (25 عاما) بعد مشاهدته الفيلم «لا يوجد اجمل من الافلام الهدية بنظري، وهذا الفيلم تحديدا احببته كثيرا، ففيه المتعة والجمال والفكرة والحبكة، وكذلك الحركة فيه مميزة»، مانحاً اياه تسع درجات.

وقالت عائشة محمد (21 عاما) عن بداية الفيلم «لا يوجد أجمل من ان نبدأ مشاهد فيلم بموسيقى ولوحة فنية راقصة بغاية الروعة والاتقان»، مؤكدة «لو انني لم اشاهد من الفيلم الا بدايته، لكنت سعيدة جدا كما سعادتي بمشاهدته كاملاً، اذ لم اشعر بالملل أبدا»، مانحة الفيلم تسع درجات.

الفساد

القضية التي يتناولها فيلم «غوا.. جنة على الارض» متشابكة، وتدور حول اشخاص يائسين وآخرين منتفعين، في ما يخص تهريب كمية كبيرة من المخدرات، التي يتورط فيها شرطي معروف بقوته وعنفه، حيث الكل يهابه. وهنا اللعبة أو الحبكة في قدرة الظل الذي يسيطر على الفريق بشكل كامل وهو أقرب الى الشيطان الذي يوسوس للنفس البشرية في منحهم السعادة مقابل أرواحهم، ومقاومة البعض في بيع الروح والاقتناع بما يهبه القدر لهم.

قال طارق المزروعي (31 عاما) ان «اهمية الفيلم تكمن في حبكته، وانه يناقش قصصاً واقعية في المجتمع الهندي الكبير والمتعدد الثقافات». واضاف «قضية الفساد عندما تكون من رجال الامن لا يمكن ان يصبح المجتمع آمنا». واشار الى ان مسألة المصلحة الشخصية مقابل بيع الآخر بحفنة من المال من الممكن ان تكون موجودة في كل المجتمعات، مانحاً الفيلم تسع درجات.

ووافقه الرأي زاهر محمد (28 عاما) الذي قال ان «الفيلم مصنوع بطريقة متقدمة، وفيه الكثير من عناصر الجذب، بداية من القصة، مرورا بأداء الممثلين وانتهاء بالحبكة والحل»، مشيرا الى ان جمالية الافلام الهندية أنها تصنع التوازن، فالحب والكره موجودان، كما الحياة والموت، وكل هذا يعبر عنه من خلال الموسيقى والرقص، مانحا الفيلم تسع درجات.

وأثنى بشير يزيد (19 عاما) على الحركة في الفيلم، إذ انه مقنع وليس فيه أي نوع من المبالغة كما في الافلام الاميركية. وقال «أحببت الفيلم، لأنه قدم لي الرومانسية و(الاكشن) والواقع»، مانحا إياه تسع درجات.

نهاية مرة

تركت الاحداث الاخيرة في الفيلم طعما مرا لدى غالبية المشاهدين، حيث القتل والدماء، وانتصار الظل على العديد من أبطال الفيلم، ما أظهر ان الخير ضعيف امام الشر، وأن النفس البشرية قادرة على التحول الى الشر بطريقة اسهل، على عكس النهايات التي تكون عادة سعيدة في جل الافلام الهندية.

لم تعجب ماهيتاب حسين (30 عاما) بنهاية الفيلم «لم أتوقع هذه النهاية. كنت ابحث عن السعادة في خاتمته، لكنه أبكاني»، مانحة الفيلم ست درجات.

وفي المقابل، قالت ثريا عبدالقادر (26 عاما) بعد مشاهدة الفيلمو ان «نهاية الفيلم تشبه نهاية الافلام الاميركية، وهي نهاية لا تتناسب مع طبيعة الافلام الهندية التي تختتم عادة بالفرح والضحكات والحب»، مانحة اياه ثماني درجات.

وجبة سريعة

على العموم يعتبر فيلم «غوا.. جنة على الارض» مقارنة بالأفلام الهندية الأخرى «وجبة سريعة عالية السعرات الحرارية»، فهو فيلم أنيق، لكنه يفتقر الى القوة في ترك انطباع في ذاكرة المشاهد. وقد كرس الشر بطريقة لا تتناسب مع اللوحات الراقصة والموسيقية التي تنبض بالحب، لكنه مثل طبيعة الافلام الهندية، بشكل عام، ويؤكد على أن الموسيقى والرقص من العناصر الاساسية للتعبير، وهي «غذاء الروح» ترافق المشاهد وقتاً طويلا.

حول الفيلم

استخدم مخرج الفيلم أغنية «دوم دوم» التي افتتحت بها بطولة كأس العالم لرياضة الكريكيت التي أقيمت أخيرًا في جنوب إفريقيا، وقام بتلحين الأغنية شاكر ابورتي، وهي من كلمات ساهني جايديب.

رفعت مؤسسة سافيو رودرينغز قضية في محكمة بومباي العليا على مخرج الفيلم، لأنه اظهر أن جميع الفتيات اللواتي يقصدن الحانات سيئات السلوك، وهذا ليس صحيحاً، فهناك حسب وصفهم من تعمل هناك لإعالة عائلاتهن.

شخصيات

..لوري الذي أدى دوره براتيك بيبير، طالب على وشك اللحاق بصديقته في إحدى الجامعات الأميركية. ولكن عندما قوبلت منحته الدراسية بالرفض، بدأ يفقد السيطرة على حياته بشكل تدريجي، حتى تقابل مع شخص يجيد فن السحر، وعده بأن يساعده في إعادة حياته إلى مسارها الصحيح مقابل ثمن هو روحه.

..إيه سي بي فيشنو كاماث الذي أدى دوره أبهيشك باتشان، شرطي مخرب يهرب من ماضيه، ووظيفته هي القضاء على عصابات مافيا المخدرات المحليين والدوليين في غوا. عندما بدأ حملته الوحشية القاسية واقتحم عالم المخدرات المظلم، اكتشف أنه لا شيء يظهر على حقيقته.

..دي جي جوكي الذي أدى دوره رانا داجوباتي، عازف موسيقى محلي ومشاهد صامت لما يحدث من حوله، يعيش حياته بلا هدف بعد وقوع مواجهة بينه وبين مافيا المخدرات كلفته كل شيء غالٍ لديه، والآن يكتشف أن التاريخ يعيد نفسه بشكل بغيض. في النهاية هل سيتحلى بالشجاعة في اتخاذ موقف والتعبير عن رأيه؟

..زوي التي ادت دورها بيباشا باسو، مضيفة طموحة ترى أحلامها تضيع سُدى. تعمل في وظيفة تمثل غوا نفسها. طفلة من جيل الخنافس، بمزيج بين الثقافتين المحلية والأجنبية، لتحل في شخصيتها السخرية والإساءة تدريجياً محل البراءة والجمال.

..لورسا بيسكيوتا الذي يُعرف أيضاً باسم البيسكيوت الذي أدى دوره أديتيا بانكولي، رجل أعمال محلي عديم الرحمة، يعمل في مختلف الأنشطة القانونية منها وغير القانونية. صاحب نفوذ كبير وتأثير أكبر في الناس. يعتبر البيسكيوت همزة الوصل بين عصابات المافيا المختلفة العاملة في غوا، وجد نفسه مدفوعاً إلى أقصى حد مع وصول كاماث، ولكنه يعلم من يدير.

..ظل غامض، أهم رجل في مافيا المخدرات. لديه العديد من الأسماء، والعديد من الهويات، ولكن لا أحد يعلم من هو.