2012/07/04

فراس إبراهيم: هذه قصتي مع محمود درويش
فراس إبراهيم: هذه قصتي مع محمود درويش


محمد عبد الرحمن - الأخبار

رغم أزمة التسويق التي واجهها في البداية، سرعان ما وجد مسلسل «في حضرة الغياب» طريقه إلى أكثر من عشر قنوات عربية. العمل الذي يروي سيرة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، بدأ عرضه أمس على محطات خاصة ورسمية في كل من مصر، وتونس، والمغرب، والجزائر، وسوريا، والعراق، ولبنان... دون أن يصل إلى دول الخليج العربي. أما السبب فيمتنع منتج العمل وبطله فراس إبراهيم عن إيضاحه، ويكتفي بالقول إنّ الفضائيات الخليجية لم تدخل حتى في مفاوضات لشراء المسلسل.

هكذا لا يخفي إبراهيم استياءه من إبعاد العمل عن المشاهد الخليجي، لكنّه ينفي أن يكون هذا الاستياء مرتبطاً برغبته في زيادة أرباحه المادية، معلناً أن ميزانية المسلسل بلغت أربعة ملايين دولار. وقد شاركت قناة «السومرية» بدفع عشرة في المئة منها بينما تحمل هو القسم الأكبر من التكلفة، بعد انسحاب باقي الشركاء بسبب ظروف السوق الدرامية بعد الثورات العربية. أما الممثلون المشاركون «فلم يخفض أجرهم بل حصل كل نجم على المبلغ الذي وقّع عليه». ويضيف أن عشرة ممثلين وافقوا على العمل وبدأوا التصوير حتى قبل أن يعلموا المبلغ المادي الذي سيحصلون عليه «ومن بينهم سلاف فواخرجي، والسبب هو جاذبية محمود درويش التي ساهمت في مشاركة عدد كبير من النجوم من كل الدول العربية».

وبعيداً عن موضوع التمويل، يتحدّث إبراهيم بحماسة كبيرة عن مسلسله الجديد. ويقول إن «في حضرة الغياب» يستهدف نوعَين من المشاهدين «الأول هم جمهور درويش والمقربون منه، أما الثاني فهو الجمهور العادي الذي لا يعرف الكثير عن الشاعر الفلسطيني، وسيتابع دراما مشوّقة تعرّفهم إليه».

إذاً يطلّ فراس إبراهيم في شخصية صاحب «لماذا تركت الحصان وحيداً؟»، كما يلقي القصائد بصوته، هو الذي دخل «المعهد العالي للفنون المسرحية» في دمشق بعد إلقائه إحدى قصائد درويش. وسنستمع في المسلسل إلى أكثر من خمسين قصيدة «لكنها لن تكون كاملة بسبب الضوابط الدرامية». أما الموسيقى التي ترافق الشعر فوضعها مرسيل خليفة. وقد رفض هذا الأخير تجسيد شخصيته الحقيقية في العمل على أساس أن هناك أحياء آخرين بينهم سميح القاسم، سيجسد أدوارهم ممثلون محترفون. يعترف فراس إبراهيم بأن المقربين من محمود درويش، بينهم خليفة، وجواد بولس، وعائلة الشاعر الراحل كانوا راضين عن الصيغة النهائية للمسلسل «لكن ذلك لا يعني أن درويش سيظهر بصورة الملاك».

وسرعان ما يضيف: «قدّمت الشخصية بحبّ، وصوّرت الشخصيات المحيطة به كما رآها هو لا كما ذكرت في التاريخ والإعلام». ومن بين هذه الشخصيات ياسر عرفات (فراس نعناع)، وريتا (سلاف فواخرجي)... فيما تنطلق أحداث المسلسل من مرحلة استعداد درويش لإجراء عملية جراحية، فيستعيد شريط حياته منذ أربعينيات القرن الماضي.

يرى إبراهيم أن المسلسل الجديد «مرحلة مختلفة في مشواري الفني ستساعدني على تخطّي السقف الذي ظن بعض النقاد أنني قد وصلت إليه بعد عشرين عاماً في العمل في الدراما».. مضيفاً أن شخصيته تغيرت كثيراً بعد ثلاث سنوات من العمل على مسلسل «في حضرة الغياب». وكان الممثل السوري قد وصل إلى مصر قبل بدء شهر رمضان بيومَين فقط لاستكمال تصوير بعض المشاهد الخارجية في القاهرة مع الممثلين المصريين المشاركين في العمل، وهم: أحمد زاهر، وميرنا المهندس، ومجدي بدر، وعبد الرحيم حسن، وجلال عثمان... بينما صوّرت المشاهد الداخلية الخاصة بمصر في سوريا حيث نفّذ المخرج نجدت أنزور أغلب مشاهد العمل خصوصاً في منطقتي معلولة وصافيتا، إلى جانب سفر فريق العمل إلى العاصمتَين اللبنانية والفرنسية لاستكمال بعض اللقطات.

وكان اسم النجم المصري نور الشريف قد طرح في وقت سابق لتأدية شخصية درويش في المراحل العمرية المتقدّمة، إلا أن إبراهيم يقول إنّ الشريف طلب منه أن يؤدي هو الشخصيتين كي لا يدخل الجمهور في مقارنات بينهما. ثمّ رشّح النجم المصري لتجسيد شخصية جدي محمود درويش، «إلا أن الظروف العائلية لنور الشريف دفعته إلى الاعتذار»، فانتقل الدور إلى الممثل المخضرم أسعد فضة.

أمس، ومع بدء شهر رمضان، بثّت الحلقة الأولى من مسلسل «في حضرة الغياب». وها هو فراس إبراهيم ومعه فريق العمل ينتظر ردود فعل الجمهور على العمل بعدما أثار جدلاً واسعاً منذ خروج فكرته إلى العلن.


ثورة مسلّحة؟

عندما قابلنا فراس إبراهيم في القاهرة، طلب منّا هذا الأخير عدم التطرّق في المقابلة إلى الأوضاع السياسية في سوريا. لكن لم يكن من الممكن التهرّب من الحديث السياسي، فرفض الممثل السوري «التضخيم الإعلامي للأحداث». وقارن ما يحصل في سوريا مع ما حصل في مصر «من شاهد قناة «الجزيرة» خلال «ثورة 25 يناير» ظنّ أن ميدان التحرير هو كل مصر، فيما كانت الحياة تسير في شكل طبيعي في باقي المناطق»! أما عن خلافه مع الفنانة أصالة، فأعلن أنه طلب منها فقط عدم التعليق على الأحداث السورية، «ما يجري ثورة مسلحة، وليست سلمية كما كانت الحال في مصر وتونس».