2012/07/04

فرقة افتراضية لجمهور حقيقي
فرقة افتراضية لجمهور حقيقي

خاص بوسطة - علي وجيه


«غوريلاز» في قلعة دمشق. ليس خبراً عادياً يقوم على اعتلاء فرقة عالمية شهيرة خشبة نفس المسرح الذي وقف عليه زياد الرحباني مؤخراً، بل هي «حركة» تلمّح للسوريين بأنّ عاصمتهم ليست «جافة» إلى الحد الذي يتصورونه، وأنّ دمشق يمكن أن تكون ضمن الخريطة الموسيقية العالمية أيضاً.إنريكه إغلاسياس الذي قبّل صبية سورية أمام آلاف الحضور وعدسات التصوير في مدينة معرض دمشق الدولي القديمة منذ ثلاثة أعوام، كان أول العائدين إلى عاصمة الأمويين بعد ثلاثين عاماً من حفلات داليدا وجين مانسن وبوني تايلور. أيامها لم يكن غريباً أن تعبر فرقة عالمية للحدود اللبنانية - السورية، أو حتى أن تهبط مباشرةً في مطار دمشق الدولي. وبعد إنريكه جاء والده خوليو ليطيل السهر في مدرّج بصرى الأثري.

إذاً، الفرقة الافتراضية الإنكليزية، التي جاءت كثمرة تعاون بين الموسيقي دامون آلبارن ورسّام الكارتون جيمي هيوليت عام 1998، تعود إلى دمشق ثانيةً بعد الزيارة الأولى التي تعاونت فيها مع الفرقة الوطنية للموسيقى العربية لتسجيل أغنية White Flag وضمّها إلى الألبوم الجديد Plastic Beach (2010)، ولكن هذه المرة ضمن جولة عالمية بعنوان Escape To Plastic Beach، تشمل بيروت في 20 القادم، ودمشق في 25 من الشهر نفسه.فنانون عالميون يرافقون الفرقة في جولتها, منهم: باشي, دي لاسول, ميك جونز, كانو, باول سيمونون, بوتي براون, بوبي ووماك، بالإضافة إلى الفرقة الوطنية للموسيقى العربية. والحفلة التي تستمر لساعتين تقريباً، تشمل عروضاً بصرية ومعدّات تقنية يعتبرها المنظّمون «مذهلة» ومن الأهم والأكثر تطوراً على مستوى الشرق الأوسط، مع عروض رسوم متحركة لجيمي هيوليت اعتادت الفرقة التعويل عليها في حفلاتها.سيدرك آلبارن ورفاقه أنّ الشباب السوري يعرف الفرقة جيداً منذ ألبومها الأول Gorillaz (2001) الذي أدخل الفرقة كتاب غينيس للأرقام القياسية كأنجح فرقة افتراضية في التاريخ، ويحفظ أغاني Clint Eastwood  وLast Living Soul  وDirty Harry عن ظهر قلب.

لقد شاهد هذا الجمهور حفلة الفرقة الشهيرة في مانشستر لعزف الألبوم الثاني Demon Days (2005)، واستمتع بالديو المشترك مع مادونا الذي رقصت فيه مع أعضاء الفرقة ثلاثيي الأبعاد على المسرح،  وحمّل الشباب بنجاح من الإنترنت، كالعادة، فيديو كليب الفرقة الجديد Stylo الذي ظهر فيه بروس ويليس كقاتل عبثي أصلع على الطريق السريع.المتلقي السوري منفتح على المزج الفريد بين أنماط موسيقية عدّة، والذي تنجزه الفرقة في أغنية واحدة. يتحد الألترنايتف مع التريب، ويتآلف الهيب هوب مع الروك، ويمتزج الدَب مع الإلكترونيك، لتعبّر الموسيقى عن مقت الحروب، وتسخر من الدرك السفلي الذي بلغته روح الإنسان المعاصر.الجمهور الذي يحب تو-دي وموردوك ونودل ورسل، هو نفسه الذي أذهل فرقة الروك الأشهر Anathema في الفوريوم دي بيروت تشرين الثاني الفائت، عندما وجد فينسنت كافاناه نفسه يعد الحشود السورية الصارخة أمامه بالقدوم إلى دمشق قريباً.نعم، الشباب السوري يصرّ على فرض نفسه على خارطة الموسيقى العالمية، حتى لو لم تكن بلاده كذلك حتى الآن.

قلعة دمشق، الأحد 25 تموز، 9 مساءً.التذاكر: وقوف 1000 ليرة ، جلوس 1500 ليرة.تنظيم: شركة «باز» للإنتاج، بدعم من المجلس الثقافي البريطاني.لمزيد من المعلومات: www.gorillazindamascus.com