2012/07/04

"فلاش سوري كتير" دراما الواقع الحي
"فلاش سوري كتير" دراما الواقع الحي


أحمد شلهوم – دار الخليج

برزت خلال الفترة الأخيرة ظاهرة درامية جديدة في سوريا تحت مسمى “فلاش سوري كتير” عرفت نفسها بأنها أول دراما سورية عبر الانترنت، تناقش انعكاسات الأحداث التي تشهدها البلاد على الأطياف المتنوعة للشعب السوري دون الانحياز لطرف دون الآخر .

هذا المشروع من فكرة الزميل وليد سلمان مدير تحرير موقع “بوسطة” الالكتروني المتخصص بالفن والدراما، ومن تأليف الصحفي والمخرج والناقد علي وجيه وإخراج وسيم السيد، ومن تمثيل حسام جليلاتي ووئام إسماعيل، أما فريق العمل من الفنيين فهم مهندس الديكور: سامر السيد، ومدير الإضاءة والتصوير ماهر الصحن، والمصور محمد عرموش، والمونتاج زاهر الفضلي، والموسيقا شادي علي، ومدير الإنتاج وليد سلمان، والإشراف العام بشار سلمان .

في بطاقة التعريف بالعمل ينوه القائمون عليه بأنه ليس للاتجار السياسي أو الاستخدام أو السخرية بين أي طرف وآخر، وإنما هو للناس فقط .

“الخليج” توجهت إلى الكواليس والتقت فريق العمل في هذه الجولة .

علي وجيه كاتب “فلاش سوري كتير” قال في البداية: فكرة العمل جاءت من رغبتنا في صنع شيء مختلف وخاص يتناول الأزمة الراهنة في البلاد، وانطلقت من وليد سلمان مدير تحرير موقع “بوسطة” الالكتروني، وبدأت بكتابة نصوص الحلقات بالتوافق والتواصل مع عناصر العمل مع اعتماد عنصر التكثيف في تقديم المعلومة . والعمل بالمطلق ليس متحيزاً لأي طرف من أطراف الصراع في الأزمة، بل هو متحيز بالكامل للوطن في الوقت نفسه هناك اعتراف بكل الأطراف ويخاطب المستوى الشعبي والإنساني عند الناس الذين نهتم بهم أكثر من المسؤولين .

وتابع علي: فكرة عرض العمل على الشبكة العنكبوتية جاءت عفوية وبشكل جماعي، وكون موقع “بوسطة” الالكتروني يدعمنا منذ البداية والفكرة انطلقت من عنده إضافة إلى كون تجارب الدراما على الانترنت في دول أخرى لاقت نجاحاً جماهيرياً ك”شنكبوت” اللبناني، فقد انطلقنا من هذا المبدأ، كما أننا لم نكتف بالانترنت فقط بل توجهنا إلى التلفزيون لكن الإعلام السوري لم يتحمس للفكرة .

وأضافت: أما بخصوص الجرعة الزائدة من الجرأة التي تحملها حلقات العمل، فقد انطلقت من الناس وهواجسهم وانعكاس الأحداث عليهم، لذا لا أرى أن هناك جرأة زائدة بقدر ما هي تنازل مباشر للأحداث بطريقة مكثفة ومختزلة .

أريد الإشارة إلى أنه في الدفعة المقبلة من حلقات العمل التي نحن في طور الإعداد لها، سيرى المشاهد أن سقف الكلام أعلى مما مضى خاصة أن العمل يعرض على الانترنت وسقف الحريات مرتفع فيه عما هو عليه في الدراما العادية مع أنني كنت أتمنى أن يتفاعل الإعلام معنا لتقديم شيء أفضل بشكل مختلف .

عن أهداف المشروع، قال علي وجيه: أعتمد في العمل على فكرين متناقضين تماماً وأعمل على ربطهما ببعضهما بعضاً وجعلهما يجلسان على طاولة واحدة من أجل الحوار، وهذا أحد أهم أهداف المشروع، ويمكن القول إننا نجحنا حيث لم تنجح السياسة، فالصراع الفكري للشخصيات يمثل الصراع في الواقع الذي هو فكري، وأرسم مجموعة من الخطوط لربط الخطين ببعضهما بعضاً وجعلهما يتفاعلان معاً ويلتقيان ليدور الحوار حول فكرة الحلقة التي قد تنتهي باتفاق الطرفين أو عدمه وأحياناً باستمرار الصراع، والمشروع يتطور تدريجياً ويكبر، وسيلاحظ المتابعون هذا التوسع من خلال دخول شخصيات جديدة على العمل، إضافة إلى انضمام ممثلين جدد منهم، نجوم ممن أحبوا العمل وفكرته وعرضوا المساعدة، ومنهم وجوه شابة .

المخرج وسيم السيد تحدث عن تقنيات “فلاش سوري كتير” ومتطلباته قائلاً: نوعية هذا المشروع تتطلب تقديم عمل بسيط إضافة إلى أن الإمكانيات المتوافرة عبارة عن تمويل شخصي من طاقم العمل، ولا يوجد أي جهة داعمة لنا كما أن هناك جهات رفضت دعمنا أو تقديم تسهيلات أو حتى خدمات لنا . والأدوات المستخدمة هي ميكروفون وكاميرا عادية، وحاولنا خلال العمل تقديم النص بصورة بسيطة تنقل الانطباع الموجود في الحلقة لأي مشاهد، لأن اللوحة في النهاية تعكس وجهات نظر مختلفة لأشخاص من الشارع، والأفكار التي تناقشها اللوحات موجودة في الشارع، ولكن ممنوع تداولها، والخطوة الجريئة للعمل هو أنه عرض هذه الأفكار بصورة لينة وواضحة وبتقنيات بسيطة جداً .

وعن صعوبات تسويق فكرة العمل في التلفزيون، قال وسيم: التقينا كثيراً من المسؤولين في قنوات التلفزيون السوري المختلفة ومسؤولين في قنوات الإعلام الخاص، وقد أحبوا فكرة العمل، وكذلك التقينا مسؤولين آخرين أبدوا إعجابهم به أيضاً، ولكنهم كلهم أحالوا الأمر إلى الرقابة وبالتالي توقفت عندها المساعي، وعلمت أن الرفض أو عدم نجاح المساعي هو بسبب أن العمل يعترف بالطرف الآخر الذي لم يكن مطروحاً الاعتراف به وقت تمت المساعي، لكن فكرة توجهنا إلى الانترنت لعرض العمل لم تأت بناء على رفض الرقابة بل هي كانت الأساس، ومن بعدها توجهنا إلى التلفزيون لإعطاء جماهيرية للعمل وتحقيق مشاهدة أكبر، وأيضاً لكي يكون العمل في مصلحة الإعلام السوري ليبرهن على أن سقف الطرح ارتفع فعلياً وليس على الورق فقط، لكن للأسف الرقابة رفضت العمل رغم موافقة المسؤولين .

أما عن اعتبار العمل رد فعل على الفيديوهات التي تعرض على القنوات التلفزيونية الخاصة بالأحداث سواء من الموالاة أو المعارضة، فأجاب المخرج: بغض النظر عن ذلك نحن نقدم عملاً موثقاً نتبناه ويتضمن شارة بداية وشارة نهاية وفيها أسماء عناصر العمل ونحن نعترف بها على عكس الفيديوهات المشار إليها، وبعض المحطات التلفزيونية تعاملت مع المسلسل بطريقة تعاملها مع تلك الفيديوهات دون الرجوع لنا ك”الجزيرة” و”العربية” و”فرانس 24” و”المحور” ومحطات أخرى، أما المحطة الوحيدة التي اتصلت بنا طالبة الإذن بعرض العمل فهي “سورية بلدنا” مع أنها موالية للنظام بينما التلفزيون الرسمي يرفض عرض العمل وهذا يثير الكثير من التساؤلات .

وتابع: وإذا ما أخذنا هذا الأمر من وجهة نظر أخرى نرى أن “الجزيرة” المعروفة بمواقفها المناهضة للنظام عرضت العمل وكذلك “سورية بلدنا” الموالية للنظام عرضت العمل، فهذا يعني أننا قدمنا عملاً لامس جميع الأطراف كونها نابعة من الواقع . وأنا بطرحي لهذه الفكرة لا أتحدث عن موضوع حقوق الملكية كونه لا يوجد حقوق ملكية للعرض على الانترنت في سوريا، وأكبر دليل على ذلك هو ما نتابعه على الفضائيات الإخبارية، في النهاية نحن لنا هوية موجودة في العمل من خلال شارته ومعروف أن العمل تابع لنا، كما أنه موثق بأننا أصحاب أول عمل درامي سوري على الانترنت وذلك من خلال الإعلام والصحافة .

عن الإنتاج والتسويق، قال وسيم السيد: الإنتاج ذاتي وشخصي من قبل طاقم العمل وانطلقنا من مبدأ أننا نريد تقديم شيء للبلد وأن نقف معه في هذه الأزمة وأحببنا طرح العمل ببساطته، وأتمنى أن نحصل على تمويل لكي نقدمه لاحقاً بشكل أفضل، أما في ما يتعلق بموقع التصوير فنحن مقيدون بمكان معين ذي مساحة كبيرة ونعتمد زاوية مناسبة لحدث الحلقة للتصوير فيها، وإمكانيات التصوير كما قلت كاميرا وميكروفون ولو لم يكونا متوافرين منذ البداية لكنا صورنا بالموبايل .

الممثل وئام إسماعيل تحدث عن النواحي التمثيلية قائلاً: من خلال ما نقدمه لا يوجد أدوار أو شخصيات بحد ذاتها ولا يوجد استعراض للقدرات التمثيلية من خلال تجسيد شخصيات مختلفة، لأن الفكرة قائمة على إيصال مضمون الحلقة من خلال شخصيتين، والمهم في العمل هو نتائجه، والشخصيتان تمثلان طرفي الصراع القائم حالياً، وأنا أمثل الطرف المؤيد وحسام يمثل الطرف المعارض ونخوض في مجريات الأحداث بالاتجاه الحكيم من خلال مقاربتنا للوضع العام في البلد .  ولا تحمل شخصيتي أي طابع محدد بل تنطلق من عنوان الحلقة وتمثل شريحة كبيرة في المجتمع، لذلك ليس هناك سمة معينة للشخصية لأنها تتحدث بلسان الناس .

الممثل حسام جليلاتي أو “المعارض” في العمل، قال: قدمت شخصية الرجل “واحد” وهو شخص معارض ودائماً ما يكون محرك الأحداث، ويتحدث بوجهات نظر متناقضة مع الرجل “اثنان”، ولم نعتمد على الشخصيات بقدر الاعتماد على تكثيف الأفكار لتقديم شخصيات حياتية قريبة من الشارع من الناس، وبالتالي تكمن صعوبة الشخصية في أنها تتطلب أن تكون على طبيعتك .