2012/07/04

«فنجان شاي» مع باسل رجوب في دمشق
«فنجان شاي» مع باسل رجوب في دمشق

بشير صفير - الأخبار

أمضى الموسيقي السوري الشاب باسل رجوب سنواته المهنية الأولى موزِّعاً الكلاسيكيات الغنائية الشعبية التي استعادتها مواطنته المغنية لينا

شماميان. هذا إلى جانب العزف في حفلاتها (ساكسوفون، وأحياناً ترومبت)، ومع فرق جاز (وأنماط محيطة به) في سوريا ومن ثم في لبنان. في

التوزيع الموسيقي، كما في أداء المكتوب والارتجال، أظهر رجوب (مولود في حلب عام 1981) موهبة واعدة، وهمّاً موسيقياً «شريفاً». هذا لا

يعني أن تجربته قد اكتملت، مع أنها تبدو مقبولة في عصر الانحطاط الفني العربي الكبير.

يمتلك رجوب المعرفة الموسيقية العلمية الكافية، وبالتالي، فإن النضج وتراكم الخبرة والثقافة الموسيقية هو أكثر ما يحتاج إليه لسدّ ثغره الفنية،

وهذه حتميات تأتي مع الوقت ما دام الاتجاه الصحيح مرصوداً. نقول هنا ما على رجوب وما له، بعدما تقدّم خطوةً دقيقة جداً في مسيرته، ونقصد

إصدار ألبوم «خَمير» (إنتاج خاص بالتعاون من شركة «إنكوغنيتو»). فهذا الإصدار نقل رجوب جدياً من مهنة توزيع الأغنية الكلاسيكية، حيث الكلمة

واللحن الشعبيّ يلهيان عن نقاط الضعف إن وجدَت، إلى حرفة تأليف الموسيقى الآلاتية حيث تجد الموهبة نفسها معزولة عن كلّ عونٍ خارجي.

وتختصَر نقاط القوة في هذه الأسطوانة بالطاقة ودقة التنفيذ عموماً والأفكار الواعدة. أما نقطة الضعف الأولى فتطال بديهية بعض النغمات

الأساسية المكتوبة وطغيان اللون الواحد. والثانية تكمن في ركاكة بعض المُرتجَل، مثل صولو البيانو (للعازف برونو باولي) في مقطوعة «قصور

أطلق باسل رجوب باكورته الخاصة قبل أشهر قليلة خلال أمسيته الموسيقية في بيروت (مسرح المدينة). مساء الاثنين المقبل، وبدعوة من

«الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون»، يقدم رجوب «خمير» في «دار الأوبرا ـــ مسرح الدراما» في العاصمة السورية، ترافقه خلالها «فنجان

شاي». تضمُّ الفرقة اللبنانية طارق يمني (بيانو)، جان مدني (باص)، فؤاد عفرا (درامز) وخالد ياسين (إيقاعات)، وهم من الأسماء الشابة

الناشطة في مجالها منذ سنوات، ولهم خبرتهم، مجتمعين أو منفردين، في الجاز والفيوجن والفانك والموسيقى اللاتينية والموسيقى الشرقية.

لكلّ من أعضاء «فنجان شاي» إسهاماته في الكثير من التجارب الموسيقية والغنائية غير التجارية في الوطن العربي. أما أبرز تسجيلاتهم كفرقة، فنجدها في ألبوم «خلخال» للفنانة الأردنية مكادي نحاس، حيث شاركوا في العزف كما في إعداد بعض الأعمال، تماماً كما في ألبوم

Beyond Traditions لعازف العود والمؤلف اللبناني زياد الأحمدية. يضمّ ألبوم «خمير» أربع مقطوعات («خمير»، «قهوة تركية»، «قصور» و«حلم 7

أشهر») من تأليف باسل رجوب، وأخرى من التراث التركي إضافة إلى أغنية من التراث الأرمني (تؤديها لينا شماميان). وتعاون رجوب لإنجاز باكورته

مع فرقة شرقية/غربية (من حيث الآلات المستخدَمة)، تضمّ مجموعة من الموسيقيّين السوريين واللبنانيين أساساً، من بينهم فؤاد عفرا فقط من

«فنجان شاي». فيما تجتمع الفرقة اللبنانية كاملة لتقديم مقطوعات من الأسطوانة في الأمسية المرتقبة، ما يفسح في المجال بإحساس

مختلف عن المادة المسجلة لِمن سمعها.

أما أعمال باسل رجوب المقبلة فتستحق المتابعة بالتأكيد. فهذا ليس أفضل ما يمكنه تقديمه، بالتالي ليس ما سيكون عليه إنتاجه لاحقاً. هذا

في ما يخص مسيرته مؤلفاً. أما عازفاً، فالاعتراف بقدرات الموسيقي السوري باتت من الماضي، ولا يزيدها المستقبل إلا تكريساً

.