2012/07/04

فيروز... بياف الشرق «معبودة» الإعلام الغربي
فيروز... بياف الشرق «معبودة» الإعلام الغربي

  الهام نصر تابت - الأخبار اعتبرت «مدام فيغارو» فيروز واحدة من السيدات اللواتي «يُعِدْنَ اختراع عالم المستقبل». إذ نشرت المجلة (عدد 20 آذار/ مارس) ملفّاً بعنوان: «خمسون سيدة يُحسب لهن حساب في العالم»، وضمّنته أسماء مبدعات وفنانات وسيدات أعمال «يجسّدن، كلّ على طريقتها، القوّة والسلطة والأمن». وجاء في مقدّمة الملف: «ختمت الأزمة المالية عقوداً من الحكم الذكوري لتفسح مزيداً من المجال أمام النساء. ولذلك أردنا تسليط الضوء على 50 سيدة يُعدنَ اختراع عالم المستقبل بنشاطهن وفكرهن». وخصّص الملف لكل من السيدات الخمسين زاوية بعنوان: «لماذا هي». وفي ما خصّ فيروز نقرأ: «صوتُ التسامح ومعبودة (idole) العالم العربي. باعت هذه المطربة اللبنانية ملايين الديسكات وغنّت في الصالات الأكثر شهرة في العالم (...) صلابتها في مواجهة اللاتسامح أدخلتها عالم الأسطورة. عندما اندلعت الحرب الأهلية في وطنها عام 1975، اختارت البقاء في مكانها رغم إصابة منزلها بصاروخ. ومنذ ذلك الحين، لم تكف عن البرهان على أن الشرق والغرب قادران على السير جنباً إلى جنب من دون أن يتصارعا، وأن بإمكانهما أن يتحابّا ولمَ لا؟». وتحت عنوان «لمعة إشراقها الأكثر جمالاً»، قالت «مدام فيغارو»: «رفضت السيدة فيروز أن تغني من عام 1975 حتى عام 1994 كي لا يسجّل غناؤها انحيازاً إلى هذا الطرف أو ذاك. وعندما عادت لتطل على المسرح في أيلول 1994، وقف خمسون ألف يصفّقون لرغبتها في السلام». سبق للصحافة العالمية، وخصوصاً الفرنسية، أن احتفت بفيروز مراراً. حين قامت الفنانة بجولة في أميركا عام 1971 مع الأخوين رحباني، اعتبرت الصحافة الأميركية هذا الحدث أول عمل ثقافي شرقي على مستوى كبير في الولايات المتحدة منذ حلول جبران خليل جبران فيها. يومها نقلت الصحافة الأميركية على صفحاتها الأولى ترحيب الرئيس ريتشارد نيكسون يومها بفيروز، وقوله: «سروري لا حدود له لأنّ الشعب الأميركي سيستمع إلى فيروز شخصياً». وبين باريس وفيروز حكاية حبّ كبير. حين أحيت فيروز حفلة في برسي عام 1988، تعاطت الصحافة ووكالات الأنباء والتلفزيون مع الحدث تعاملاً مميّزاً يفصح عمّا لهذه السيدة من محبّة وحضور استثنائيين. وعلى الصعيد الرسمي، كرّمها وزير الثقافة حينها جاك لانغ ومنحها وسام الرئيس ميتران. وممّا قاله في الاحتفال يومها: «صوتكِ يمتلك نقاءَ البداهاتِ الأولى... إنكِ تملكين صوتاً أكبر من ذاكرتنا وحنيناً إلى لبنان». وفي المناسبة عينها، قالت «الإكسبرس»: «قليلٌ أن نصفها بنجمة، نجمة الشرق الأولى. وصفٌ لا يقيس الظاهرة الفيروزية، إديث بياف الشرق، ربما شيء من هذا القبيل. لكن يجب أن نضيف أنها إديث بياف زائد البيتلز وبوب ديلان... إنها التجسيد الحقيقي للبنان». أما «لوموند» فوصفتها بـ«العمود السابع للهيكل وصوت الأصوات». وبعد ذلك بعام، كان صوت فيروز الصوت العربي الوحيد الذي صدح إحياءً للذكرى المئوية الثانية للثورة الفرنسية. وفي عام 1995، اعتبرتها «الإكسبرس» واحدةً من مئة امرأة يحرّكن العالم. وبعد سنتين، منحها الرئيس جاك شيراك وسام جوقة الشرف الذي سلّمها إيّاه السفير الفرنسي في لبنان جان بيار لافون الذي قال في المناسبة: «موهبة السيدة فيروز وسيرتها المثالية تجسّدان روح الاستقلال عند اللبنانيين وإشراق ثقافتهم. إنها لفرنسا رمزُ الشهامةِ ومثال العذوبة والحضارة والوحدة والنضال، وأيضاً مثال الحيوية والإشعاع...».