2012/07/04

في الزمن الصعب، دمشق «تستجير» بفيروز
في الزمن الصعب، دمشق «تستجير» بفيروز

سامي رستم, بانة فلوح - الأخبار

بعيداً عن الغيوم المتلبّدة في السماء السوريّة هذه الأيّام، عاشت دمشق أمس موعداً غير عادي. «وسع السما» أمسية غنائية فيروزية من ثلاثة عروض، بدأتها «جوقة الفرح» أمس وتستمر اليوم وغداً في دار الأوبرا. أما نفاد البطاقات بهذه السرعة، فيعكس إصرار جزء من الشعب السوري على الاستمرار في ارتياد الأمسيات الموسيقية، رغم الظروف الوطنية الحساسة التي تعصف بالبلد : 108 شباب وفتيات من المنشدين يقدمون عرضاً غنائياً أشبه برحلة تحاكي مسيرة فيروز الفنية. وكانت التحضيرات قد انطلقت منذ أكثر من ستة أشهر بإشراف رجاء الأمير شلبي التي درّبت الكورال، وتقود أوركسترا تضم 30 عازفاً من متخرّجي المعهد العالي للموسيقى.

طبعاً، ليست الحفلة رحبانية صرفة. البداية مع إحدى القصائد الدمشقية الثمينة هي «مُرّ بي» لسعيد عقل. ومن اللحن الذي يذكر ببدايات عبد الوهاب إلى بدايات عاصي الرحباني وفيروز المبكرة مع أغنية «شو ع بالنا» (سُجّلت مع الكورال من الخمسينيات)، مروراً بـ«القوالين» و«دبكة لبنان»، وصولاً إلى «شادي». وتُكمل الرحلة عبر فيلمون وهبي مع «صيّف يا صيف»، وتنتهي بـ«يا رايح» (1994) التي أتم كتابة لحنها ووزعها اللبناني رفيق حبيقة بعد وفاة وهبي. ويحط البرنامج عند الملحن السوري محمد محسن في «سيد الهوى قمري»، وزكي ناصيف (عبالي 1995)، وإلياس الرحباني (لا تجي اليوم). وقد تم التواصل مع إلياس الرحباني ليحضر الريستال، فقدم لحناً خاصاً أعدّه للمناسبة. وأخيراً قبل الختام، ستكون للكورال وقفة مع زياد الرحباني وإحدى أغنياته المفضلة «حبيتك تَ نسيت النوم».لا تنتهي الرحلة من دون التعريج على المسرح الغنائي الرحباني وبطلته فيروز. الجوقة أعدّت بانوراما غنائية استعراضية تجمع المسرحيات الـ 18 في قصة بسيطة كتبها الشاعر السوري رياض نجمة بلغة رحبانية، إذ يستحضر من مسرحية «بياع الخواتم» الشخصية المفترضة «راجح» التي اخترعها المختار لإرهاب أهالي الضيعة والحفاظ على سلطته، إذ إنّه الذي يحميهم من العدوّ الخارجي: «مجهول عليهن جايي». كذلك، سيحضر الفنان جوزف عازار بصوته الرخيم ليشارك السوريين تحيتهم لفيروز.

رجاء الأمير شلبي، المشرفة على المشروع، والملقّبة بـ«الشيفتين»، تصف العمل بالمشوّق والحساس. تقديم أعمال فيروز يعني الغوص في تفاصيل موسيقية دقيقة تكشف الدقة والإتقان في عمل الأخوين رحباني. ومن الصعوبات مثلاً كتابة الأدوار لمجموعة ضخمة من الأصوات، وتحفيظ الكورال أغنيات فيروز، وضبط أداء الفرقة كما يجب أن يكون، أي «بنكهة» فيروزية. علماً بأنّ العرض سيخرجه اللبناني طوني أبي عقل، وتشارك فيه فرقة «جلنار» للرقص بإدارة علي حمدان