2012/07/04

في «الغالبون» تجسد وعينا الدرامي
في «الغالبون» تجسد وعينا الدرامي


هفاف ميهوب - الثورة

ينقصنا الكثير من الوعي الدرامي كي ندرك أن عملاً مثل (الغالبون) من الأهمية بحيث يفترض أن يكون شديد التأثير على أجيالنا ومجتمعنا وواقعنا وأيضاً عدونا.

لاشك في أن هذا التأثير يكمن في إلباس كل مشاهد عربي حر، ومن شتى أنحاء الوطن المقاوم، لباس الكرامة التي لا تخترقها نيران العدو ولا مخططاته الصهيونية المفرطة.‏

الكرامة التي جسدها (الغالبون) ونقلاً عمن تسربلت أخلاقهم المقاومة بإرادة لا يمتلكها إلا أبطال التحرير والاستقلال ممن أشهروا رفضهم للعدو الغاشم وإلى أن تحولوا إلى قوة لا تقهر لطالما همها الدفاع عن مبدأ هو القضية قضية وطن استهدف بكامله وحتى آخر عربي حر فيه.‏

إذاً لم لا نسلط الاهتمام على عمل مازال الشعب اللبناني يعيش تفاصيل أحداثه.. الشعب اللبناني الذي وثق هذا المسلسل لأهم وأخطر مرحلة مر بها وأحدثت تغيرات تجذرت في بنيته وسياسته، مرحلة مازالت انعكاساتها حتى اليوم تنخر في هيكليته وتحاول إخضاع مقاومته كل هذا لابد من أن يدفعنا للصحوة وللشعور بمقدار ما تستهين بأذواقنا ومجتمعاتنا بعض المسلسلات الباحثة عما يزيد من ضياع المشاهد ومن عبثية حياته وفساد وانحلال وضياع أخلاقياته. أليس من الأجدى أن نعترف بأن (الغالبون) استطاع أن يؤكد ويثبت ويخلد، مقدار الوجع العربي من احتلال لابد أن يكون ارتعد من وحشيته التي صورها له المسلسل.‏

أيضاً، أليس الأكثر إبداعاً أن يقوم كتاب الأعمال الدرامية ومخرجوها وممولوها، بتمويل المشاهد ورغماً عما فرض عليه من اهتمامات إلى متابعة عمل ك(الغالبون) يريه مقدار ما امتلك الأحرار أبطال المقاومة اللبنانية من إيمان وبعقيدة هي من حرروا بها جنوب لبنان؟‏

بعد هذا يكفي أن نقول إن كل من ساهم في تقديم العمل وخصوصاً الفنانين اللبنانيين استطاع تجسيد دمع الأم دماً.. ونيران العدو هماً.. وعشق الأرض ولعاً..وأيضاً هدر الروح دفاعاً أن يقدم ما لا يمكن إنكار تفوقه على الدراما عموماً ومهما حاولت أن تتبنى العبث والفوضى والانحلال كقضية أساسية.‏