2012/07/04

قاسم ماجد: الأغنية أكثر خطراً من المفخخات
قاسم ماجد: الأغنية أكثر خطراً من المفخخات

زيدان الربيعي- دار الخليج

يمتلك المطرب والملحن العراقي قاسم ماجد صوتاً جميلاً وموهبة رائعة جداً في التلحين، مما جعلهُ يسلك خطاً خاصاً به في الغناء بعيداً عن التقليد، وهذا الخط جعلهُ متميزاً رغم حالة الفوضى الذي ضربت أغلب مفاصل الأغنية العراقية. ورغم إقامته في مملكة البحرين لا يزال يعتمد في غنائه وألحانه على أصالة الأغنية العراقية. “الخليج” استغلت وجوده في بغداد، وسجلت معه الحوار الآتي حول الأغنية العراقية وهمومها:

ما جديدك؟

لدي أغنيتان جديدتان، الأولى أغنية وطنية اسمها “حلم” من كلمات الشاعر صبيح حسن، أما الأغنية الثانية فهي من كلمات حسين جبر الدبي وهي مهداة إلى ثوار ثورة 25 يناير في مصر، تحمل عنوان “لثوار مصر” . وهاتان الأغنيتان من ألحاني وغنائي . فضلاً عن ذلك سجلت قبل مدة قليلة جداً أغنية عاطفية خفيفة اسمها “أسمريكا” تم بثها من قبل بعض الفضائيات وهي من كلمات الشاعر كاظم السعدي . كذلك لدي تعاون مع الشاعر البحريني المعروف الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الذي سجلت له أغنية من ألحاني أيضاً .

هل تعاملت مع ملحن آخر؟

معروف عني أنني ألحن الأغنيات التي أقوم بغنائها، وكذلك أمنح ألحاني للكثير من المطربين العراقيين الشباب الذين أصبحوا الآن نجوماً، لذلك لم أحاول أن أتعامل مع أي ملحن آخر مع احترامي الكبير لقدرات الجميع .

هل المطرب  الملحن يخشى أن يعطي لحنهُ إلى مطرب وملحن آخر؟

لا توجد لدي خشية في هذا الإطار مطلقاً، لكن، هناك مطرباً يحترم اللحن ويقدمه إلى الجمهور بأبهى صورة، بينما هناك مطرب آخر لا يفعل ذلك، بل يقوم بقتل اللحن، حيث إن هناك الكثير من الأغاني الجميلة يتم قتلها من قبل المطربين وهذا أمر مؤسف يجعل الملحن يوقف تعاونه مع مطربين كهؤلاء في المستقبل .

هل تعاملت مع مطربين خليجيين؟

إلى هذه اللحظة لم أتعامل مع أي مطرب خليجي، لكن تعاملت مع شعراء خليجيين مثل الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الذي كتب الكثير من الأغاني الخليجية الجميلة من أبرزها “واقف على بابكم” و”هلا باللي لفاني” و”عذبني المكحل” وغيرها .

من هم أبرز المطربين العراقيين الذين قاموا بغناء ألحانك؟

قدمت ألحاناً كثيرة للعديد من المطربين العراقيين من أبرزهم حسن بريسم، وعبد فلك، وعلي العيساوي، وفيصل حمادي، وموسى كاظم، والراحل رياض كريم، وياسين سلامة وغيرهم .

هل تعد نفسك امتداداً للأغنية السبعينية؟

أنا لا أحصر نفسي في جيل معين، بل أنا أرى نفسي امتداداً لكل الأغنية العراقية وليس الأغنية السبعينية التي لي فيها رأي آخر غير الرأي السائد عند أغلب العراقيين .

وما هذا الرأي؟

إن الأغنية العراقية في عقد الخمسينات من القرن الماضي لم تكن قاصرة، والدليل على ذلك أن العقد المذكور الزمن شهد بروز المطرب ناظم الغزالي، والحال ذاتها ينطبق على المطرب الريفي حضيري أبو عزيز . ومن هذا المنطلق فإن رأيي يؤكد إن الأغنية السبعينية لم تكن متميزة وحدها، بل سبقتها مرحلة خصبة في الغناء العراقي متمثلة بعقدي الخمسينات والستينات . كما إن الأغنية السبعينية اعتمدت على الألحان المصرية .

ما سبب هبوط الأغنية العراقية الآن؟

هذا الهبوط يعود إلى الشركات التي تقوم بإنتاج الأغاني العراقية، وكذلك وجود التجارة في عالم الأغنية، حيث دخل بعض التجار الذين يمتلكون محطات فضائية إلى عالم الأغنية، وهذا الأمر أدى إلى غياب الضوابط الصحيحة في عمل الأغنية العراقية، حيث إن هذه المحطات تأخذ مبالغ مالية من المطرب حتى تبث أغانية كذا مرة في الأسبوع أو في الشهر، رغم أن بعض هذه الأغاني لا تصلح لا من حيث الناحية الفنية ولا من الناحية الأخلاقية، لأن فيها كلاماً بذيئاً .

هل توجد مؤامرة على الأغنية العراقية؟

نعم . . هناك مؤامرة كبيرة جداً تحاك ضد الأغنية العراقية والذين يقودون هذه المؤامرة هم أناس يريدون تدمير حضارة وثقافة العراق، والهدف من هذه المؤامرة هو تدمير نفسية وخلق أبناء الشعب العراقي . يضاف إلى ذلك أن الأغنية العراقية تتعرض إلى التحجيم والدليل على ما أقول أنه لا يوجد لدينا سوى أربعة مطربين عراقيين معروفين في الوطن العربي، بينما يوجد في العراق أعداد كبيرة من المطربين .

ماذا ينقص الأغنية العراقية الآن؟

إن الشيء الأهم الذي ينقص الأغنية العراقية هو غياب الرقابة على كل مفاصل الأغنية المتمثلة في الكلام، واللحن، والصوت، والتسجيل، فضلاً عن ذلك تحتاج الأغنية العراقية إلى أشخاص مختصين في الشأن الغنائي يتولون مهمة إعداد جيل جديد من المطربين الشباب يستطيعون حماية العراقيين من الغناء الرديء، لأن الأغنية تعد أخطر من السيارات المفخخة التي تنفجر في الناس وتقتلهم، لأن السيارة المفخخة قد تقتل شخصاً أو عدة أشخاص ثم يتم إزالة مخلفاتها ويصبح مكان انفجارها شيئاً من الماضي . أما الأغنية فتبقى خالدة في أذهان الناس لعدة أجيال وهي تفقد الناس الذوق وتقتل الثقافة .

كيف يمكن مواجهة هذا الخطر؟

هذا الأمر يتم من خلال المؤسسات الفنية والثقافية الموجودة في البلد، كذلك يجب أن تخضع القنوات الفضائية إلى الرقابة حتى لا تتمادى في إظهار الأغاني التي تسيء إلى الأغنية العراقية وكذلك إلى الذوق العام .

كيف تتعامل مع النص؟

تعاملي مع النص يكون دقيقاً، حيث إن النص الجميل هو الذي يفرض نفسه عليّ من دون أن أدري . لذلك أنا ومنذ صغري تعاملت مع كبار شعراء الأغنية العراقية أمثال كاظم إسماعيل الكاطع، وعريان السيد خلف، وعزيز الرسام، وفالح حسون الدراجي، وكاظم السعدي