2012/07/04

«قلة الأعمال الدرامية السورية»: ذريعة لتبرير غياب صناعها!
«قلة الأعمال الدرامية السورية»: ذريعة لتبرير غياب صناعها!


ماهر منصور - السفير



ربما صار على صناع الدراما السورية الكف عن تكرار نغمة «قلة فرص العمل نظرا لقلة الأعمال الدرامية المنتجة هذا العام»، لجعلها «الشماعة» التي يعلقون عليها غيابهم في هذا الموسم.

أوشك عدد المسلسلات السورية أن يقارب المعدل السنوي لما يتم إنتاجه عادة خلال السنوات الأخيرة. ومن الممثلين من بلغ رصيده هذا العام خمسة أعمال تلفزيونية، ومن المخرجين من أنجز عملين لهذا الموسم مثل المخرجة رشا شربتجي التي أنهت تصوير مسلسلها «بنات العيلة» وبدأت تصوير الجزء الثاني من مسلسلها «الولادة من الخاصرة».

كما أن أسماء جديدة لمخرجين دخلت الساحة الدرامية السورية إلى جانب المخرجين السابقين، منهم الشابان مهند قطيش الذي بدأ تصوير المسلسل الكوميدي «رومانتيكا»، والمخرج الشاب يامن الحجلي الذي يخرج المسلسل الكوميدي «موزاييك»، والمخرج التلفزيوني علي ديوب الذي قدم مسلسله الأول «أنت هنا»، بالإضافة إلى المخرج الأردني سامر خضر الذي أخرج مسلسل «أبواب الحقيقة».

والى جانب ما وفرته سوق الدراما اللبنانية من فرص أمام المخرجين السوريين، فمن لم يحظ منهم بفرصة عمل في سوريا حظي بها في لبنان، ومن المخرجين الذين عملوا في لبنان هذا العام المخرج رامي حنا الذي قدم مسلسل «روبي»، بينما يستعد المخرج سيف الدين سبيعي لتصوير مسلسل ثان هو «ديو الغرام».

وتشير مصادر لـ«السفير» الى أن ثمة أعمالا أخرى قيد التحضير وربما يعلن البدء بتصويرها في أي لحظة، ما لم يتراجع أصحابها عن إنتاجها هذا العام، منها مسلسل للمخرج نجدت أنزور، وآخر للمخرج سمير حسين. وبكل الأحوال سيكون متاحاً لأي مخرج حتى نهاية الشهر الحالي أن يبدأ تصوير عمل جديد لعرضه خلال الموسم الرمضاني القادم.

الكلام السابق لا يعني أن أمور الدراما السورية بخير، ولا يعني بالطبع أن بعض العاملين في قطاع الدراما السورية لا يعانون من البطالة.. فخارطة التوزيع البشري، للعاملين في المسلسلات السورية المنتجة هذا العام، تكشف تغييبا أو غيابا لعدد من صناع الدراما، وهو أمر لا يقتصر على كل حال على هذا العام فقط، وإن ظهر هذا العام بصورة واضحة. لذلك سيبدو من المفيد ألا نجعل من «قلة الأعمال الدرامية السورية هذا العام»، «الشماعة» الوحيدة للغياب، فذلك من شأنه تشتيت الانتباه عن أمور أشد خطورة على الدراما السورية، ومنها حالات الإقصاء التي تمارسها شركات الإنتاج للمخرجين والكتاب، لمصلحة مخرج أو كاتب أو حتى فنيّ على «قد اليد، ولقمته صغيرة». حتى لو كانت إمكانياته محدودة.

ثمة مشاكل أخرى تتعلق بآليات التسويق والعرض وسواها، فضلاً عن آليات التعاقد وحقوق الإبداع ومشكلات صغيرة تحول دون تحول الدراما السورية إلى صناعة... ربما لا يتسع الحديث هنا لمناقشة كل هذه المشاكل، لكن يكفي القول إن قلة الأعمال الدرامية ليست السبب الوحيد، ولا الأهم.. في جلوس البعض في بيوتهم.