2013/05/29

قـنــاة «سـمــا»: لـ«الـدنـيــا» شقيـقــة تــوأم
قـنــاة «سـمــا»: لـ«الـدنـيــا» شقيـقــة تــوأم


ماهر منصور – السفير

لم تكد تمضي أيام قليلة على قرار «نايل سات» حجب القنوات السورية («الفضائية السورية»؛ «الإخبارية السورية»؛ «الدنيا») عن مدار بثها، حتى أطلّت قناة «سما»، وقناة «التلاقي»، كبديل عن المحطات «المعاقبة». تأخر إطلاق قناة «التلاقي»، إلاّ أنّ قناة «سما» ظهرت على الشاشة بعد أيام قليلة جداً على حجب زميلاتها. تقدّم القناة نفسها قناةً سوريّة خاصة، إلا أن ظهورها السريع، سرعان ما أثار بلبلة ضمن الأوساط السورية. فقد كانت وزارة الإعلام السورية تحذر من قنوات تتبع لجهات معارضة، تستغل حجب القنوات السورية عن الأقمار الفضائية العربية، فتقوم بتمرير أخبار كاذبة عما يحدث في سوريا. هذا ما جعل البعض يحتار في توجّهات القناة الوليدة، خصوصاً أنها لم تكشف بداية عن ملامحها السياسيّة كاملة، بل اكتفت بعرض المسلسلات السوريّة مع فواصل تتغزل بدمشق، أبرزها «من دمشق أقدم عاصمة في التاريخ». وانتقلت الحيرة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لتثير تساؤلات لم تهدأ حول هوية القناة. ليكتشف الجميع لاحقاً أنّ قناة «سما» الوليدة، لم تكن سوى قناة احتياطية لقناة «الدنيا». أمر عزَّزه حضور القناة من دون أي فترة بث تجريبية تذكر.

كان بوسع من يعرف الخطوات الأولى لظهور قناة «الدنيا»، أنّ يكتشف حقيقة قناة «سما» منذ لحظات بثها الأولى. ففي انطلاقتَيْ القناتين، اعتمد كلاهما على مسلسلات الأبيض والأسود التي قدمها دريد لحام ونهاد قلعي، كما عوّلتا على إرث ما أنتجته قناة «الشام»، وتالياً «سورية الدولية» من مسلسلات كوميدية بطلها أيمن زيدان وسلسلة «النجوم». أما الخطوة التالية لـ«سما» فلم تكن تحتاج لمتابع عتيق لقناة «الدنيا»، فملامح هذه الأخيرة سرعان ما بدأت تظهر بوضوح في قناة «سما»، فظهرت واحدة من مقدمة برامجها السياسية هناء الصالح في أول برنامج سياسي حواري على قناة «سما»، فيما بدأت القناة، وبشكل تدريجي، تظهر مراسلين لها على الأرض، وتبث عدداً من فواصلها الإخبارية المعروفة على قناة «الدنيا»، ومنها فقرة «كشف التضليل الإعلامي»، وعرض ما يتمّ بثه على موقع «يوتيوب» من أفلام عن الأحداث في سوريا. وقد رافق ذلك تغيير في شكل لوغو القناة، عمّا ظهر عليه عند انطلاقة القناة (والمثير أنّ اللوغو الجديد كان قريباً من لوغو قناة «الجزيرة»).

إلا أنّ قناة «سما» ظلّت رغم ذلك، تسلك سلوك القناة الوليدة، إذ قدّمت مسلسلات كثيرة، وغابت عنها البرامج. ليبقى البرنامج الجديد الوحيد الذي ظهر على القناة الوليدة «سما» هو البرنامج الحواري الصباحي، الذي لا يختلف كثيراً عن برنامج «صباح الخير على الدنيا» الذي قدمته «الدنيا».

سلوك القناة الجديدة «سما»، بتقاطعها الكبير مع قناة «الدنيا»، وربما ببنيتها التحتية التشغيلية، يؤشِّر إلى أن القناة تحمل اليوم مهام قناة «الدنيا» بالكامل. لكنها ستكون في وقت لاحق توأمها، لا بديلة عنها. بمعنى أن الإعلام السوري كسب قناة تلفزيونية جديدة. استنساخها عن «الدنيا» قد يبدو مبرراً اليوم، ويعوض غياب الأولى عن متابعيها على القمر «نايل سات»، لكنّ المياه إذا ما عادت إلى مجاريها بين قناة «الدنيا» وإداراتي قمري «نايل سات»، و«عرب سات»، سيصير ذلك الاستنساخ عيباً.