2012/07/04

كتّاب دراما يتنازعون حول ملكية النصوص!
كتّاب دراما يتنازعون حول ملكية النصوص!


ماهر منصور - السفير

تنشغل الأوساط الصحافية والفنية السورية بخلاف حول حقوق ملكية مسلسل البيئة الشامية «طاحون الشر» بين الكاتب قصي الأسدي والكاتب مروان قاووق، الذي ينفذ العمل حالياً باسمه. وكان الأسدي قد أورد في بيان صحافي، مرفق بوثائق، أن الشركة المنتجة للمسلسل وكاتبه قاووق «سرقا أفكار مسلسل «خوابي الشام» وقصصه، تأليف الكاتب والمخرج قصي الأسدي والكاتب والأديب رياض عبد الله..»، كاشفاً أن «الشركة (غولدن لاين) صوّرت مسلسل «طاحون الشر» المسروقة أفكاره من مسلسل «خوابي الشام» بناء على موافقات تخص مسلسل «خوابي الشام». بدوره قال مروان قاووق في تصريح له إن المسلسل المذكور هو «نصي الكامل، وسيثبت القضاء هذا الأمر»، كاشفاً انه باع «طاحون الشر» للشركة المنتجة، قبل نص «خوابي الشام» بأشهر عدة.

لن نخوض في تفاصيل التصريحات السابقة، والتي باتت معروفة للجميع، فالأمر متروك لحكم القضاء للبت فيها وتحديد صاحب النص الفعلي. لكننا نستطيع القول إن الخلاف الدائر حول حقوق الملكية الفكرية لنص «طاحون الشر»، ليس الأول من نوعه في الوسط الدرامي السوري. ولا نبالغ بالقول إن قلنا ان قضايا مشابهة كثيرة حدثت وتحدث وستحدث في الوسط الدرامي السوري، مع غياب آلية واضحة للتعاقد، واعتبار كتاب الدراما السورية «لاجئين» في هذه المهنة، فهم ليسوا أعضاء في «نقابة الفنانين»، وليسوا أعضاء في «اتحاد كتاب العرب»، وبالتالي لا نقابة تنظم عملهم وتدافع عن مصالحهم، في وقت يظل قانون حقوق الملكية الفكرية ضعيفاً وقاصراً مع آليات العمل الدرامي، التي ظلت مشاكلها حتى الآن تحل بطريقة «تبويس اللحى».

رافق غياب الضوابط القانونية أو قصورها، وضبابية قوانين العمل الدرامي هذه، حالات استسهال من طرفي الصراع الكتاب وشركات الإنتاج. فالجميع يريد أن يجرب حظه بالكتابة للدراما السورية، باحثاً عن فرصة يجتاز عبرها قبول نصه الدرامي الأول، ليرسخ بعدها اسمه في العمل الدرامي. الأمر الذي يدفعه الى التساهل عند تقديم نص مسلسله الأول، باعتباره الحلقة الأضعف التي لا تستطيع أن تملي شروطها على أي جهة إنتاجية يقصدها لتبني النص. وفي الوقت ذاته تجد شركات الإنتاج في نصوص هؤلاء الشباب، البضاعة الأرخص مادياً، والأقل تعباً للبال. فصاحبها في الغالب لن «يوجع رأسهم» عند أي تعديل يطلبه مخرج العمل أو نجومه، وسيرضى ماديا بأي مبلغ يعطى له. وزاد الطين بلة ظهور «المعالج الدرامي» الذي يأخذ دور «الميكانيكي» الذي يعيد إصلاح السيارة، وإعادة تجميع قطعها أحياناً. الحالة التي ساهمت في توفير مناخ درامي، يرتفع فيه من فترة إلى أخرى صوت يحتج قائلا: «هذا النص الدرامي لي».

ليس معلوما إذا كان هذا الكلام ينطبق على النزاع القائم بين الكاتبين الأسدي وقاووق. ولكن بغض النظر عما سيحكم به القضاء، ولمصلحة من، صار من الضروري أن نضبط آلية التعاقد على النصوص الدرامية، ونحفظ حقوق أصحابها.