2012/07/04

كريم عبدالعزيز: الكادحون صنعوا شهرتي
كريم عبدالعزيز: الكادحون صنعوا شهرتي

دار الخليج

عاد النجم كريم عبدالعزيز من لندن بكامل صحته وعافيته بعدما اجتاز العارض الصحي الذي تعرض له خلال وجوده في العاصمة البريطانية . استعاد الأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل بعدما وضعته أدواره في مصاف نجوم مصر الأوائل . وهو في كل أدواره بدا منحازاً للطبقة الكادحة والإنسان البسيط، هكذا حاله في فيلم “فاصل ونواصل”، وهكذا سيبدو في فيلم جديد يستعد لتصويره عن ثورة 25 يناير . “الخليج” التقته في بيروت حيث كان ضيفاً في أحد البرامج ودار هذا الحوار .

* بعد شفائك من الوعكة الصحية تستعد لفيلم جديد عن ثورة مصر الأخيرة؟

- نعم وتتناول أحداثه فرار ثلاثة مساجين أنا أحدهم، وما يتعرضون له وسط حالة الانفلات الأمني التي شهدتها مصر أثناء ثورة 25 يناير . الفيلم لا يتناول الثورة كحدث ولكن يلقي الضوء على حالة الانفلات الأمني التي شهدها الشارع ومن بينها هروب المساجين بعد قيام وزارة الداخلية بمعاونة البلطجية بفتح السجون لهم عن عمد .

* هل صحيح أنك اتهمت “إسرائيل” بأنها وراء الأحداث الطائفية الأخيرة في مصر؟

- لا أستبعد تورط “إسرائيل” في هذه الأحداث أو على أقل تقدير أن يكون لها يد بشكل أو بآخر في ما يحدث، خاصة أن مصر تحاول الوقوف على قدميها بعد ثورة عظيمة وهذا بالطبع ما لا تؤيده “إسرائيل” وما يدفعها إلى  استغلال الأحداث لمصلحتها . الأزمة لا بد أن تنتهي خاصة أن هذه المشكلات الطائفية ليست من طباع المصريين، ومصر كانت وستبقى دائماً بلد التعايش المسلم والمسيحي .

* يشاع أن كريم شخصية صامتة، غالباً ما يرفض الظهور عبر وسائل الإعلام؟

- القضية تتعدى ذلك فالظهور إعلامياً لمجرد الظهور لا يعني لي شيئاً، عندما يكون لديّ عمل أتحدث عنه خاصة أنني لا أحب النفاق على الإطلاق لذلك لا أستطيع أن أقوم بأية خطوة غير مقتنع بها على الإطلاق .

* نجوميتك محل غيرة الكثير من زملائك، كيف تعمل على الاحتفاظ بها؟

- الغيرة لا محل لها عندي ولا عند زملاء فنانين تجمعني بهم المحبة والود المتبادل، ثم لا أدعي النجومية، أحب البساطة في حياتي وكل ما يهمني هو البحث عن فكرة جديدة أتقدم بها للأمام وهذا ما تعلمته من والدي المخرج محمد عبد العزيز . على الفنان أن يعيش حياته ببساطة الناس الذين ينتمي إليهم .

* في فيلمك الأخير “فاصل ونواصل” اخترت شخصية جديدة كالعادة ولم تسقط في بحر التكرار؟

- كنت أبحث عن موضوع مختلف عن الأفلام التي قدمتها خاصة فيلم “ولاد العم” وأعجبتني فكرة فيلم “فاصل ونواصل” للمؤلف أحمد فهمي خاصة أن لها طابعاً نفسياً . سائق تاكسي بسيط يتعرض لحادث يصاب بعده بمرض اسمه فقدان الذاكرة الانشقاقي يؤدي إلى مسح كل ما كان لديه من معلومات مخزنة في المخ . فكرة جديدة تماماً على السينما وتولّد مواقف كوميدية وتراجيدية في الوقت نفسه، وهي حالة تضحك المشاهد رغم المأساة التي يعيشها المواطن في الظرف الراهن .

* لكن فكرة فقدان الذاكرة ليست مبتكرة؟

- الجديد أن الفيلم تناول مرض فقدان الذاكرة اللحظي وهو غير مستهلك، وهذا النوع من فقدان الذاكرة يتعرض لها أشخاص يعيشون تحت وطأة صدمات نفسية عنيفة تجعل المخ يصدر أوامر لمسح الصدمة لتخفيف الألم . وللعلم استعنا بعدد من الأطباء النفسيين ليأتي الموضوع واقعياً وصادقاً .

* ومع ذلك اتسم الفيلم بمساحة كوميدية كبيرة؟

- هدفنا في الأساس لم يكن تقديم فيلم نفسي يدور حول طبيعة هذا المرض، ولكن المرض يأتي في سياق الأحداث ليعقد رحلة العربي في استرجاع ابنه . كل فكرة ترتكز إلى عامل نفسي إذا نفذت بشكل جيد وباجتهاد، سيتقبلها الناس . الجمهور يسعى لمشاهدة فيلم يحترم عقله وأحاسيسه وعينيه .

* توجهت في “فاصل ونواصل” للطبقة الفقيرة؟

- لأن عيني على الإنسان البسيط وعلى المواطن المكافح أينما وجد . الفنان الأصيل لا ينفصل عن مجتمعه، وأنا من النوع الذي يتابع كل كبيرة وصغيرة تجري حوله . في كل أفلامي كان الإنسان الكادح هو البطل . المؤسف أن الفقراء يزدادون في المجتمعات العربية وتلك قضية أساسية لابد أن تتطرق إليها السينما عاجلاً .

* ألا ترى أن توقيت عرض الفيلم تضارب مع نجاحه؟

- توقيت العرض ليس مسؤوليتي بل هو قرار المنتج والموزع، فهما أكثر دراية بمصلحة الفيلم وأحوال السوق . أعتقد أنه من الحكمة تقسيم الأفلام الكبيرة على مدار العام وعدم تكرار أخطاء الماضي بحشد كل الأفلام وعرضها في موسم واحد، فيشعر صناع الأفلام بأنهم يدخلون حلبة مصارعة وتكسير عظام .

* قدمت في “فاصل ونواصل” مجموعة من الوجوه الجديدة خاصة دنيا فؤاد في دور مميز، هل جاء اختيارها لعجزكم عن العثور على البطلة المناسبة في الدور المناسب؟

- تقديم وجوه جديدة ظاهرة صحية، وكل النجوم الكبار قدموا وجوهاً جديدة وأول من فعل ذلك كان الفنان الكبير عادل إمام . هذا اتجاه إيجابي يجب تشجيعه لإيجاد ممثلين جدد يغنون الساحة الفنية . .

* بعد “ولاد العم” غبت عن السينما ما يطرح السؤال: هل تعاني السينما المصرية أزمة ما، وما نوعها؟

- تتردد أقاويل كثيرة مثل “احتضار صناعة السينما”! أسمع هذا منذ وعيت على الدنيا، وظلت الأقوال نفسها تتردد على مسامعي بعدما دخلت هذا المجال . أرى أنه مهما حدث تبقى السينما من أهم الصناعات وإن بدا الإنتاج ضعيفاً في هذه الفترة، فإنها مرحلة وتزول لتعود الأمور إلى مجراها الطبيعي . باختصار تفاؤلي كبير بمستقبل السينما .