2012/07/04

كورال الحجرة للمعهد العالي للموسيقا يُغنّي يا زهرة المدائن في دار الأسد
كورال الحجرة للمعهد العالي للموسيقا يُغنّي يا زهرة المدائن في دار الأسد

صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الخميس 10 كانون الأول 2009
د. صادق فرعون
قدمت وزارة الثقافة ودار الأسد للثقافة والفنون ، بالتعاون مع المعهد العالي للموسيقا ، كورال الحجرة بقيادة الأستاذ فيكتور بابينكو ومرافقة فادي جبيلي على البيانو أمسية غنائية ممتعة على مسرح الدراما. تأسست هذه الجوقة عام 2001 وكانت ومازالت غايتها هو إدخال غناء الجوقة الجماعية إلى موسيقانا وإلى مستمعينا وتعويدهم على هذا النمط الجميل من غناء المجموعة التي تنقسم عادة إلى أربعة أقسام بحسب طبقة الصوت: العالي والمتوسط للنساء (سوبرانو وآلتو) وعالي وثخين للرجال (صادح أو تينور وجهير أو باص) وكذلك لتمهيد السبيل لغناء الأعمال الضخمة التي كتبها عظماء الموسيقيين الكلاسيكيين الغربيين. ‏ وهذا المسار يؤدي إلى تحديث أساليب الغناء العربي الشرقي كما يمدّ الجسور للتعرف على روائع الموسيقا الغنائية العالمية وكذلك يحضّر لإمكانية بداية قيام أوبرا في بلدنا. ‏ تتألف الجوقة من أربع وعشرين مغنياً ومغنية مع عازفي إيقاع وبيانو. ‏ الأستاذ بابينكو واحد من أفضل أساتذة المعهد ومن أكثرهم حماساً وحباً للموسيقا وللتعليم، وهو ينقل حبه وحماسه هذا إلى جميع طلابه. ‏ غنت المجموعة اثنتي عشرة أغنية أغلبها تراثي مع توزيع هارموني قام به كل من السادة إدوارد طوريكيان وشفيع بدر الدين وفيكتور بابينكو وبشر عيسى وبيرج يرتيسيان. بعض العناوين تعطي فكرة عنها: الحلو ده، وعالمايا، وهالأسمر اللون، والأغنية الشعبية الفلسطينية: يمّا مويل الهوى ، و»فوغ دمشقي» من تأليف حسام الدين بريمو وفي الختام: بانوراما «زهرة المدائن» للأخوين رحباني. ‏ أمضى المستمعون ساعة ونصف مستمتعين بغناء رائع وتجاوب ما بين الأقسام الأربعة للجوقة. تألقت الكورال في كل تلك الأغنيات وتميز الأداء المنفرد لـ «لونا محمد» وصفق لها الجمهور عالياً وكذلك تجاوبوا مع «الفوغ الدمشقي» لحسام وهو عبارة عن غناء حر لنداءات بيّاعي السوق الدمشقية ولمديح كل بياع لبضاعته من خضار وثمار ومازوت وغيرها حتى تصاعدت حرارة البياعين وكاد ينتهي الأمر بخناقة لولا أن الأستاذ حسام بريمو أنهى أغنيته التصويرية والتعبيرية بشكل مرح ينمّ عن شخصيته المحببة. كان أوج الأمسية عندما غنت الجوقة «زهرة المدائن» التي تتحدث عن القدس وعن تاريخها الإنساني التليد وعن مولد السيد المسيح، عيسى بن مريم، الذي اقترب موعده وعن آلام المدينة وحزنها، وقد استشرى ظلم الطغاة الغزاة الذين لا تعرف قلوبهم شيئاً يدعى المحبة والطيبة والإنسانية ... ترافق الغناء مع عرض صور للمدينة القديمة التي ترزح تحت احتلال الغزاة الظُلاّم والتي عال صبرها من قسوتهم ومن نكوص الشعوب المحبة للسلام عن المبادرة لإنقاذ مدينة السلام من براثن الغزاة العتاة. ‏ لقد كانت «زهرة المدائن» أروع ما قُدّم في كل تلك الأمسية ... هل يا تُرى تهبّ شعوب العالم لإنقاذ مدينة السلام من قاتلي السلام؟ ومتى؟. ‏ جزيل الشكر لكل من ساهم في هذه الأمسية الرائعة والشكر الخاص للأستاذ فيكتور بابينكو الذي يثابر على بث حب الموسيقا والغناء في نفوس شبابنا لكي يكونوا نواة الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون في المستقبل، فإلى الأمام. ‏