2013/05/29

كيف صوّرت الكاتبة السورية المرأة ..؟
كيف صوّرت الكاتبة السورية المرأة ..؟


سلوان حاتم - الثورة

في دراما الموسم الرمضاني السابق شهدت أعمال الكاتبات انحسارا نوعا ما من حيث الكم, ولم تبرز إلى الساحة سوى أعمال ثلاثة كانت المرأة هي البطلة فيه , احدهم قديم متجدد وهو الجزء الرابع من (صبايا) نص الكاتبة نور شيشكلي ،

فيما كان الرهان على (بنات العيلة) وما سيحققه في غير محله بعدما فشل في تحقيق المرجو منه, العمل الذي جمع المخرجة رشا شربتجي مع الكاتبة رانيا بيطار ضم وجوهاً نسائية جميلة كثيرة ولم يحقق النجاح المنتظر, أما ثالث هذه الأعمال فكان عودة أمل عرفة للكتابة بعد أن تصدت سابقاً لكتابة (عشتار) وكما فعلت في عشتار فعلت في (رفة عين) حيث جاءت القصة تحاكي الإنسانية في فحواها.‏

منذ أن قدّم العنصر الأنثوي الكثير من النصوص الدرامية الرائعة بدأت الكتابة الأنثوية تأخذ حيزا لها في الدراما فقدمت أعمالا جيدة نافست بقوة وحققت متابعة كبيرة مثل (الفصول الأربعة ، رسائل الحب والحرب ، أشواك ناعمة ، الشمس تشرق من جديد ، أهل الغرام ..) وفي جميعها قدمت صورة المرأة والشابة على أنها لا تستخف بالمرأة بحد ذاتها وكان التجانس واضحا في شخصيات النساء التي قدمت فلم يبعدوا فكرة ربة المنزل عن فكرة المرأة العاملة وأظهرت المرأة الساذجة أو الفارغة المضمون كما أظهرت المرأة العاقلة والمثقفة وسيدة المجتمع, هذا لم يظهر في كل الأعمال إذ إن الأعمال التي جمعت الكثير من البطلات أو الكثير من النساء ونتيجة محاولة إغناء صور مختلفة عن المرأة جعلت البعض يظهرن بطريقة غريبة ولعل أبرز الأعمال التي فرغت مضمون المرأة في مقتبل العمر سابقا في أعمال الكاتبات تحديداً كان مسلسلا (وشاء الهوى ، تخت شرقي) حيث صورت المرأة بطريقة تظهرها بأنها إما بسيطة او خائنة أو مستغلة وهذا لايليق بأن تكتبه المرأة عن المرأة وإلا لماذا تلوم الإناث الكتّاب الذكور حينما يشوهون صورة المرأة في أعمالهم ؟.‏

بالعودة للأعمال الثلاثة نجد أن صورة المرأة تختلف من عمل لآخر ففي (صبايا) هن فتيات (دلوعات) يواجهن الحياة بأسلوب مرح وتروى قصصهن حسب كل فتاة أو بطلة ولكن وكعادة الصبايا في الأجزاء السابقة أنهن على آخر طراز في أي وقت في الصباح وقبل النوم وفي أي مكان يكن فيه ويلبسن أجمل الألبسة في صراع موضة من نوع خاص وربما هذا هو سبب استمرار المسلسل وشرائه من قنوات كثيرة فالمجتمع العربي يحب مشاهدة الفتيات كثيراً فكيف إذا كن فتيات (دلوعات) وعلى آخر (ستايل) وهذا يظهر سطحية الفتيات !؟.‏

الكاتبة رانيا بيطار وبعد أن نجحت في صنع خلطة في مسلسل (أشواك ناعمة) عادت لتجمع فتيات كثيرات في عملها (بنات العيلة) وكما كانت كل فتاة في الأشواك لها قصتها كذلك فعلت بيطار عندما قدمت كل فتاة من بنات العيلة بقصة ولكن باحترام للنظرة تجاه المرأة رغم البهرجة والترف الزائد الواضح على بنات العائلة التي تدور القصة حولها ولكن لا يمنع من أن نقول: إن المرأة قدمت بصورة أفضل من الطروحات السابقة فقد أقحمت الفتيات في شتى مجالات الحياة العلمية والعملية وإن كان العمل لم يحظ بالنجاح المطلوب محلياً كونه ابتعد كثيراً عن المستوى الاجتماعي للأسرة السورية لكنه يبقى ضمن الأعمال التي احترمت فيها الكاتبة نظرتها للمرأة.‏

أما (رفة عين) فيأخذ منحى آخر في نظرته للمرأة فهو يتكلم عن مجتمع غير عادي لأن البداية من سجن النساء و(هدية) ضحية مجتمع تحاول العيش فيه ولكن أمل عرفة أعطت صورة جيدة للمرأة التي على الرغم من كل الظروف القاسية لم تتاجر بجسدها كذلك شخصية (نورا) التي جسدتها الممثلة ميسون أبو أسعد فرغم البؤس وضيق سبل الحياة لم تفكر ببيع جسدها بل عملت كخادمة في المنازل كي تربي أطفالها فعرفة هنا تطبق مقولة (تجوع الحرة ولا تأكل بثديها) ورغم وجود شخصيات سلبية للمرأة كالراقصة والسارقة وغيرها إلا أنها حاولت أن توازن في صورة المرأة بين السلبية والايجابية وهي طريقة جيدة تحافظ فيها على صورة النساء في العمل الدرامي .‏

ما نريد قوله هو: قبل أن تطلب المرأة من الرجل تحسين صورتها في الروايات والدراما وغيرها على المرأة التي تتناول المرأة أن تحسن من هذه الصورة و إلا لبقي الكاتب الرجل يتمادى في رسم صور للمرأة تكون بعيدة عنها وقبل أن يدافع الرجل عن المرأة عليها أن تحسن الصورة التي تعطيها لنفسها كأنثى في المجتمع العربي الذكوري . وإن كانت الدراما العربية في كثير من الأحيان تتطلب أن تكون الفتيات على شاكلة الصبايا كي يزيد التسويق الفضائي لكن يبقى للمرأة ككيان اجتماعي دور أساسي ورائد في المجتمع وفي الدراما أيضا .‏