2012/07/04

لحظة؟! الدراما السورية بخير حتى اللحظة
لحظة؟! الدراما السورية بخير حتى اللحظة


هاني السعدي - البعث

ثمة أمور لابد من ذكرها لتصبح درامانا بخير أكثر.. دائماً البداية تكون من النص.. وبقدر ما يكون النص موظفاً لخدمة المواطن وإلقاء الضوء على السلبيات في مجتمعنا، بما فيها المرافق العامة أولاً، والمرافق الخاصة بقدر ما يكون تأثيره على المتفرج إيجابياً، حتى لا تكون الدراما مجرد وسيلة للتسلية والحكايا المشوقة. وعلى الهدف الأول من كل نص سينفذ درامياً أن يرقى إلى حاجة الشعب وأن يرقى بالذائقة العامة للمتفرج الذي بات من الصعب إرضاؤه، فكثرة المحطات وكثرة الأعمال الدرامية العربية والأجنبية جعلته يشير بإصبعه بسهولة إلى مكمن الخطأ أو الضعف.. ثم يأتي دور المنتج الذي سيتصدى لإنتاج العمل، وبقدر ما يكون المنتج قادراً على الارتقاء بالفن عن طريق أسلوبه في الإنتاج وكرمه لا بخله في تأمين كل ما يلزم ويقنع المتفرج ويفيده، بقدر ما تكون الفرصة سانحة لنجاح العمل، خاصة إذا تم اختيار المخرج المناسب، والممثلين والفنيين في أمكنتهم الصحيحة..

نأتي إلى ما يحتاجه العمل الفني بعد إنجازه، وأولاً انتقاء المحطات العربية المشاهدة عربياً.. يحتاج إلى التسويق الصحيح وانتقاء زمن عرضه على الشاشات قدر الإمكان.. وبرأيي الخاص العمل الجيد يفرض زمن عرضه.. غير أن الإعلام يجب أن يلعب دوراً بارزاً في العملية الفنية بأسرها، أكان هذا في تسويق درامانا السورية إلى المحطات الأخرى.. أم في تسويق نجومنا وممثلينا وطاقاتنا عبر ندوات تُقام لهم عبر الشاشة الصغيرة.. شريطة أن تكون الندوات مدروسة بشكل جيد لا علاقة لها بالمحسوبيات.. وإعلامنا السوري لطالما كان مقصراً في هذا المجال في حين تَبرّع بعض الأقطار العربية التي تنتج أعمالاً درامية خاصة بهم في عملية إشهار النجوم وتسويقهم، أكانوا ممثلين أو كتاباً أو مخرجين، خاصة ودرامانا السورية استطاعت الوصول إلى قلوب الجماهير العربية وهزّ وجدانها أحياناً كثيرة..

وأحب أن أنوه هنا، إلى أن كتّاباً كثراً وجدداً برزوا إلى الساحة الفنية بجدارة.. وأحياناً بامتياز، في الخمس سنوات الفائتة أو أكثر، لكننا نحن المؤلفين وكتاب السيناريو، ليس لدينا ما يحفظ حقوق نصوصنا من أيدي الذين يسطون عليها، مخرجين كانوا أو منتجين أو سارقي الأفكار، لسنا كاتحاد الكتّاب العرب ونقابة الصحفيين أو الفنانين التشكيليين الذين لديهم حماية على أعمالهم، نحن أيضاً نحتاج إلى حماية نصوصنا من عبث العابثين بجهودنا، وفي لقائي مع سيادة الرئيس بشار الأسد قبل أشهر قليلة، ذكرت له هذا الأمر، وتعهّد أن يساعدنا في إنشاء مؤسسة أو حتى جمعية تحفظ حقوقنا، وقد طلبت مني دراسة جدوى مفصّلة عن مشروع كهذا.. والكاتب الأستاذ خالد خليفة، تكفّل بإنجاز هذه الدراسة، وتم ذلك فعلاً بالتعاون مع محامين مقتدرين.. وأخذتُ الجدوى والدراسة إلى القصر الجمهوري وسلمتُها لمن يعنيه الأمر.. ونحن متفائلون جداً بأن نحصل على ما وعد به سيادة الرئيس في القريب العاجل.. لكننا حالياً مازلنا في محنة وطنية سبّبها بعض المغرضين، وأعداء سورية.. وبسبب بعض الممارسات غير الإنسانية في داخل سورية.. والتي كان أبطالها.. بعض المسؤولين عن حماية مصالح الشعب، والذين كانوا يعبثون بأمن المواطن وحقوقه.. دون علم الجهات العليا.. والحمد لله أن المحنة في طريقها إلى الزوال عبر الإصلاحات المتنوعة التي بدأت الحكومة الجديدة تتصدى لها..

أخيراً، أكرر أن درامانا بخير.. وإعلامنا يجب أن يكون أقوى بكثير..