2012/07/04

لحظة؟! الدراميون والإعلاميون في الكادر
لحظة؟! الدراميون والإعلاميون في الكادر


عماد نداف - البعث

لم يغب عن ذهني أبداً عندما زرت بيروت (عام 1971) كيف كان يثيرني الفضول لمعرفة من هو (غوار) الذي يتماهى اللبنانيون معه، ويقلدونه ويتبادلون كلماته.
فنحن من الفقر، بحيث لم يكن لدينا تلفزيون، وعلى نحو أدق، لم يدخل التلفزيون إلى بيتنا إلا في أواخر السبعينيات، ولكني كنت أعشق السينما، في محاولة للتعويض..هل تصدقون ذلك؟!.
صنعت الدراما السورية سمعة طيبة للفنان السوري، وكان الفنان السوري (عفوا من هذه الحقيقة) يتمنى لوأنه يصافح فريد شوقي أو رشدي أباظة أو فاتن حمامة، وكانت مصر (أم الدنيا) تحتضن هذا الفن من خلال شهرة نجومها.
اليوم الفنان السوري، فيما وصل إليه من قفزات في مجال صناعة الدراما، يكسر حدة الموقف، يتمنى كثير من المصريين (أنا أعتز بهم حتى الآن)  أن يظهروا إلى جانب الفنان السوري، لأنه حقق نجاحاً  كبيراً.
لكن الفنان السوري يغتر بنفسه (والغرور خطر على صاحبه)، يظن أنه الوحيد في دائرة البياض في سورية، في حين أنه أخذ أكثر مما كان يحلم به، حتى تمكن من الوصول إلى ما وصل إليه الفن الذي يعمل به.
أخذ أكثر من الصحافة، لذلك تجاوز الفن السوري الصحافة السورية، احتضن من كل الجهات أكثر من كل جهات الإبداع السوري.. وهنا لا أقصد المال فحسب، فلماذا يأخذ الفنان على مشهد أو مشهدين أكثر مما يأخذ الدكتور غسان الرفاعي على مقاله الساحر؟!.
أخذ الفنان السوري (حق الكلام في الممنوع) والحديث في الممنوع، هنا هو  دور الصحافة أولاً، لكن هذا الدور لم يمارس، وانحصرت مهمة الصحفي في الدوران في حلقة مفرغة من العمل في صحافة أقل ما يقال فيها إنها لا علاقة لها بالإعلام.
وللإيضاح، لا أقصد في فكرتي الممنوعات المؤذية أبداً، بل أقصد الموضوعات التي تتجاوز الخط الأحمر، وكمثال سريع: استقطب مسرح همام حوت جمهور المسرح الغائب عندما كسر هذا الحاجز!.
دخل الفنان السوري دائرة الضوء، من خلال أعمال أقل ما يقال فيها إنها جذابة، وعندما انطلقت دراما النقد الكوميدي وغير الكوميدي، وفتح الفضاء أمام إبداعات الجميع، مهما كان السقف، تطورت المواهب وصار الفنان يسخر من الصحافة ، وتحولت الصحافة إلى الإعجاب ومسح الجوخ بدل انتقاد الفن، وهنا أيضاً كانت بعيدة عن دورها كصحافة فنية.
ببساطة، الصحافة انتقلت إلى دائرة العتمة، وراحت ترقب غرور (النجاح) في الفن على حساب (فشلها) في تحقيق ذاتها... وفي حقيقة الأمر، كانت تحتاج إلى الفسحة نفسها التي أتيحت للفن، لكي نعلن اليوم أن كاميرا الصحافة خرجت من الاستوديو لتضع الفنان في الكادر الحقيقي.
إنها فكرة أريد منها فتح الحوار في دور الصحافة والفن والمسؤولية في هذه المرحلة التي تعيشها البلاد.