2012/07/04

لينكولن يطارد مصاصي الدماء بريشة سينمائية روسية
لينكولن يطارد مصاصي الدماء بريشة سينمائية روسية

محمد رضا – دار الخليج


قبل أن يصبح رئيس جمهورية، وقبل أن يكون الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية، كان إبراهام لينكولن يمضي وقت فراغه في اصطياد مصّاصي الدماء . وكانوا من الكثرة بحيث هددوا سلامة وأمن الولايات المتحدة، ما جعله يقرر أن مستقبل أمريكا في خطر إلا إذا ما عمد إلى محاربة هؤلاء الفاتكين من دون رحمة ولو بمفرده .

هذا لم يرد في كتب التاربخ، لكن قصة فيلم جديد يتم تصويره حالياً ويتواكب مع ما عودتنا عليه السينما، فكثيراً ما أعادت كتابة التاريخ كما تشاء . والمثير طبعاً هو أن الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في السنوات السالفة (في الخمسينات والستينات من القرن الماضي على وجه الخصوص) جعلت هوليوود تنخرط في سلك المقاومة ضد “الغزو الشيوعي” منتجة أفلاماً عدّة عن “الخطر الأحمر” الذي يهدد البلاد . وكثير من هذه الأفلام كان من نوع الخيال العلمي . لكن الآن نجدها تستعين بمخرج روسي لدحض خطر آخر هو أمريكي قابع في التاريخ وليس في الحاضر أو المستقبل .

وبالنسبة إلى المخرج تيمور بكمامبيتوف فإن شهرته سبقته إلى الولايات المتحدة . ففي العام 2004 قام بإخراج فيلم عنوانه Night Watch بارزاً منواله من المزج بين الواقع والخيال والسينما وفانتازيا المؤثرات الخاصّة . وحين حقق نجاحاً كبيراً في روسيا امتد ليشمل العالم الغربي ولو بحدود، أقدم بعد عامين على إنجاز Day Watch الأكثر غرابة في كيفية صنعه واعتماد فانتازا الصورة لكي تقود إلى فانتازيا الموضوع عوض العكس .

بعد ذلك طلبته هوليوود إليها فاستجاب وأخرج “مطلوب” مع أنجلينا جولي وجيمس مكفوي ومورغان فريمان، كما شارك بإنتاج الفيلم الكرتوني “9” مع تيم بيرتون . والآن كلاهما منتج لهذا الفيلم الذي يقوم بنجامين ووكر بدور إبراهام لينكولن فيه وتتوزّع باقي الأدوار على دومينيك كوبر وماري إليزابث ونستد وروفوس سيووَل وآخرين .

التقينا تيمور بكمامبيتوف في السطور الآتية:

ما هو تاريخ هذا الفيلم معك؟ كيف وجدت نفسك فيه؟

كنت أبحث عن موضوع أقوم بإنتاجه أو العمل عليه . عرضوا عليّ الكثير من المشاريع قبل أن يصلني تلخيص لهذا الكتاب . قرأته وأدركت أنني أريد أن أكون جزءاً منه . في البداية كنت سأقوم بالمشاركة بإنتاجه مع تيم بيرتون وجيم لملي، لكني لاحقاً أدركت أنني بالفعل أريد أن أخرجه . موضوعه الفريد كان يوحي لي بالكثير من الأفكار ويحدوني بأن أقبل المهمّة . كان المشروع فيه الكثير من العناصر المثيرة بالنسبة لي من بينها أنها المرّة الأولى سنجد فيلماً بالأبعاد الثلاثة لكنه يعود بحكايته إلى القرن التاسع عشر لم يقدّم أحد فيلماً تاريخياً بالأبعاد الثلاثة .

تبدو علاقتك مع الفيلم الفانتازي متينة .

أؤكد أن أفلامي هي نصف فانتازية رغم كل ما فيها من خيال . النصف الآخر واقعي . هذا حال “نايتووتش” وحال هذا الفيلم . قدمان في الواقع والباقي خيال .

الفيلم مملوء بالوجوه غير المعروفة فعلى مملوء أي أساس اخترت ممثليك؟

كان مهمّاً لي ألا يعتمد الفيلم على وجه معروف . قابلت ممثلين كثيرين قبل اختياري بنجامين ووكر . قابلت مايكل فاسبيندر وإريك بانا وتوم هاردي، من بين آخرين وأنا معجب بهم بطبيعة الحال . لكن بعد كل مقابلة كنت أخرج بيقين أنه من الأفضل الابتعاد عن ممثلين معروفين . الفكرة هي أن ابراهام لينكولن هو الاسم المعروف بحد ذاته، وقيام أحد معروف بتمثيله سوف يسبب تشويهاً للغاية المطلوبة . لذلك وجدت بن ووكر مناسباً جداً للدور .

كيف تعرف أن الذين اخترتهم يستطيعون التمثيل؟ ما مقياسك هنا؟

كل واحد يستطيع أن يمثّل، المهم معرفة أي دور يناسب أي ممثل ومنحه هذا الدور .

هناك تشابه بين هذا الفيلم وأفلام الكونغ فو . يمكن لي أن أصفه بفيلم “كونغ فو” مع رسالة جادّة . هل توافق؟

نعم . شاهدت آلاف الأفلام للكونغ فو وحين فكّرنا بأي نوع من أسلوب القتال نريده لهذا الفيلم فكّرنا مباشرة بتلك الأفلام لأني شاهدتها جميعاً فهي من جيلي، وحبي والآخرين لهذه الأفلام ساعدنا في تأليف صورة جديدة غير متداولة لرئيس أمريكا لينكولن كمقاتل .

أنت مواليد كازاخستان، لكنك عشت لفترة طويلة في موسكو . هل أحببت العمل في السينما قبل او بعد هجرتك؟

بعد هجرتي، وبعد سنوات في الواقع لأني أمضيت وقتاً طويلاً في دراسة الهندسة، ثم جذبني الرسم وبعد ذلك دخلت مجال تحقيق الأفلام الدعائية .