2012/07/04

ماذا يشاهد أطفالنا من برامج متخصصة عبر القنوات المحلية؟
ماذا يشاهد أطفالنا من برامج متخصصة عبر القنوات المحلية؟


زينب حاوي - السفير

يلحظ قانون المرئي والمسموع اللبناني وجوب أن «تبث المؤسسات التلفزيونية والإذاعية بمعدل 146 ساعة من برامج الأطفال والناشئة والشباب سنوياً». فماذا تبث اليوم مختلف القنوات المحلية من برامج مخصصة لهذه الفئة؟ وماذا تتضمن ما بين حدّي التثقيف والتسلية؟ وما هي الأسباب الكامنة وراء غيابها على بعض القنوات، والاكتفاء بعرض أعمال مشتراة وفي الأغلب مستهلكة؟ وهل سحبت القنوات المتخصصة ببرامج الأطفال فعلا البساط من تحت هذه القنوات؟ «السفير» استعرضت مختلف البرامج المعروضة من منتجة ومستوردة مع القيمين في عدد القنوات المحلية.

تدرج كل من قنوات «ال بي سي» و«المنار» و«أم تي في» برامج الأطفال على قائمة العرض. وان كانت «المنار» تتفوق من حيث عدد البرامج التي يصل الى ثلاثة، في حين يقتصر على برنامج واحد في كل من «ال بي سي» و«أم تي في»، لكنه يعرض عبر كل منهما بشكل يومي.

في المقابل، تغيب برامج الأطفال عن «المستقبل»، و«الجديد» اللتين تكتفيان بعرض الكرتون، بذريعة أن هناك قنوات متخصصة للأطفال. فيما تغيب حتى الأفلام الكرتونية مؤخرا عن شاشة «ان بي ان». أما قناة «أو تي في» فغابت عن الموضوع، بسبب عدم تجاوب المعدة ريم نعوم مع أسئلة «السفير».

«يعد برنامج «كيدز باور شو» الذي يعرض يومياً على «المؤسسة اللبنانية للإرسال» من البرامج الوحيدة التي تعرض مباشرة على الهواء منذ العام 2002 «، كما تقول مايا صليبا منتجة ومخرجة البرنامج، الذي يتضمن سلسلة متنوعة من الألعاب والمسابقات بين الأطفال المشاركين في الاستوديو، والذين يتفاعلون مع ستة أشخاص، عدا الشخصيات المحّركة. بالإضافة الى فقرات الاحتفال بأعياد الميلاد والسحر وتقارير توعوية ترشد الطفل حول كيفية تمييز الخطأ من الصواب حول مواضيع عدة كالتدخين والوجبات السريعة. وتعتبر صليبا «ان الإعلانات التي تعرض ضمن البرنامج كالمنتجات الغذائية والملابس والعطور والأحذية كلها تعود بالفائدة على الأطفال».

أما عن اختيار الأطفال المشاركين في الحلقات فتقول صليبا انه يتم من خلال المراسلة عبر البريد الإلكتروني، وإبداء الآراء والاقتراحات.

تخصص قناة «المنار» ثلاثة برامج للأطفال: «قرية النمل» «صحصح»، و«شيء من كل شيء». وتعرض جميعها ضمن فترة «المنار الصغير»، التي تمتد من الرابعة عصراً وحتى الخامسة والنصف.

تشرح معدة ومقدمة «قرية النمل» الذي يعرض مرتين في الأسبوع فاتنة وهبي ان فكرة البرنامج قائمة على تلقي اتصالات مباشرة مع الأطفال لمساعدة شخصية النملة «نمولة» على الوصول الى قريتها عبر اجتيازها لثلاث مراحل. وتم اختيار هذه الحشرة نظرا لأهميتها وفوائدها، ولحجمها الصغير الذي يتلاءم مع حجم الطفل».

واستطاع البرنامج جذب الفئات العمرية (من 5 الى 7 سنوات) واختيرت فقراته بعناية لتحفيز التفكير لدى الطفل وتعزيز الذكاء البصري. تقول وهبي.

أما برنامج « شي من كل شي» الذي تعده نهاية عجمي فيستهدف الأعمار التي تتراوح بين 7 سنوات والـ 11. وهو عبارة عن مجلة منوعة ترفيهية يعرض مرة أسبوعياً. ويستعرض مواضيع تهم الأولاد من تغذية ونشاطات ومهن وفنون، عبر تقارير سريعة تجنباً للوقوع بالملل. كما تخصص بعض الحلقات بالمناسبات الدينية. ويتم التواصل مع الأولاد عبر البريد الإلكتروني لتبادل الاقتراجات والآراء.

والبرنامج الثالث «صحصح» فهو من اعداد وتقديم نضال نصار، ويعرض مرتين أسبوعياً. ويقوم على اختبار سرعة البديهة لدى الطفل من خلال الاتصال المباشر والتفاعل مع شخصيتين متناقضتين (لوز وسكر). وكلاهما يقدم له المعلومة بطريقة مختلفة عن الآخر . كما يتضمن ثلاثة «كاركتيرات» متحركة عبر تقنية الأبعاد الثلاثية تقوم بطرح الأسئلة على الطفل المتصل وتخييره بين أكثر من معلومة، ليختار الجواب الصحيح.

اما محطة «أم.تي.في» فتخصص نصف ساعة يومياً للأطفال بعد الظهر. من خلال برنامج «سي يو أند تي سي»، وهو، بحسب المنتج المنفذ جو قزي، يجسد فكرة مخلوقين فضائيين جاءا الى الأرض، ويحاولان الـتأقلم مع الحياة بمساعدة الشابين ميا وإيلي، عبر التسجيل في حصص الرقص والموسيقى والمسرح ومشاركة الأطفال الإحتفال بأعياد ميلادهم. ويتضمن البرنامج فقرات تحريك الدمى (ماريونات) ومعلومات عامة عن الحيوانات والنبات.

ويقول قزي انه يتم اختيار الأطفال بين سني الثالثة والحادية عشرة. ويشير الى «أن مدة نصف ساعة لا يمكن أن تشبع ظمأ الطفل فيتم تقسيمها بين التثقيف والتسلية. أما الإعلانات التي تبث في هذا البرنامج فأغلبها عروض مسرحية ومراكز ترفيه خاصة بالأطفال، بالإضافة الى وجود وكيل معلن لفقرة أعياد الميلاد التي تقدم فيها الهدايا».

توقف إنتاج البرامج المخصصة للأطفال في قناة «المستقبل» في العام 2009 .بحسب مديرة البرامج جومانة فهمي، التي تعزو السبب الى «تراجع نسبة المشاهدة حسب شركات الإحصاء والكلفة العالية لإنتاج هذا النوع من البرامج، بالإضافة الى أن القنوات المتخصصة استقطبت هذه الفئة، فأصبحنا نعتمد على شراء برامج الكرتون التي تعرض ما بين الرابعة والخامسة عصراً، لتبدأ بعدها فقرة مخصصة للمراهقين، تتضمن وثائقيات علمية، تعرض بين الخامسة والسادسة مساء».

وتشاطر مديرة الإنتاج في قناة «الجديد» تانيا الوزان القناة الزرقاء سبب توقف الإنتاج الخاص لبرامج الأطفال، وتقول ان وجود محطات فضائية متخصصة تحول دون ذلك. وتكتفي «الجديد» بعرض أفلام كرتونية تتسم بالتثقيف وتبتعد عن العنف والعدوانية، وذلك نهاية كل أسبوع بين السادسة والسابعة صباحاً.

أما «الشبكة الوطنية للإعلام» (أن.بي.أن) فتقول مديرة البرامج فيها نهى درويش «ان المحطة كانت لها تجربة وحيدة في الإنتاج عبر شخصية «ميدو» الكرتونية التي تتفاعل مباشرة مع الأطفال، وعدا ذلك تعتمد المحطة على عرض أفلام الكرتون، لكن حتى هذه الأعمال أوقفت، لأنه أصبح هناك توجه أكثر نحو البرامج السياسية، خاصة في خضم الثورات العربية».