2012/07/04

محاولات إنشاء المختبرات  والمؤسسات السينمائية
محاولات إنشاء المختبرات والمؤسسات السينمائية

محاولات إنشاء المختبرات والمؤسسات السينمائية نلاحظ أن محاولة إنشاء استديوهات وشركات إنتاجية، تمت منذ عهد الفيلم الأول "المتهم البريء" لكن المحاولات الأهم جاءت في مطلع الخمسينات، عندما بدأت الجهات الحكومية تفكر بالإنتاج واستقدام التجهيزات اللازمة لإنتاج الأفلام. ومن المناسب أن نذكر أولاً المحاولات الفردية في إنشاء المختبرات والاستديوهات السينمائية، وكذلك نشاط بعض الفنانين السينمائيين بالتعاون مع بعض الممولين في إنشاء شركات إنتاجية لتصل بعد ذلك إلى جهود القطاع العام الحكومي قبل إنشاء المؤسسة العامة للسينما في أوائل الستينات. أول محاولات لإنشاء شركة إنتاج سينمائية تسجل لأيوب بدري الهاوي المغامر الذي أقنع عدداً من أصدقائه بتأسيس شركة سينمائية، ونجح في صنع أول فيلم سوري بعنوان "المتهم البريء" عام 1928. وتوقف أيوب بدري بضع سنوات قبل أن يتابع نشاطه السينمائي باسم "شركة حرمون فيلم" ويقوم ببطولة وإخراج فيلمه الثاني (نداء الواجب) عام 1936. كما عرض باسم الشركة فيلماً وثائقياً عن ثورات في الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الانكليزي عام 1936 وبعد ذلك لا نعرف أي نشاط للشركة أو صاحبها. في عام 1929 تظهر شركة باسم "شركة الأفلام السورية" وصاحبتها المنتجة اللبنانية آسيا داغر. ولم تقم الشركة بأي نشاط سينمائي في سورية وإنما اتجهت إلى مصر لتنتج فيلماً بعنوان "غادة الصحراء" وليصبح اسم الشركة هناك "لوتس فيلم". وقد جاءت آسيا إلى دمشق في مطلع الثلاثينات وعرضت الفيلم على السينمائيين وبعض المسؤولين فأعجبوا بعملها وقدموا لها مكافأة آنذاك تقدر بمائة جنيه. في عام 1931 ظهرت شركة هيليوس فيلم وكان نجاح الفيلم الأول حافزاً لبعض الممولين على الدخول في ميدان الإنتاج السينمائي، ومن مؤسسيها عطا مكي صاحب المكتبة العمومية وخاله أديب خير والتاجر رفيق الكزبري واستعانوا برشيد جلال للإشراف على الشركة. بلغت موازنة الشركة في بداية تأسيسها أربعمائة ليرة ذهبية، وتمخضت المحاولة عن ثاني الأفلام السورية (تحت سماء دمشق) وخسر الفيلم بسبب ظهور الفيلم الناطق، وخسرنا بخسارته شركة سينمائية طموحة. وفي عام 1932 قام نور الدين رمضان بمحاولات فردية لإنتاج أشرطة وثائقية عرضها في عام 1933 باسم شركة رمضان فيلم، ولكن تضييق سلطات الاحتلال الفرنسي عليه لم يتركه ينعم بنتائج عمله. وفي عام 1947 حاول إنتاج فيلم بالتعاون مع بشير كركشلي لكن المحاولة لم تنجح فغادر إلى إيران لتصوير فيلم "فاجعة كربلاء" ووقع هناك ضحية احتيال فعاد إلى دمشق ليقضي بقية حياته في محله الكائن باسنجقدار مع أجهزته السينمائية القديمة. في عام 1937 جرت أول محاولة لتأسيس استديو سينمائي على يد جلال السيوطي... كان شاباً مثقفاً أنفق مبالغ طائلة في استيراد أجهزة تصوير مع معدات الصوت من أميركا وألمانيا وحاول آخرون مشاركته في تجهيز استديو كامل لكنه رفض. وفشلت أعماله التي قام بها بمفرده وتوقف عن الإنتاج في سورية ليذهب إلى العراق عله يجد حظاً ولم يكن حظه هناك أفضل فباع الكاميرا السينمائية الجيدة لأحمد جلال. في عام 1938 كان في دمشق مصور فوتوغرافي بلغاري اسمه جورج أرسوف وكان يملك آلة تصوير سينمائية من صنع روسي، وقد اشترك أرسوف مع زهير الشوا في تصوير فيلم لشركة "الغندور" اللبنانية بعنوان "الغرام عند العرب" ودب الخلاف بين الشركاء فتوقفت الشركة وتوفي أرسوف في دمشق عام 1940. في عام 1943 ظهر نشاط سينمائي في حلب من قبل الدكتور خالص الجابري ومهدي الزعيم حيث صورا مناظر من مدينة حلب كما أسهما فيما بعد إنتاج فيلم ليلى العامرية.. في عام 1945 ظهرت شركة الأفلام السورية المساهمة المغفلة، وفي عام 1946 اتخذت مع الشركة السورية اللبنانية المساهمة المغفلة وجمعت من بيع الأسهم ما يزيد على مليون ليرة سورية وكان من الممكن آنذاك إنتاج عشرة أفلام سورية بهذا المبلغ. وبدلاًً من أن تقوم الشركة بتنشيط الإنتاج السينمائي في سورية ذهبت إلى مصر لتنتج في عام 1948 فيلم "ليلى العامرية" ومثله يحيى شاهين وكوكا وكلف ثلاثمائة ألف ليرة سورية وهو مبلغ يفوق تكلفة الفيلم المصري. ولم يكن لشركة الأفلام السورية أي نشاط سينمائي يذكر داخل سورية. في عام 1947 قام نزيه الشهبندر بإنشاء استديو في صالة سينما الهبرا القديمة في حي باب توما بدمشق وجهزه بمعدات للتصوير والصوت والإنارة الكهربائية والطبع والتحميض وكانت معظم المعدات من صنعه واعتبر لمثيلتها في السينما العالمية. أنتج استديو الشهبندر أول فيلم سوري ناطق بعنوان "نور وظلام" عام 1948 ولكنه لم يتابع مسيرة الإنتاج فاتجه لصنع أفلام إعلانية وأدخل تحسينات على معمله ثم انتهى به الأمر إلى صيانة الأجهزة السينمائية وتصوير الكتابات لدور السينما. في عام 1949 عاد أحمد عرفان من فرنسا بعد إنهاء دراسته السينمائية وجلب معه آلة تصوير من طراز "كامي فلكس" وأسس في حلب مع صادق الحناوي صاحب سينما العباسية شركة أفلام العربية المتحدة وأنتجت هذه الشركة فيلماً واحداً بعنوان " الجيش السوري في الميدان" وقدم له الجيش مساعدة من جنود وعتاد حربي وانفرط عقد الشركة بعد هذا الفيلم. في عام 1950 قام أحمد عرفان بمحاولته الثانية لإنشاء شركة سينمائية وتمخضت جهوده عن شركة باسم "شركة عرفان وجالق" وأنتجت فيلم "عابر سبيل" وجرت عمليات الطبع والتحميض في فرنسا وكان الفيلم الوحيد للشركة. بعد ذلك بدأ أحمد عرفان يعمل لحسابه الخاص وصور أفلاماً قصيرة وأسس في حلب مختبراً سينمائياً ومن ثم تابع عمله في قسم السينما التابع للجيش، واستقر به المقام في أواخر حياته بدمشق ثم قام بإنشاء استديو في دمشق باسم "استديو عرفان" متجهاً للأفلام الإعلانية، وصور عدداً كبيراً من أفلام الشركات الخاصة إبان الفورة الإنتاجية في السبعينيات. في عام 1951 أسس يوسف فهد مخبراً سينمائياً في دمشق يحتوي على معدات للتحميض والطبع والتسجيل وخلال عامي 1952 و 1953 أخرج أول فيلمين سوريين ملونين عن مدينتي اللاذقية ودمشق وفي أواخر عام 1954 أوجد طريقة لتصوير أفلام سينما سكوب بدون الإستعانة بعدسة فوكس الشركة صاحبة الامتياز وصور فيلماً عن دمشق بهذه الطريقة في عام 1959 بدأ زهير الشوا وممثلي المسرح القدامى بتأسيس استديو سينمائي صغير واشترى بعض الآلات والمعدات القديمة وصنع آلة للتحميض وجهز غرفة التسجيل الصوتي بمساعدة محسن سابو وفي عام 1961 أنتج فيلم " الوادي الأخضر" وسعى بعد ذلك إلى إنتاج فيلم عن القضية الفلسطينية ولم يتمه وكانت محاولته الثالثة في عام 1966 بعنوان "لعبة الشيطان" وتعد محاولات زهير الشوا في إنشاء المختبرات السينمائية والإنتاج آخر المحاولات الخاصة في مرحلة بدايات السينما السورية.   عن ذاكرة السينما في سورية