2012/07/04

محمد عزيزية: أعمال هزيلة أساءت للدراما الأردنية
محمد عزيزية: أعمال هزيلة أساءت للدراما الأردنية

ماهر عريف – دار الخليج

أرجع المخرج الأردني محمد عزيزية تأجيل إخراجه مسلسلات عربية كان أعلن عنها سابقاً إلى مطالبته بأجره كاملاً وظروف إنتاجية وسياسية سائدة، ورأى خلال حوار مع “الخليج” أن أعمالاً هزيلة أساءت إلى الدراما الأردنية وأسهمت في تراجعها، فيما تحدث عن تأثير مواقف بعض الفنانين في أعمالهم ومدى إمكانية تعاونه مجدداً معهم، إضافة إلى شؤون أخرى تطرق لها في هذا الحوار .

لماذا تأخر إنجاز مسلسل “شجرة الدر”؟

- تعاقدت قبل نحو عامين مع مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر على إخراج العمل نظير أجر يناهز مليوناً و900 ألف جنيه، وقبيل التنفيذ تلقيت اتصالاً من مسؤول يطلب تخفيض المبلغ إلى النصف فرفضت لاعتبارات مهنية، ورغم إتمامي 70% من التحضيرات اللازمة ذهب المسلسل إلى زميلي مجدي أبو عميرة الذي لم يتفق مع المعنيين لاحقاً فعادوا إلي وفق المقابل المادي الذي حددته، ومع استعدادنا للتصوير بدأت الثورة ما أدى إلى إرجاء التجربة برمتها .

ما صحة استبعاد سلاف فواخرجي عقب التعاقد معها؟

- كانت هناك عدة أسماء مطروحة للبطولة لكن الجهة المنتجة تعاقدت مع سلاف فواخرجي ونتيجة الأحداث في وطنها وما صاحبها من مواقف وآراء فضلاً عن أمور تتعلق بالمرحلة التي يناقشها العمل خرجت من قائمة المرشحات التي ضمّت سوزان نجم الدين وصبا مبارك وغادة عبد الرازق وسلافة معمار والأخيرتين الأقرب إلى ذلك إزاء مقتضيات تتعلق بالسن والشكل والأداء .

ماذا عن “الشيماء” و”أحمد شوقي” و”خيبر”؟

- ثمة متطلبات ضخمة يحتاجها عمل “الشيماء” وكذلك “أحمد شوقي” وقد اتفقت عليهما فعلاً أما “خيبر” فبات الأقرب للتنفيذ وأنجزت متطلبات “الغرافيك” وتفاصيل تواكب تجهيز 8 قلاع رئيسة وتبقى معضلة المغادرة صوب أماكن مؤهلة في سوريا في ظل الأوضاع الحالية، فضلاً عن خشية اختيار فنانين لهم توجهات وصدامات جماهيرية وعدم استطاعة إدخال فريق “ماكياج” إيراني حال انتقالنا إلى مصر أو الأردن.

كيف تصف المشهد الفني عربياً؟

- أجده “مرتبكاً” بسبب الأوضاع الميدانية الراهنة التي أرجأت أفكارا وتطلعات مختلفة، وإجمالاً أنا مع “الربيع العربي” وأتمنى مواصلته “تنظيف” السلطات المتجاوزة في أقطار متفاوتة وعلينا قبول النتائج وانتظار الأفضل حتى في ظل انسحاب الأمر سلبياً بصورة مؤقتة على عجلة الإنتاج .

هل تؤيّد إظهار الفنانين مواقفهم السياسية؟

- نعم عليهم فعل ذلك انطلاقاً من قناعاتهم الحقيقية بلا تدليس أو اقتناص مصالح شخصية، مع وجوب تحمّلهم نتيجة الأمر، وعلى الجهة الموازية يجب على الأطراف الداعية إلى الديمقراطية تقبل كافة الآراء المعارضة .

هل تقبل التعاون مجدداً مع يسرا؟

- يسرا التي عملت معها ضمن “قضية رأي عام” و”في أيد أمينة” ربما واجهت وضعاً “مشوّشاً” وكانت غير قادرة على فرز الأمور وقتها كما آخرين، ولا يمكن تجاهل ردود الفعل الرافضة لموقفها، لكن يجب مسامحة واستيعاب الجميع، وأنا لا أمانع في تعاوني مجدداً معها فهي “نجمة” مخلصة للفن وتجيد التعامل وتحافظ على مواعيد التصوير .

كيف وجدت طرح موضوع الثورة في مسلسلات عرضت خلال شهر رمضان الماضي؟

- كان طرحاً سطحياً وفق مجاراة غير موفقة أرادت استغلال الظرف غالباً، لأن الحدث لم ينته وكان صعباً تقديم رؤية واضحة، وأعتقد أن الموضوعات المقبلة ستتجه عقب الثورات إلى مضامين العروبة ونبذ الإقليمية بصورة ناضجة .

ما سر ارتباطك بالأعمال الدينية والتاريخية مؤخراً؟

ليس ارتباطاً مقصوداً، فأنا مخرج في النهاية ولا أطرق أبواب أحد بحثاً عن نص أو وظيفة، وإنما تصلني عروض معينة أدرس أفضلها، وربما وجد المنتجون والقائمون على الأعمال أن لي خطاً مهماً في هذا النطاق وقد سبق وقدّمت تجارب في الأردن قبل “سقوط الخلافة” و”صدق وعده” .

هل تواجه “منغصات” حيال عملك في مصر وسوريا؟

- كلا بل وجدت قبولاً من الجميع ولمست ترحيباً كبيراً تجاوز الجنسيات وربما دارت حولي بعض علامات الاستفهام في البداية سرعان ما اختفت .

ما سر غيابك عن الدراما الأردنية منذ سنوات؟

- لم أتلق عرضاً باستثناء “بوابة القدس: الطرق إلى باب القدس” وكنت مشغولاً وقتها في إنجاز “سقوط الخلافة” لذلك اعتذرت .

كيف رأيت نتيجة “بوابة القدس”؟

- سيئة جداً وأعتقد أن ثمة أخطاء صاحبت التخطيط وأسس التنفيذ ومدى الإخلاص، حيث شاهدت بعض الحلقات على شاشة التلفزيون الأردني في رمضان الفائت وتعجبت من طريقة الطرح ومستوى النتيجة ويبدو أننا لا نزال “نضرب سوقنا” عبر أعمال هزيلة .

ماذا تقصد ب”ضرب السوق” عبر أعمال هزيلة؟

- هناك تجارب عدة أساءت كثيراً للدراما الأردنية من خلال “استسهال” التنفيذ وفق مبالغ زهيدة ومقاييس متواضعة وتكرار هابط للموضوعات والنوعية، حيث استهلكنا مثلاً النطاق البدوي عن طريق مغالطات وأشكال قاصرة، ولم نحسن استثمار المجال كما يجب، ما أضر بصورتنا بأيدينا قبل سوانا .

هل تؤيّد الحديث عن قصور حكومي في هذا النطاق؟

- الحكومة ليست مطالبة بالإنتاج، فهذا دور جهات متخصصة، لكننا اعتدنا تحميل الأمور على شمّاعة غيرنا .

وماذا عن دورك وأمثالك؟

- لم أتجه إلى الإنتاج بعد ومع ذلك أخطط لتحويل قطعة أرض أملكها في إحدى المحافظات إلى ما يشبه مدينة جاهزة لتصوير الأعمال مدعّمة باستوديوهات مواكبة، وهذا المشروع بادرة فتح أبواب نحو الوصول إلى المأمول.