2012/07/04

محمود قابيل: راض عن نفسي دراميا والسينما تخاصمني
محمود قابيل: راض عن نفسي دراميا والسينما تخاصمني

البيان

فنان هادئ الطباع له بصماته قوية في عالم الدراما على العكس من السينما التي تخاصمه منذ 7 سنوات.. إنه الفنان محمود قابيل الذي عاش في بلاط العائلة المالكة عبر مسلسل «ملكة في المنفى» وكان ضيف شرف «امرأة في ورطة».. التقيناه عبر السطور التالية وكان هذا الحوار.

حب الجمهور

هل هذا الحب والحفاوة التي وجدتها من جمهورك في الدول العربية بسبب أنك سفير للنوايا الحسنة؟

الحب هو الشيء الوحيد الذي لا يرتبط بمنصب أو جاه أو سلطان، لكنه يكون في الأساس عبارة عن ثقة متبادلة بين أكثر من شخص وأنا بطبعي شخص هادئ أحمل الخير للجميع وهذا الود والحب أجدهما بعد كل عمل فني أقدمه حيث تنهال عليّ مئات الاتصالات ليس لشكري فقط ولكنها تنتقدني أيضاً، وأعتقد أن ذلك أسمى درجات الحب هو الذي يخلو من النفاق.

هل كان انتقاد الجمهور بسبب دورك في «ملكة في المنفى» الذي عرض أخيرا؟

وجه إليّ عدد كبير من الجمهور انتقادات بسبب مساحة دوري الصغيرة، رغم أنني أكدت لهم أنني كنت ضيف شرف في المسلسل، وأنني قبلت لهذا الدور لأنني عاشق للتاريخ ولو جاءني دور مساحته أقل من ذلك ويرصد فترة معينة من تاريخ مصر لقبلت على الفور.

لكن دورك صغيرا ولا يليق بتاريخك الذي يمتد لـ25 عاما ويذخر بـ50 مسلسلاً وفيلماً؟

أنا لا أقيس مساحة أدواري كما يفعل البعض، لكن الذي جذبني إلى ملكة في المنفى أنها المرة الأولى التي يجمعني فيها عمل فني مع النجمة نادية الجندي، كما أنه عمل متميز يرصد محطة مهمة من تاريخ مصر؛ لأن نازلي والدة الملك فاروق جزء من هذا التاريخ.

أعداء النجاح

البعض شكك في العمل ككل، وقالوا إنه زور التاريخ لصالح نادية الجندي ومحمود قابيل..فما ردك؟

العمل واجه حربا شرسة قبل وبعد عرضه، فقالوا في البداية إنه أساء لرموز مصر وأن وقائعه غير حقيقية، وهذا لم يحدث؛ لأن المسلسل روجع تاريخيا من قبل أساتذة التاريخ والعمل كان موثقا بدرجة كبيرة، أما عن تهمة الإساءة للتاريخ فأنا أرفض ذلك جملة وتفصيلا؛ لأن أعداء النجاح هم الذين يحاولون إلصاق تلك التهم بنا.

ما رأيك في الاتهام الذي وجه لشخصيتك بالذات وأنها شخصية غير واقعية..

كانت شخصيتي كعضو لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأميركي شخصية مستحدثة في السيناريو، لكنها ضرورية للغاية ولها أبعاد مهمة في السيناريو ومغزى مهم في السياق الدرامي، وإذا كان البعض قد وجد أن الشخصية ليس لها أهمية في السياق الدرامي، فإنني أؤكد أن أساتذة النقد في مصر أكدوا لي أنها من أهم الشخصيات في المسلسل على الإطلاق.

ألا ترى أن هناك شخصيات حقيقية تجاهلها المؤلف كانت ستؤكد واقعية حياة نازلي عن الشخصيات المستحدثة؟

كل الشخصيات الموجودة في المسلسل كانت محسوبة بدقة ووجود أي شخصية جديدة أو التقليل في الموجود كان سيتسبب في التأثير على المسلسل ككل، وأنا أرى أن نازلي كإنسانة لها إيجابيات وسلبيات والمؤلف تعامل على الورق مع الجانبين معاً مما أدى إلى نجاح المسلسل جماهيرياً على الأقل.

لكن المسلسل لم يحظ بنفس القدر من المشاهدة مقارنة بأعمال أخرى مثل «العار، وزهرة وأزواجها الخمسة»؟

دائماً يميل الجمهور العادي إلى مشاهدة قضايا المخدرات المستهلكة والقتل المتكرر، كما أنه بطبعه يميل إلى مشاهدة أي عمل يصف الحارة المصرية والمناهضة الشعبية وصعيد مصر أيضاً، لكن المثقفين يسعون دائماً لمشاهدة أي عمل فني ينعش تلك الثقافة.

لاحظ الجمهور تراجع حجم تواجدك في الدراما هذا العام..

في هذا العام لا أعتبر نفسي موجودًا إلا من خلال «ملكة في المنفى» فقط، حيث أعطيت وقتي بالكامل لنازلي ورفضت بسببه أكثر من عمل فني هذا العام وقررت أن أقلل تواجدي على الشاشة حتى أتفرغ لعملي التطوعي الذي أخذ معظم وقتي.

تراجع سينمائي

ابتعدت عن السينما فترة طويلة تجاوزت السبع سنوات، لكنك عدت بفيلم ضعيف للغاية؛ فما السبب؟

عندما قرأت السيناريو الذي عرض عليّ وجدت أن دوري مميز، حيث كنت عميدًا للأكاديمية في فيلم «الأكاديمية» واقتنعت به خاصة أن الفيلم كان يناقش مشكلات طلاب الجامعات الخاصة، وقد شجعني على الموافقة على العمل في الفيلم مخرجه محمد أنيس الذي كان يعمل مساعداً للمخرج علي عبد الخالق ويأخذ نفس طريقته في الإخراج.

ولكنك تركت تصوير باقي مشاهدك في الفيلم؟

هذا صحيح؛ لأنني عندما تعاقدت على الفيلم كان مخرجه محمد أنيس ولو كان مخرجاً غيره لتغيرت وجهة نظري، لكنني فوجئت بالمنتج عادل حسني يقول، إننا سنكتفي بتصوير الفيلم حتى مشهد الحفلة، وبعدها اتصل بي لاستكمال باقي المشاهد فتعجبت حينما وجدت أنه استعان بمخرج جديد بالرغم من أنه لم يتبق من الفيلم سوى 10% من المشاهد، فاعترضت على الأمر ورفضت تصوير باقي المشاهد؛ لذلك خرج الفيلم مبتوراً وكان ذلك سبباً رئيسياً لعدم اقتناع الجمهور به.

لكن المخرج الجديد أكد أنه أعاد تصوير الفيلم مرة أخرى؟

هذا الكلام لا يمت للواقع بصلة، فإذا كان قد أعاد تصوير 90% من المشاهد كما يدعي فكيف استطاع تصوير دوري بالرغم من أنني رفضت استكماله أو الحضور إلى الأستوديو، كما أنه لم يصور من إجمالي المشاهد سوى 3 أيام فقط، لكن للأسف الفيلم كان متميزا والسيناريو الخاص به يتعلق بشريحة مهمة من الشباب والمشكلات التي تحيط بهم في مرحلة التعليم الجامعي وخاصة في الجامعات الخاصة.

أبواب المنتجين

بعد فيلم «الكرامة» لم يعرض عليك أي سيناريو، فما السبب من جهة نظرك؟

السبب الوحيد أنني لا أجيد طرق أبواب المنتجين، ولن أفعل ذلك حتى لو تركت المجال الفني نهائيًا، كما أنني لن أوافق على أي سيناريو إلا إذا كنت مقتنعا به؛ لأنني لن أتنازل عن مبادئي وأخلاقي ولن أقبل أي دور إلا وله هدف وقيمة وأن يتوافر في المنتج والمخرج كل المواصفات التي تضمن اقتران اسمي بأسمائهم.

ماذا تريد من السينما خلال الفترة القادمة؟

أتمنى تكرار العمل مع جيل الشباب من خلال موضوعات جديدة، كما أرجو تسليط الضوء على بعض القضايا الهامة في الفترة القادمة مثل قضايا الختان والايدز وعدم الهروب من قضايا الجنس والمخدرات ومشكلات الإدمان التي أصبحت تنذر بكارثة في الفترة القادمة.

المسرح لايزال غائبا عن أجندة محمود قابيل الفنية..

هناك تجربة مسرحية واحدة شاركت فيها مع المخرج محمد النجار وكانت بعنوان «عسل البنات» مع الفنانة شيرين سيف النصر وكانت تجربة ناجحة، ومازلت أنتظر أي نص جيد يعرض عليّ في الفترة الحالية.

نجومية متأخرة

نجوميتك تأخرت كثيرًا، فما السبب من وجهة نظرك؟

الوقت الذي ظهرت فيه كان هناك تقييم نمطي للأدوار وكان الحضور الطاغي في هذا الوقت للراحل رشدي أباظة رغم وفاته، وبعدها أصبح الجيل الثاني هم نجوم الشباك مثل محمود ياسين ونور الشريف، أما الفنان الوحيد الذي واكب الظهور معي فهو مصطفى فهمي في نهاية السبعينيات وأعتقد أننا نحظى بنفس القدر من الشهرة والنجومية.

وما مقاييس النجومية من وجهة نظرك؟

أعتقد أن البساطة والتلقائية هي سلاح الفنان للوصول إلى قلوب الجماهير بسرعة، بالإضافة إلى ضرورة توافر العمل الجيد الذي يحتوي على نص هادف وفريق عمل محترف، والأهم من ذلك كله التوفيق من عند الله.

تعبير الفنان عن مواقفه وأرائه السياسية ، هل يضره فنيا أم ينفعه؟

الفنان جزء لا يتجزأ من المجتمع ولا بد أن يعبر عن رأيه الذي يؤمن به وليس من المهم أن يتفق مع جمهوره أو يختلف معه احتراما لوجهة نظر الآخر، لكن هناك ذكاء ودبلوماسية يتمتع بها كل فنان عن الآخر في التعبير عن آرائه ووجهة نظره.