2013/05/29

مسرح الشوك على شاشة تلاقي
مسرح الشوك على شاشة تلاقي


جوان جان – الثورة

يُعتَبَر مسرح الشوك لمؤسسه الفنان عمر حجو واحداً من أهم الظواهر المسرحية في حركة المسرح السوري المعاصرة، فقد شكّل منذ ظهوره في أواخر ستينيات ومطالع سبعينيات القرن الماضي ظاهرة فنية ربما لم تتكرر حتى يومنا هذا،

فقد ساهم هذا المسرح في تجميل الذائقة الفنية عند المُشاهِد السوري من خلال مجموعة من العروض المسرحية الكوميدية الناقدة التي اضطلع ببطولتها نخبة من أهم فناني الكوميديا السورية : دريد لحام-نهاد قلعي-رفيق سبيعي-ياسين بقوش-زياد مولوي-نبيل خزام والكثيرون غيرهم ممن شكّلوا منفردين أنماطاً خاصة في الكوميديا السورية .‏

ويشير مؤرخو المسرح في سورية إلى أن مسرح الشوك قدم خلال مسيرته التي لم تدم طويلاً ثلاثة أعمال مسرحية، أحدها بعنوان «جيرك» عرضته مؤخراً فضائية «تلاقي» في بثّها التجريبي، ومن خلاله نتعرف على بعض القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية السائدة في الفترة التي قُدِّم فيها العرض .‏

يعتمد أسلوب مسرح الشوك على المَشاهد منفصلة الموضوع التي يقدم كل واحد منها لقطة تعرض لواقع سلبيّ محدد عن طريق حواريات ذات طابع كوميدي امتازت بها أعمال الفنان دريد لحام المسرحية فيما بعد تأثّراً بهذا المسرح الذي كان له جمهوره الواسع في فترة من فترات ازدهار المسرح في سورية .‏

أهمية إعادة عرض هذه الأعمال تلفزيونياً والتذكير بها لا تنبع من مستواها الفكري العالي أو تقنياتها الفنية الباهرة بالضرورة بل من كونها تعبّر عن فترة معيّنة كانت لها ثقافتها وأسلوب تفكيرها ونمط عيشها، ولو ظهرت اليوم تجربة كتجربة مسرح الشوك بكافة مكوناتها لربما لم تلاقِ نفس النجاح الذي حققته في يوم من الأيام لأن الظروف اختلفت والاهتمامات تحولت وتغيّر مفهوم الكلمة وتأثيرها، دون أن ننكر بالطبع أن العديد من القضايا التي طرحها مسرح الشوك ما زالت طازجة وراهنة وكأن الحديث الذي كان عنها في ذاك الزمن هو نفسه اليوم، لا تغيير فيه ولا تبديل .‏

يقول الفنان عمر حجو مؤسس مسرح الشوك عن هذه التجربة :«في الستينيات كان هناك مسرح رسمي يقدم مسرحيات مترجمة لنخبة من مشاهدي المسرح، وكان هناك أيضاً مسرح تجاري خالٍ من المضمون، ففكرتُ أن أجمع بين المسرحين، وفعلاً قدمتُ في العام 1969 عرضاً على مسرح المركز الثقافي السوفييتي مكوّن من سبعة مَشاهِد كان بداية ما سمي بمسرح الشوك، وفي العام 1970 قدمنا تجربة أخرى في مهرجان دمشق المسرحي قيل عنها بأنها نقلة نوعية في المسرح السوري» .‏

هذه النقلة النوعية ما زالت حتى اليوم كما وصفها نقاد تلك المرحلة، ولا أدل على ذلك أكثر من أنها ما زالت في عقل ووجدان الجمهور وكل متابع ومهتم بالحركة المسرحية في سورية .‏