2012/07/04

مشاهير الفن بمصر بين «لا» و«نعم»
مشاهير الفن بمصر بين «لا» و«نعم»

عبادة ابراهيم -  خمس الحواس

يعيش الشعب المصري تجربة ديمقراطية جديدة، لم تمر عليه من قبل، حيث شهدت لجان الاستفتاء على التعديلات الدستورية إقبالا كبيرا، والتي انهتهت بـ77٪ موافقة، لم تقتصر على المواطنين العاديين، وإنما على النجوم أيضا الذين حرصوا على الوقوف في الطابور وانتظار دورهم للإدلاء بأصواتهم، البعض أكد أنه ضد ترقيع الدستور مطالبين بوضع دستور جديد يحمل معاني الديمقراطية والحرية التي افتقدها الشعب المصري منذ زمن طويل، والبعض الآخر صوت بـ«نعم»، رغبة منهم في عودة الاستقرار لمصر من جديد.

المشاركة في الحياة السياسية

على الرغم من التزام الفنان عمرو دياب الصمت طيلة أيام الثورة وسفره مع زوجته وأولاده إلى السعودية، وعودته بعد انتهاء الثورة وهدوء الأوضاع في مصر ، وإدراجه باللائحة السوداء، إلا أنه قرر هذه المرة الخروج من صمته والتوجه إلى إحدى المدارس بمنطقة الهرم وهي إحدى لجان الاقتراع للإدلاء بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية. أكد دياب على أهمية المشاركة في الاستفتاء وضرورة ألا يتكاسل أي مصري بعد ذلك على المشاركة في أي استفتاء أو في الحياة السياسية كي يكون له دور في بناء مصر المستقبل. ولم يفصح عمرو عن رأيه في التعديلات الدستورية، مكتفيا بالقول كل شخص حر في رأيه، وأنه لا يريد التأثير على أحد من جمهوره.

دستور بعيد عن الغموض

كذلك شارك الفنان عمرو واكد في الاستفتاء على التعديلات الدستورية ، مؤكدا أنه ضد ترقيع الدستور لأن كلمة نعم ستجعل الرئيس القادم يحكم مصر بالدستور القديم «دستور مبارك» بعد تعديل تسع مواد فقط من الدستور، وأكد واكد على صفحته على الفيس بوك أنه يجب على كل فرد قراءة الدستور وفهم بنوده جيدا، حتى يتسنى له الإدلاء بصوته دون الشعور بالندم، وأضاف: الأشخاص الذين لم يستوعبوا مواد الدستور يجب عليهم أن يقولوا لا، لأن الدستور يجب أن يكون واضحا لكل مواطن وبعيدا عن الغموض.

مطالب شباب الثورة

أكد المخرج خالد يوسف أنه لا يملك وصاية على أحد وإن كان يرجو الجميع أن يرفض تلك التعديلات ولكنه يحترم الرأي الآخر، كما أنه يحترم نتيجة الاستفتاء. حيث شارك خالد في الاستفتاء وصوت بـ«لا» لأنه يرفض فكرة استعجال الانتخابات البرلمانية وتأجيل الرئاسية، وذلك لأنه يرى أن الوقت غير مناسب وغير كاف لتشكيل الأحزاب التي تستطيع أن تمثل كافة أطياف الشعب المصري وتعبر عن قوى التغيير الحقيقية في المجتمع مؤكدا أن مدة عشرة أشهر هو حد أدنى لعمل تنظيمات شعبية قادرة على خوض الانتخابات للتعبير عن روح وشباب الثورة وعن قوى التغيير الحقيقية وعن مطالبها.

موت الدستور

«الدستور مات ولا يجوز ترقيعه» بهذه الكلمات عبر الفنان خالد الصاوي عن رفضه للتعديلات الدستورية مطالبا بوضع دستور جديد يحمل معاني الديمقراطية والحرية التي افتقدها الشعب المصري منذ زمن طويل، لم يكتف الصاوي بإبداء رأيه فقط، بل قاد حملة الرفض الفني ضد التعديلات التي لا يراها علي الإطلاق تصلح لمرحلة مصر ما بعد الثورة مؤكدا في تعليقه على تجربته على التصويت على صفحته عبر الفيس بوك تحت عنوان «إحنا بتوع الاستفتاء .. إن الدستور سقط بالثورة الشعبية التي أسقطت النظام وبرلمانه وحزبه وجميع متعلقات وليس هناك ما يدعو لإنقاذه»، داعيا إلى إعلان دستور جديد يضمن وجود ديمقراطية حقيقية في مصر. وظهر الصاوي في الصور رافعا علامة النصر بإصبعيه ليظهر فيها الحبر الفسفوري، وكان قد شن خلال الأيام الماضية حملة لتوضيح وترويج أسباب رفضه للتعديلات وأنها لا تخدم سوى قطاعين سياسيين هما الإخوان وأذيال الحزب الوطني.

إيجابية الشعب المصري

صوتت الفنانة نيلة عبيد بـ«لا» لأنها ترى أن الحياة السياسية يجب أن تبنى على قاعدة جديدة، كما أعربت نبيلة عبيد عن سعادتها بايجابية الشعب المصري وإقباله على الاستفتاء، واصفه الشعب المصري بأنه شعب قوي الإرادة يفاجئ العالم بإقدامه وإبداعه. كذلك اعتبرت الفنانة نجلاء فتحي أن دستور 71 جزء من النظام الذي أسقطته ثورة 25 يناير، لذلك هي ترفض التعديلات الدستورية رفضا تاما، وكانت نجلاء فتحي قد اتفقت مع زوجها الإعلامي حمدي قنديل علي المشاركة في التصويت في الاستفتاء والتصويت بـ«لا» للتعديلات الدستورية.

عودة الاستقرار والأمان

لم تخف الفنانة بسمة سعادتها من مشاركتها في الاستفتاء، لأن صوتها أصبح له شأن وقيمة مثل باقي المصريين، مؤكدة رفضها للتعديلات الدستورية، على العكس أيدت الفنانة منه شلبي التعديلات الدستورية وقامت بالتصويت بـ«نعم»، لأنها ترغب بعودة الاستقرار والهدوء لمصر مؤكدة أنها مقتنعة بأن هذه مهمة تغيير الدستور تقع على عاتق الرئيس القادم وليس الجيش. وأضافت منة شلبي: «بعدما سمعت من الشباب الذي ينتمي لنفس فئتي العمرية يطالب بضرورة تغيير بعض المواد، سارعت بالبحث عن هذه المواد على شبكة الإنترنت، حتى أكون رأيًا عنها، وبالفعل نجحت في تكوين رأي».

رفع الروح المعنوية

أصر الفنان محمد منير على الوقوف في طابور المواطنين وانتظار دوره فى الإدلاء بصوته، رغم إجهاده بسبب العملية الجراحية التي كان أجراها مؤخرا ما كان يدفعه للجلوس من وقت لآخر وسط الطابور، كان منير طرح أغنية إزاي أيام الثورة والتي أسهمت في رفع الروح المعنوية للمتظاهرين، وقد تم تركيب عدد من أبرز لقطات ثورة 25 يناير على الأغنية التي تحمل موسيقى متطورة تختلف عن تلك التي تظهر بأغلب الأغنيات الوطنية، إضافة إلى أهم مانشيتات الصحف في هذه الفترة، كما ظهر خلال الفيديو بعض الشباب يرددون كلمات الأغنية.

تجربة ديمقراطية

أكد الفنان عزت العلايلي تفاؤله من الفترة المقبلة، خاصة بعد أن لاحظ تدفق المواطنين على لجان الاستفتاء، حيث يعد هذا الاستفتاء أول تجربة حقيقية ديمقراطية تحدث في مصر، مؤكدا أنه كان يحلم باليوم الذي يرى فيه انتخابات نزيهة على غرار ما يراه في دول أوروبا ، وقد ذهب العلايلي برفقة زوجته للإدلاء بصوته وقرر أن يكون اختياره بـ«لا».

رفض عمرو مصطفى الإفصاح عن نتيجة تصويته، حتى لا يؤثر رأيه على أحد من جمهوره، وتابع عمرو أنه سعيد بالتجربة الديمقراطية التي يعيشها الشعب المصري لأول مرة في حياته من خلال استفتاء ديمقراطي، مؤكدا ضرورة احترام نتيجة الاستفتاء مهما كانت لأن هذه هي الديمقراطية.

يذكر أنه قبل يوم الاستفتاء قام عدد كبير من فناني مصر ومثقفيها بتصوير فيديو للمساهمة في توجيه الرأي العام لرفض التعديلات الدستورية، موضحين الأسباب التي دفعتهم للتصويت بـ«لا»، كما طلبوا ممن سيذهبون للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء بضرورة إقناع خمسة أفراد على الأقل بالذهاب معهم، وذلك لضمان أكبر عدد من المصوتين. وشارك في الفيديو عدد من السياسيين مثل محمد البرادعي وعمرو موسى وعمرو حمزاوي ورجل الأعمال نجيب ساويرس والدعاة الإسلاميين عمرو خالد ومعز مسعود ومن الكتاب أحمد العسيلي وعمر طاهر.