2013/05/29

مشروع دعم سينما الشباب ..«صرخـــة في عـمـريـــت» إحيـــاء لعراقــــة الأجــــداد
مشروع دعم سينما الشباب ..«صرخـــة في عـمـريـــت» إحيـــاء لعراقــــة الأجــــداد


فاتن دعبول – الثورة

ضمن توجهات المؤسسة العامة للسينما فإنه تقرر إيجاد خطة متكاملة لدعم المشاريع السينمائية الشابة، من خلال إحداث وحدة خاصة مهمتها دعم مواهب الإخراج السينمائي،

بعد اعتماد الأعمال المميزة التي فازت بمسابقة خاصة لذلك ، ويتم حالياً العمل على إنتاج عدة أفلام ، منها فيلم يحمل عنوان (صرخة في عمريت) من إخراج وسيناريو الدكتورة غادة زغبور ويتضمن نصوصاً شعرية من تأليف سمارا المصري .‏

حضارتنا هويتنا‏

وعن فيلم (صرخة في عمريت) تقول د. غادة زغبور، مخرجة العمل، أن الفيلم عبارة عن ديكودراما، وهو مزيج يجمع بين شخصيات حقيقية تعيش في المنطقة وبين باحث ومكتشف لعدة مناطق من عمريت ، حيث سيسلط الضوء على جمالية المنطقة بتفاصيلها المعمارية من جهة والتعديات والاهمال الذي لاقته من جهة أخرى ، إضافة لشخصيات تتنقل بين زواياها في خط درامي وضمن حبكة تنساب مع السياق الوثائقي في صرخة تمتد في أصقاع الزمن موجعة في دويها .‏

وتضيف إن هذه الفرصة التي أتاحتها المؤسسة العامة للسينما خلقت حراكاً بين الشباب وفسحة لتحقيق ولو جزء من الطموحات قد تكون بداية لمشوار طويل في صناعة الفيلم ولتطوير الذات والبحث عن منتج لأفكار يمكن نقلها الى صورة فيلم . أما عن الصعوبات التي تعترضهم ، فتقول : لكون الفيلم على وشك التصوير فستكون الصعوبات المتوقعة تقنية كوننا نصور ضمن منطقة صخرية وهذا سيجعل أوقات التصوير الذهبية تضيع سريعاً اذا لم نتداركها ما بين فك وتركيب المعدات علماً أن أيام التصوير ستكون ثلاثة أيام فقط .. علماً أنه أول فيلم أشارك في إخراجه .‏

أما عن سبب اختيارها ليكون الفيلم وثائقياً ، قالت: لدي شغف بالأفلام الوثائقية وبالأخص التاريخية لأننا نمر حالياً في أزمة هوية ضمن حرب الغاء الحاضر والماضي . لذلك نحن أحوج ما نكون إليها ولتسويقها عالمياً لنتذكر وليتذكروا من نحن ولنبقى في الذاكرة بأننا نحن قد مررنا من هنا .‏

صرخة تعلو من جديد‏

ترى سمارا المصري في الفيلم تلك الصرخة التي تاهت وكتمت، وتريد لها أن تعلو من جديد، ليعم دويها في الأصقاع جميعها، في محاولة لإعادة بعث عمريت وكشف مواجعها وثم تخليصها من معاناتها وإعادة إحيائها من جديد .‏

تقول : حاولنا في الفيلم رصد التفاصيل الأثرية المهمة فيها من خلال قصة حب بين شاب وفتاة، حيث يظهر هذا الشاب من البحر ويحاول أن يلاحق الفتاة، وعن طريق هذه الملاحقة كنا نركز على عدد من معالم عمريت (المدافن، المنازل، الآثار المتعلقة بها..) إضافة إلى وجود شخصية (محمد رئيس هيكل) وهو باحث ومدير سابق للآثار في طرطوس، يتحدث عن تاريخ عمريت ويوثق بعض المعلومات عنها ، ويتوقف عند الكثير من التجاوزات والتعديات التي تسيء لها وتساهم في طمس معالم عمريت . وتستمر قصة الحب في الفيلم لكسر الجمود الذي تتسم به الأفلام الوثائقية . فالفيلم في محتواه محاولة لإحياء عراقة الماضي في موجة ضياع الهوية الحاصلة حالياً، إضافة إلى الحث على أخذ خطوات جادة لحماية هذا الموقع التاريخي من التعرض للسرقة أو دفنه تحت اسمنت المشاريع السياحية .‏

أما النصوص الشعرية فكانت مستمدة من تاريخ المدينة ومنها:‏

تعالي يا حبيبتي لنرقص خطوة بخطوة‏

بوحشة اثنين في واحد‏

في وحشة عمريت‏

هم فينيقيون بالحسن .. يطوفون حولك‏

رائحتهم الصندل .. شعب وقعه الزجاج والفخار.. قارع المجهول في البحر والسماء‏