2012/07/04

مصطفى برقاوي يسرد قصة "Crazy TV"
مصطفى برقاوي يسرد قصة "Crazy TV"

خاص بوسطة – وليد أحمد

المواضيع التي تم اختيارها لتصويرها في "Crazy TV" مرّت في مرحلة اختمار، بين مطبوع ومسموع ثم مرئي.


القدرة على الموازنة بين عنصري الصوت والصورة هو ما سيقدّم الشكل الجديد للعمل.


نحاول أن نخلق خيالاً جديداً وعوالم ومدارات جديدة بالنسبة لـ "Crazy TV".


شرط الدراما قاسٍ في ساعات العمل والاستمرارية والحلول السريعة التي تحتاجها.


إحدى صعوبات العمل تكمن في كثرة الكاركترات ومواقع التصوير.

أقدم وثائقياً بشكل شخصي عن الفنان الراحل نهاد قلعي.

لا يعتبر اسم المخرج الشاب مصطفى برقاوي معروفاً جداً في الأوساط الدرامية، نظراً لسنه الصغيرة أولاً، ولقلة تجاربه الدرامية ثانياً..


والشاب، الذي يعرف الوسط الفني اسمه كمخرج مهم للكليبات الغنائية وبعض الإعلانات التجارية، ومؤخراً لبعض الأفلام الوثائقية، بدأ مؤخراً رحلته مع الدراما السورية. رحلة أرادها مختلفة، نوعاً وأسلوباً وتأليفاً وممثلين..


المسلسل الجديد الذي سيحمل توقيعه، ويشكل تجربته الأولى في الدراما، هو "Crazy TV"، المأخوذ عن المادة التي اعتادت الإعلامية علا ملص على نشرها في مجلة شبابلك، ومن ثم على تقديمها كبرنامج إذاعي عبر أثير إذاعة "أرابيسك" السورية الخاصة، وتقوم بإنتاجه شركة "ميراج" التي يديرها الفنان جلال شمّوط، والتابعة لمجموعة "نسرينا غروب"..


بوسطة التقته على هامش أحد أيام التصوير في المسلسل الجدي، وتحدثت منه عن تفاصيل العمل، إضافة إلى آخر أعماله..

أستاذ مصطفى.. جميعنا نعرف البرنامج عبر أثير الإذاعة، وهو الآن ينتقل إلى التلفزيون.. حدثنا عن هذه النقلة للعمل..

العمل يُذاع على إذاعة "أرابيسك" بعد أن قُدّم سابقاً في مجلة "شبابلك"، بمعنى أنه مرّ في مراحل متعددة، بين مطبوع ومسموع، والآن مرئي، وهذا ما أعتبره، شخصياً، إحدى ميزات العمل، فالمواضيع التي وصلت إلينا وتم اختيارها لتصويرها في العمل مرّت في مرحلة اختمار، وهي بالفعل مواضيع مهمة ومثيرة جداً، وأعتقد أن هذه هي ميزة كل الأعمال التي تتطرق لها الإعلامية علا ملص في كل كتاباتها.

العمل، وبمجرد أن تسمعه في الإذاعة، يرسم لك صورة في مخيلتك، وحقيقة، ما لفت انتباهي في العمل وجعلني أشارك في مشروع تحويله إلى مسلسل هو أنني لاحظت أننا نستطيع أن نبني صورة موازية للصوت الذي يعلق على المواضيع التي يتناولها العمل، أو الـ (Voice Over)، الذي سنحافظ عليه في النسخة التلفزيونية كمرافق للصورة.

وبرأيي القدرة على الموازنة بين عنصري الصوت والصورة هو ما سيقدّم الشكل الجديد للعمل، وسيقدّم نوعاً من الكوميديا غير مطروق سابقاً، وأعني بالعنصرين صوت علا، والصورة التي نعمل عليها بكادر من أعم الكوادر الفنية حالياً من ناحية الصورة والإضاءة والكاميرا، وبما يتعلق لاحقاً بمراحل الـ (Post) والغرافيك وغيرها، إضافة إلى مفاجآت جديدة لن أكشف عنها الآن.

وكيف تعرّف العمل؟

هو مسلسل منفصل متصل، مؤلف من ثلاثين حلقة، مدة كلّ منها ربع ساعة، وتتألف كل حلقة من لوحة مختلفة..

إذاً أنت لا تعترض على تسمية "لوحة"؟

أبداً.. فكل حلقة هي لوحة مختلفة عن الحلقة التي تليها..

إذاً نستطيع القول بأن المسلسل يتشابه مع العديد من الأعمال المتعارف عليها، من "مرايا" و"بقعة ضوء" وما يشبههما، أم أنه عمل جديد مختلف؟

في البداية، مجرد أن العمل يحتوي خاصية الـ "Voice Over" الذي يعلق على المشهد الذي نراه أمامنا هو أمر مختلف وشكل جديد للكوميديا غير موجود في "بقعة ضوء" أو "مرايا"، وأستطيع أن أؤكد أن النموذج الذي يقدمه "Crazy TV" غير مطروق سابقاً في كل التجارب الكوميدية التي تشكل اللوحة الدرامية السورية حتى الآن، ومن هنا تبدأ خصوصية العمل وفرادته. باختصار الصوت المرافق للعمل يمثل المنطق الذي يجول في داخلنا عندما نرى هذا المشهد، وهو أمر يُكسِب المُشاهد تفاعلاً أكبر مع المادة المُقدَّمة..

من أسرار نجاح النسخة الإذاعية للبرنامج هو الخيال الذي يمنحه للمستمع في تصوّر مشهد خاص به، أما في "Crazy TV" فإننا ندخل في

مرحلة التقييد للمخيّلة.. هل تعتقد أن هذا الأمر سيؤثر على العمل، أم لا؟

هناك الكثير من الأعمال، في السينما مثلاً، أخذت من روايات أدبية ونجح كلاهما، الفيلم والرواية، وكمثال أذكر "ذهب مع الريح" و"Perfume". طبعاً هناك بعض الأعمال التي تحقق الرواية نجاحاً أكبر بكثير من الفيلم، أو بالعكس، لكن في الغالب تكون العملية الإبداعية في عمل منقول عن رواية أو عمل إذاعي عملية تركيب إبداعي.

"Crazy" كبرنامج إذاعي له جوه وجمهوره ومتابعوه، وهو مشروع مستقل بحد ذاته، و"Crazy TV" هو مشروع مختلف كطرح في النهاية، لأننا نخاطب العين والأذن معاً، وبالتالي نحن ننتقل من مرحلة إلى أخرى مختلفة عن العمل الإذاعي الذي يخاطب الأذن فقط.

وبخصوص تقييد الخيال، فالأمر لا يختلف عن الرواية، وبالتالي عندما يحقق الفيلم نجاحاً فهذا يعني بأن خيال المخرج أو من حوّل الرواية إلى فيلم، تمكن من أخذ الرواية إلى مرحلة أبعد وأهم وخلق لها جمهوراً جديداً، وبالتالي هذا يتقاطع مع عملنا، فنحن نحاول أن نخلق خيالاً جديداً وعوالم ومدارات جديدة بالنسبة للعمل.

تصورون ثلاثين حلقة من المسلسل، هل هي مأخوذة من حلقات الإذاعة؟ أم أنها تطرح مواضيع جديدة وكتبت خصيصاً للعمل؟

هناك بعض الحلقات التي حققت نجاحاً كبيراً عبر الإذاعة، نحاول تقديمهم بصيغة تلفزيونية، وهناك بعض الحلقات الجديدة التي كتبت خصيصاً للتلفزيون.

والإنتاج؟ من هم القائمون على هذا الموضوع؟

العمل من إنتاج شركة "ميراج" للإنتاج والتوزيع الفني بإشراف الفنان جلال شمّوط، والتي هي جزء من مجموعة "نسرينا غروب". في البداية كان المسلسل مشروعاً جمع علا بالشركة، ولاحقاً تواصلوا معي وتم طرح الموضوع، فقرأت النصوص وأعجبتني، لأنني وجدت فيهاً شيئاً جديداً يمكن أن نقدمه، فنحن نستطيع أن نعبر عن نظرة جديدة كجيل شاب، فأغلب المشاركين في العمل هم من الشباب، كاتبة النص، والمخرج والإنتاج، والأدوار المهمة أسندت لشباب من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وكنا حريصين على هذا الأمر لأن العمل يحمل صبغة الواقعية، فأردنا أن تكون الوجوه التي تقدمه غير متورطة في مشاريع أخرى أو أعمال ثانية، كي يصدقها الجمهور بشكل أكبر، وهذا ما يحصل في الواقع، أنت تصدق الوجه الجديد الذي تكتشفه بشكل أكبر.

والطروحات التي يقدمها العمل..

معظمها نقد لعادات اجتماعية خاطئة أو معتقدات وتقاليد اجتماعية ظالمة نعيشها، وهذا أحد الأمور التي تحمسنا كشباب للخوض في غمارها ومحاولة تغييرها وتطويرها..

هذه تجربتك الإخراجية الأولى في هذا النوع..

تماماً.. هذه تجربتي الأولى في إخراج دراما كوميدية في مسلسل من ثلاثين حلقة..

وكيف تقيمها إلى الآن؟

متعبة.. لأن شرط الدراما قاسٍ في ساعات العمل والاستمرارية والحلول السريعة التي تحتاجها. عندما تحضر كليباً غنائياً أو إعلاناً، أي مادة تتراوح مدتها ما بين ثلاثين ثانية ودقيقتين أو ثلاث، يمكن أن تحضر لها أسبوعاً، نحن هنا نعاني أن زمن التحضير غير موجود بالقدر الذي يوازي ما اعتدنا عليه، بل إنه أطول ومكثّف أكثر، لكنني أستطيع القول أنني من خلال هذه التجربة أدركت أن الدراما عندنا قائمة على هذه الميكانيكية الصعبة، ولكن التي أصبح لها الأشخاص القادرون على إيجاد الحلول لما يطرأ فيها بطرق خلّاقة نتيجة الخبرة. هذا الأمر متعلق بالإنتاج وبفريق الإخراج، وبالفنيين الذين يعملون معاً ويحققون هذه الروابط سوياً.

هذه التوليفة التي تحدث في الدراما تختلف كثيراً عن تلك التي تحدث في كليب أو إعلان، نتيجة لكمية العمل المُنتج، وأمور أخرى تتعلق بالشخصيات والكاركترات، ففي النهاية وضمن حلقة واحدة مثلاً لدينا 30 شخصية، وهذه إحدى صعوبات العمل. كثرة الكاركترات ومواقع التصوير لأن العمل يناقش قضية قد تكون أحياناً محصورة في فئات مختلفة من المجتمع.

لننتقل إلى موضوع آخر.. عرفنا أنك قد حضرت فيلماً وثائقياً عن سيرة الفنان الراحل نهاد قلعي.. حدثنا عن هذه التجربة..

بدأت الفكرة منذ نحو ستة أشهر، قررت أن أقدم وثائقياً بشكل شخصي عن الفنان الراحل نهاد قلعي، الوثائقي بدأت فكرته عندما قدمت كليباً للتلفزيون السوري تضمن صورة لأبطال مسلسل "صح النوم"، ولكن للأسف دون نهاد قلعي، وسألت عن السبب فقيل لي إنه كان مسافراً، ومن هنا بدأت الفكرة، فهل من المعقول أن كاتب العمل وبطله غير موجود في هذه الصور؟، هذا السؤال فتح المئات من الأسئلة الأخرى.

مدة الإعداد استغرقت ستة أشهر، ولاحقاً اشترك معي في الإعداد الصحفية لارا علي، وشكلنا فريقاً وورشة عمل، وبدأنا بإنشاء علاقات مع المقربين من نهاد قلعي قبل أن نصور معهم اللقاءات، حتى نستطيع أن نأخذ منهم أكثر قدر من المعلومات. أجرينا لقاءات مع ابنته مها قلعي، مع رفاق دربه الفنانين رفيق سبيعي ودريد لحام وخلدون المالح وياسين بقوش ونجاح حفيظ وعمر حجو، بالإضافة إلى أننا زُودنا بصور حصرية لنهاد قلعي لم يرَها أحد سابقاً في الإعلام، كما حصلنا على بعض مواد الفيديو التي انقرضت من الأرشيف، استطعنا الوصول إليها وستكون موجودة في الوثائقي.

ومدته؟

تتراوح بين أربعين إلى خمس وأربعين دقيقة.

هل أصبح جاهزاً؟

ما يزال في طور العمليات الفنية والمونتاج.

هذه الأنواع من الأفلام مكلفة، فمن تحمل عبء الإنتاج؟

العمل من إنتاج شركتي "Light House" للإنتاج الفني، ونحن متخصصون في مجال الأعمال الوثائقية والكليبات والمسلسلات الدرامية بتقنية الـ "فيجوال إيفكتس". وهذا العمل عن نهاد قلعي كان من باكورة الأعمال لهذه الشركة.

ومتى سنراه جاهزاً؟

كما ترى نحن مضغوطون في أجواء تصوير "Crazy TV"، وعندما ننتهي قليلاً من زحمة المسلسل، سننهي العمليات الفنية للوثائقي.

هل سيتم توزيعه إلى قنوات تلفزيونية؟

حالياً لا نعرف على وجه التحديد الجهة التي ستعرضه، ولكن أمور التسويق جارية..

شكراً لك أستاذ مصطفى.. وبالتوفيق..

شكراً لفريق بوسطة الذي دائماً ما يكتشف أشياء عديدة قبل أن يعرفها أي شخص آخر.. شكراً لكم..