2012/07/04

مصمم الأزياء حكمت داوود
مصمم الأزياء حكمت داوود

مصمم الأزياء حكمت داوود: مهرجان القاهرة أنصفني دمشق – خاص بوسطة حوار:علي أحمد   غالباً ما تسلط الأضواء على النجوم الذين يحققون الشهرة من خلال مشاركتهم في الأعمال الفنية سواء كان في التلفزيون أو المسرح والسينما، لكن الأضواء لا تقترب من العاملين في صناعة هؤلاء النجوم. فيبقون مثل الجندي المجهول قابعين في الظل يعملون لكل جد واجتهاد. حكمت داوود من بين هؤلاء، فهو يعمل في الدراما التلفزيونية السورية في مجال تصميم الأزياء، وقد مضى على عمله قرابة 15 عاماً أعطى فيها الكثير من دون أن تعطيه هذه المهنة ما يراه كثيرون حق له. إلى أن جاء موعده مع التتويج فحصل على ذهبية مهرجان القاهرة.   حكمت داوود يتحدث في هذا اللقاء عن عمله في هذه المهنة حيث بدأ بالحديث عن البدايات فقال: دوماً عندما أتحدث عن بداية عملي في الأزياء، أشكر الفنان عبد الإله فرهود الذي علمني ألف باء هذه المهنة، بعد أن تعرفت عليه، عندما كنت أكتب النثر، وقرأت الفنانة عزة البحرة كتاباتي وقالت لي أنني أكتب صور جميلة، وقالت لي يجب أن تكون في مكان أخر، فعرفتني على عبد الإله، وعملت معه في مسلسل هجرة القلوب إلى القلوب مع المخرج هيثم حقي، ومنذ تلك الفترة بدأ عملي في هذه المهنة.   *كم سنة مضى على عملك في هذه المهنة؟ **سنوات عملي هذه المهنة يصل لـ 13 سنة وعدد الأعمال كثيرة.    *اليوم أنت تعمل في مسلسل "باب الحارة" ماذا  تشكل لك هذه التجربة؟ **لقد دفعني هذا العمل لأن أتطور في هذه المهنة، مع أنه سبق لي أن عملت في هذه النوعية من الأعمال التي تعنى بالبيئة الشامية مثل "ليالي الصالحية" أو البيئة الحلبية "كوم الحجر"، ومسلسل باب الحارة جعلني أحب البيئة الشامية أكثر. *كيف سارت عملية البناء للشخصيات، سيما أن العمل تجري أحدثه في فترة العشرينيات من القرن الماضي؟ **تتميز هذه الفترة بأنها متنوعة وفيها تبدلات سياسية واجتماعية ولأن الأزياء هي انعكاس لثقافة مجتمع، حاولت دراسة الفترة التاريخية، ومعرفة الأزياء المستخدمة لتلك الفترة، من خلال عدة مصادر وللأسف أن المصادر العربية قليلة، فاعتمدت على لوحات المستشرقين والصور الفوتوغرافية القليلة، في بناء شخصيات العمل. *وأين كانت الصعوبة؟ **لأن المجتمع محافظ ، كانت الصعوبة في تصميم الملابس النسائية فلم يوجد مصادر تبين طبيعة هذه الملابس، وخاصة علاقة المرأة في داخل منزلها مع زوجها وعائلتها، لكن بالتعاون مع المخرج بسام الملا وصلنا لتصميم الملابس الخاصة بالشخصيات النسائية. *ما هي مراحل التصميم عندك؟ **أول مرحلة أقرء نص العمل ثم أرسم الشخصيات في ذهني وأتحاور فيها مع المخرج، وبعد أن نتوصل إلى خيارات مناسبة، أبدأ بالتصميم. *هل سبق وإن فرض عليك نمط معين من الأزياء من قبل ممثل؟ **أبداً هذا لم يحصل من قبل، فالممثل لا يختار أزياءه، فهذه مهمتي في اختيار أزياء الشخصية التي تتوافق مع الحالة الدرامية للشخصية. *ورغبة الممثل هل يمكن أن تغير من شكله؟ **غالباً ما يحب الفنان أن يظهر بصورة جميلة، لكن الحالة الدرامية للشخصية لا تسمح له بذلك، فألجأ للحوار والنقاش من أجل إقناعه بالعدول عن رأيه. *حتى نجومية الممثل ألا يمكن أن تلعب أي تأثير في ذلك؟ **أبداً هذا الموضوع لا يحصل معي، فعندما أختار الأزياء فإنها تكون مناسبة للشخصية وليس للفنان، فمثلاً شخصية الحدعشري التي أداها النجم بسام كوسا في الجزء الأول بقيت على لباس واحد مهترئ ووسخ طلية العمل، وهذا تعبير عن الحالة النفسية والاجتماعية الذي تعيشه الشخصية, وهذا ما جعل الناس تتفاعل مع الشخصية، وتشعر بأنها حقيقية. *هل تتقبل اقتراحات الممثلين؟ **إذا وجدت أنها تناسب الشخصية فلم لا. *من خلال تجارب نجد أنك لا ترغب كثيرا بالعمل في الأعمال المعاصرة؟ **في هذه النوعية من الأعمال لا أستطيع أن أقدم نفسي كما أريد، بينما في الأعمال الشعبية والتاريخية أستطيع أن أضيف بعض اللمسات على الشخصية، فتصل إلى الناس بقوة وتكون مقنعة لهم، وهذا ما يجعلني أفضل هذه النوعية من الأعمال. *كيف تكون عندك حب هذه المهنة؟ **لطالما أنتمي لمدينة "القامشلي" التي تبعد عن دمشق حوالي 1000كم، وهذه المنطقة فيها تنوع أثني (عرقي) كبير، وهذا التنوع يجعل الناس ترتدي أزياء مختلفة، فكنت أشاهد ذلك في شوارع منطقتنا، وأبحث عن سبب هذا التنوع. وبعد أن جئت إلى دمشق درست الفلسفة، ثم توجهت لدراسة الأزياء، وخلال فترة من البحث والدراسة وصلت إلى أعماق البيئة الشامية. *هل تفكر بالانتقال إلى مجالات أخرى؟ **أفضل الاهتمام باختصاص واحد، وأحقق النجاح والتميز فيه بدل التعدد، لذلك دوماً أسعى للتطور والتقدم والبحث عن كل جديد في هذا المجال. *هل يمكن أن تعمل في تصميم الأزياء العادية؟ **هذا مشروع تجاري أكثر ما يكون فني، إذ أنني أجد نفسي في مجال الدراما وأقدم أزياء فيها روح تحاكي المشاهدين، ويتفاعلون معها،  لذلك يمكن أن تقول أنه ليس لديّ طموح في هذا المجال. *ما القاسم المشترك بين الفلسفة والأزياء؟ **الفلسفة أم العلوم ولها صلة بالفنون ولما كانت الأزياء من الفنون، فهي بكل تأكيد تتأثر بها، فإذا ما ربطنا بين الفلسفة والأزياء، نجد أن الأزياء هي قيمة جمالية وفنية، وتعتبر الأزياء كهوية للشعب وتعبيرا عن فكره. وأعتقد أن أي دراسة علمية تفيد المرء في اختصاص عمله، ودراستي للفلسفة وسعت مداركي نحو عالم فيه الكثير من الإبداع وجعلتني ألج إلى تفاصيل حياة الناس ومعرفة أدق التفاصيل عن حياتهم، وهذا ولد لديّ معرفة تاريخية عن شعوب منطقتنا العربية. *ما هي المشاكل التي تواجهك في عملك؟ **أحياناً نقف أمام عائق باختيار الأقمشة التي تناسب المرحلة التي يتناولها العمل، فلا نجد تلك الأقمشة، فنلجأ للمقاربة في اختيار الملابس. *تغير الممثلين في مسلسل باب الحارة هل أوقعت في مشاكل ما؟ **لا توجد أية مشاكل، فهناك ستايل محدد للشخصيات، فكل شخصية ملابسها ولا يمكن أن أختار ملابس شخصية وأعطيها لأخرى أو ملابس ممثل محدد وأعطيها لممثل آخر، بل أصمم لكل شخصية ملابسها التي تلائمها. *هل تشعر أن المهنة قد أنصفتك؟ **بعد حصولي على الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة أشعر أن المهنة أنصفتني بعد مسيرة عمل طويلة، سواء  كان على المستوى المادي أو المعنوي، سيما أن العاملين في هذه المهنة لا يقعون تحت الأضواء والتي عادة ما تسلط على الممثلين فقط. *في النهاية أسرة بوسطة تشكر وجودك معها  وتتمنى أن تلقاك مرات أخرى .. ** شكراً لك ولفريق بوسطة الالكتروني وأتمنى من كل قلبي لهذا الموقع الاستمرار والتميز لما يقدم من أفكار وخدمات تصب في صالح الدراما السورية والعربية ..