2013/05/29

مكسيم خليل: الوسامة لا تعنيني ولا يهمني سوى تمثيلي
مكسيم خليل: الوسامة لا تعنيني ولا يهمني سوى تمثيلي


دار الخليج

نجح الفنان السوري مكسيم خليل في فرض وجوده على الساحة الفنية في الوطن العربي بأكمله عبر مسلسل “روبي” بأدائه شخصية “الدكتور عمر”، ذلك الشاب الذي أحب روبي كثيراً، ولكنها تركته لتتزوج غيره من أجل المال . ورغم أن هناك كثيرا من الفنانين يميلون إلى أدوار الشاب الوسيم، يؤكد مكسيم أن فكرة الوسامة ليست مغرية بالنسبة له ولا يفكر بها تماماً، وأن اختياره الأدوار ليس على أساس الشكل . مكسيم شارك في فيلم “الغرباء” من إنتاج مشترك بين كل من سوريا ولبنان وإيران الذي يؤكد يدعم كل أشكال المقاومة، ولذلك تم إنتاج الفيلم لصالح التلفزيون الإيراني . مكسيم يتحدث عن “الغرباء” والسينما السورية وغيرها من الأسئلة التي يجيب عنها في الحوار التالي :

* في البداية سألناه عن مسلسل “روبي” الذي رغم اقتباسه عن مسلسل مكسيكي نجح في التسعينات يحمل الاسم نفسه، إلا أن المسلسل العربي “روبي” نجح بقوة؟

- قال: أعلم جيداً أن العمل الأول كان ناجحاً بشدة، وخصوصاً في أمريكا الجنوبية، ولكن عندما ننتقل لمسلسل “روبي” الذي قدمناه فسنجد أن الفارق الزمني بينهما كبير جداً يصل إلى أكثر من 15 عاماً، وهذه المدة كفيلة بتغيير طريقة التعاطي مع الموضوع والممثلين وأماكن التصوير حتى وإن تشابهت القصة، وفي الحقيقة عندما قرأت السيناريو أعجبت به جداً لقدرته على جذب الانتباه، وهذا مهم جداً بالنسبة للمشاهد قبل الممثل” .

* ألم يقلقك توقيت عرض المسلسل وسط اجتياح المسلسلات التركية؟

- بالعكس المسلسل خرج في توقيت مهم للوطن العربي بأكمله وليس فقط في وقت اجتياح المسلسلات التركية وسيطرتها على الساحة الفنية الدرامية، ولكن أيضاً في وقت عمت فيه الوطن العربي أحداث ودمار، ما أوجد الحاجة للحب والرومانسية والمشاعر اللطيفة التي تلطف حدة العنف، والحمد لله الناس رحبوا بالمسلسل بشدة وانتبهوا له لأنهم وجدوا ضالتهم فيه، وهذا أيضاً يدل على شيء مهم، وهو تحديه الظروف التي خرج فيها، فلم يسبق تقديم مسلسل عربي طويل يصل لأكثر من 90 حلقة، وبعض التجارب مع الأسف لم يحالفها الحظ، وحاولنا منذ البداية أن نصنع عملاً بنكهة مختلفة عن السائد وبلمحة عربية .

* شخصية “عمر” نموذجية بشدة وهو ما كان سبباً في تناقض تصرفاته؟

- أنا أعلم جيداً أن شخصية عمر نموذجية جداً ومثالية فلا يوجد أحد يسامح ويحب، بالرغم من كل الخيانة والظلم الذي يتعرض له “عمر”، فهو شاب محب ومتسامح وطيب، وهذه الصفات رغم أنها غير واقعية ونقطة ضعف في الحقيقة، فإنها تعتبر نقاط قوته في الوقت نفسه، لأن الناس أحبوا عمر وتعاطفوا معه لأنهم في حاجة لمثل هذه الشخصية بحياتهم .

* لماذا في كل أعمالك ابتعدت عن شخصية الشاب الوسيم رغم أن شخصية “عمر” مثلاً فيها مساحة للتعاطي مع فكرة الوسامة؟

- مشكلة كبيرة حقاً أن تربط بين الممثل وشكله، فأنا يهمني في الدرجة الأولى أن يقول الناس عنيّ إنني ممثل رائع وليس جميلاً بسبب شكلي، ففكرة الوسامة لا تعني بالنسبة لي كثيراً ولا تغريني على الإطلاق .

* لكن هناك ممثلين يعشقون فكرة الشاب الوسيم ويحرصون على ذلك في أعمالهم؟

- الموضوع بالنسبة لي غير مغرٍ . . فليس هدفي أن تقف امرأة أو فتاة وتقول كم أنت جميل، ولكن هدفي أن تقف وتقول كم أنت ممثل، وليس النساء فقط ولكن الرجال أيضاً، وهذا لا يعنيني أبدا ولا أفكر فيه، ولو عدت إلى مسلسلات “ولادة من الخاصرة، وزمن العار، ولعنة الطين، وأولاد القيمرية”، ستجدين أنني ابتعدت عن فكرة الشاب الوسيم تماماً .

* ما رأيك في لقب “مهند العرب” أو “مهند سوريا” الذي أطلق عليك؟

- هذا اللقب أطلق من باب المدح فقط، وجاء بعد دبلجتي لشخصية مهند في مسلسل “نور” التركي، وبعد تقديم دور “عمر” في “روبي”، ولذلك ربط الناس بيننا، وإن كان كثيرون منهم يؤكدون لي أنني لا أشبه الفنان التركي “كيفانش تاتيلونغ” إطلاقاً . أما بالنسبة للألقاب فإن الأمر بالنسبة لي عادي ولا يزعجني، ولا أجد أن في هذا مقارنة بيننا إطلاقاً لأنني في عالم وهو في عالم آخر .

* ما سر تحمسك للفيلم اللبناني “الغرباء”، وما الذي يريد أن يقوله؟

- تحمست للفيلم لأسباب كثيرة جداً، أولها أنه يقدم القصة بشكل إنساني بعيداً عن مشاهد الحروب والغارات، فقد شاهدنا الحرب والقصف والتفجيرات دائماً في نشرات الأخبار، فهناك تفاصيل للحياة اليومية للفلسطينيين مهم أن تظهر . ثانياً أننا في سوريا نتحمس للتجارب السينمائية بسبب قلتها، فقد كانت المؤسسة السينمائية في سوريا تصنع فيلمين أو ثلاثة فقط في السنة ولا يوجد عندنا إنتاج خاص، ولذلك أية تجربة سينمائية تقدم تجعلنا نتحمس لها فوراً، ثالثاً وهذا مهم للغاية أننا في سوريا نهتم بفكرة المقاومة الفلسطينية والقضية بصفة عامة، كما أن الفيلم خفيف وجميل على قلب المشاهد ولا يوجد به مط وتطويل أو مشاهد مقحمة، مضيفاً: أود القول إن فيلم “الغرباء” هو ذاته “السهاد”، فالفيلم تغير اسمه نحو ثلاث مرات، وكان الاسم الرئيس له هو “السهاد” ولكنه تغير بعد ذلك” .

* في الفيلم مساحة تمثيل كبيرة جداً والبعد النفسي فيه كبير للغاية، فهل واجهتك صعوبة في هذا؟

- بالنسبة لي الدور كان مرهقاً جداً لأنني أجسد شخصية شاب يعاني الأرق بسبب جلوسه طوال الوقت مع الرجل العجوز، وكان هذا له تأثير في تكوين الشخصية بشكل أو بآخر وحاولت الحفاظ على هذا طوال التصوير، مثل النعاس في العين وغيرها من الأشياء التي تحوي مساحات تمثيل كبيرة، وهذا يشجع الممثل أكثر على الحماسة للدور، وخصوصاً مع وجود تفاصيل نفسية، إضافة إلى أنه يعيش قصة حب ولا تعلم حبيبته بمشاعره رغم قربه منها، كما أنه شخص عانى النزوح خارج بلده، وكلها أشياء تمتزج مع بعضها بعضاً ليخرج العامل النفسي .