2013/05/29

«مملكة النمل».. سفر بين الواقع والحلم في قضية فلسطين
«مملكة النمل».. سفر بين الواقع والحلم في قضية فلسطين


الحبيب الأسود – خمس الحواس


تشهد القاعات التجارية للعرض السينمائي التونسية بداية من 3 اكتوبر المقبل انطلاق عرض فيلم «مملكة النمل» للمخرج التونسي شوقي الماجري وبطولة صبا مبارك ومنذر ريحانة وجميل عواد وجولييت عواد (الاردن) والممثلة صباح بوزويتة (تونس) مع مشاركة خاصة للممثل عابد فهد (سوريا) الذي يؤدي دور رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق إريال شارون .

وحضور متميز للطفل عبد اللطيف عثمان (مصر)، في حين كان انتاج الفيلم من نصيب المنتج التونسي نجيب عياد (صاحب شركة ضفاف للانتاج) بالاشتراك مع «إيبلا الدولية» من سوريا، و«سانينالد» (إحدى شركات راديو وتليفزيون العرب) وقطاع الانتاج التابع لهيئة الاذاعة والتليفزيون المصري.

ينطلق الفيلم الذي كلفت ميزانيته نحو مليوني دولار بمساهمة 26 ٪ من وزارة الثقافة التونسية، من شخصية «أبو النمل» (جميل عواد) الذي كان إبّان صدور قرار تقسيم تقسيم فلسطين يعمل في كسّارة حصى في مدينة «تل الهوى» حيث تأتيه حبيبته «مريومة» (جولييت عواد) من كرم التفاح ومعها (زوادة) الطعام.

ولكن وحين سيرها ينفجر من تحتها لغم آليات زرعه الانجليز أيام الانتداب البريطاني لفلسطين لتتحوّل جثتها الى أشلاء يقزّر أبو النمل جمعها، على طريقة أسطورة ازوريس وأوزيس.

ويسافر في رحلة من المحيط الى الخليج ويكتشف أن هناك أنفاقا وسراديب تحت الارض ولوحات كنعانية، ومن وراء هذه القصة تتطور الاحداث في الفيلم من خلال قصة حب بين أحمد (منذر رياحنة) الشاب الذي كرّس حياته للمقاومة من إجل الحرية.

وجليلة (صبا مبارك) المدرّسة الجميلة والفتاة الملتحفة بعبق الارض التي يلقى عليها القبض بسبب نضال زوجها، والتي تنجب ولدها سالم خلف قضبان سجون الاحتلال، وما إن يشب سالم (عبد اللطيف عثمان) حتى يسير على خطى والده ويختار خوض المواجهة مع العدو والمشاركة في الانتفاضة حيث يسقط شهيدا دون أن يتمكن والده المطارد من رؤيته.

التراب والدفن

ويتكون اول فيلم «مملكة النمل» حسب تقديم المخرج شوقي الماجري من فكرة «التراب والدفن» حيث ان الاسرائيليين في كثير من الاحيان يحرمون الموتى الفلسطينيين من عمليات الدفن ويخفون الجثث ايمانا وقناعة منهم ان المكان الذي يدفن فيه شخص من المؤكد ان أهله وأقاربه سيعودون اليه.

من أجل الوصول الى أبعد مدى

ويضيف "حقيقة الصورة التي أقدمها في الفيلم ليست هي حقيقة الواقع الذي نعرفه ولكني من منطلق إنساني وإحساسي بأهمية المعالجة الفنية للقضية الفلسطينية حتى يصل صداها إلى ابعد مدى حاولت أن اعبر قدر المستطاع عن معاناة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي مع المحافظة على بذرة الأمل والتمسك بالبقاء من خلال مشاهد الولادة والزواج وقصة الحب التي جمعت بطلي الفيلم وكانت حافزا لهما للاستمرار والصمود".

ويردف «في فلسطين اليوم قصف يومي ومروحيات ورصاص وضحايا وجرافات تهدم المنازل والمزارع وهناك تحت الأرض مغارات وسراديب تصل مدن فلسطين بعضها ببعض بدون عناء وفي أمان والفيلم ليس سوى سفر بين ظاهر الأرض وباطنها، بين الواقع المرير والحلم، بين التاريخ والأسطورة».

ويقول المخرج المسرحي الاردني خالد الطريفي، الذي كتب سيناريو الفيلم كأول تجربة سينمائية له إن مضمون «مملكة النمل» هو «إبراز رؤية تقول إن فلسطين هي فلسطين، وهي ليست مسألة ثقافية أو مسألة سياسية وإنما هي أرض لأهلها الشرعيين، بعكس ما يتم طرحه في أروقة الساسة».