2012/07/04

موسيقيو «عالم واحد» يغنون «الحرية لفلسطين»
موسيقيو «عالم واحد» يغنون «الحرية لفلسطين»


حياة الحريري - السفير


بدأت الحكاية من فلسطين، وتحديدا من غزة والضفة الغربية، حيث تطل جبالها وهضابها وسهولها الخضراء. كان ذلك منذ عشرة أعوام، عندما قام دايف راندل، الموسيقي العالمي وكاتب وملحن أغنية «الحرية لفلسطين» بزيارة غزة، خلال زيارة عمل له إلى فلسطين المحتلة.

ويقول راندل لـ«السفير»: «يختلف المشهد عندما يعاين المرء بنفسه أثر الاحتلال الفلسطيني وسياسات إسرائيل العنصرية». هذا المشهد، أثقل ذاكرة راندل، ليرتسم أول فصول الحكاية مع فلسطين الواقع، وليس البروباغندا الإسرائيلية الأوروبية.

ويقول: «بعد مشاهداتي كان يجب أن أقوم بعمل ما، حتى لو كان بسيطا، من أجل إظهار تضامننا مع الفلسطينيين. ردة فعلي الأولى كانت الالتحاق بالحملة الثقافية لمقاطعة إسرائيل، وكتابة أغنية «الحرية لفلسطين».

إذا، ترسم صورة فلسطين خارطة طريق الأغنية، التي شارك فيها عدد من أشهر الموسيقيين في العالم أطلقوا على أنفسهم اسم «عالم واحد» (OneWorld). انطلاقاً من البلد المحتل، يذكّر راندل العالم بأن ما يتعرض له الفلسطينيون من تهجير وعنصرية قد يطرق باب أي منهم. بموسيقى تجمع ما بين الشرق والغرب، تدعو الأغنية إلى الوحدة، وتشير إلى أن الوقت قد حان لكتابة التاريخ من خلال الغناء والعمل من أجل «الحرية لفلسطين». «الموسيقى الغربية الطاغية في الأغنية، كانت تهدف إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور حول العالم، وخاصة أولئك الذين لم يفكروا يوما بالوضع السياسي القائم في فلسطين»، يشرح واندل.

من مشهد السهل والكوفية، تكمل الأغنية حكاية فلسطين. هنا، تحضر القضية. وتحضر صور الخيم في غزة بعد العدوان الإسرائيلي، ويحضر الجدار. هو «الفصل العنصري الذي كان قائما في جنوب أفريقيا» كما يسميه راندل، منطلقا من تعريف الأمم المتحدة للفصل العنصري، ومذكرا بأن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر تبنى هذا التشبيه. وعلى الرغم من ذلك، كان من السهل القضاء على الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، «لأن الاقتصاد كان قائما على العمال السود. وكان من السهل ضرب النظام العنصري الذي كان قائما بمجرد أن أضرب العمال».

أما في فلسطين، فالقصة معقدة أكثر، بحسب راندل. «لا يعتمد الاقتصاد الإسرائيلي على العمال الفلسطينيين، من هنا، فإن الطريق نحو تحرير فلسطين يرتبط بما سيجري في مصر وفي بقية دول المنطقة إذا قرر أبناؤها الإطاحة بمستبديها وعبر تشكيل جبهة دعم عالمية.. والأغنية هي جزء صغير من هذه الجبهة».

تصدح الأغنية من جديد عن الاحتلال غير الشرعي لأرض فلسطين وسياسات الفصل العنصري الممارسة بحق أبناء هذه الأرض. تتوالى مشاهد ممارسات الجنود الإسرائيليين بحق المواطنين الفلسطينيين والقصف والدمار، ليظهر مفتاح العودة واعدا العالم بأنه «ليس للبيع». «نحن نسير باتجاه تحقيق النصر»، يعد راندل الفلسطينيين. إيمان يخرج إلى النور من جديد، ويعلن هويته مستفيدا من «الثورات العربية التي تؤرق إسرائيل والرأسمال الأميركي، بينما هو بادرة أمل بالنسبة للفلسطينيين والمواطنين العاديين حول العالم».

ويقول راندل: «الصراع في فلسطين مرتبط بصراع أوسع ضد الإمبريالية، والصراع ضد الإمبريالية مرتبط بصراع أشمل ضد الرأسمالية، من أجل تحقيق عالم ديموقراطي. هي البداية، وهو ما ستشهده حتى بريطانيا في الأيام المقبلة، حيث سيخرج ما يقارب المليون عامل للتظاهر ضد الحكومة متأثرين بما حصل في مصر».

هنا فلسطين، وهنا سهولها وهضابها، وهنا علمها الذي سيبقى يرفرف فوق الأسطح. «فهذا هو وقتنا، نحن البشر حول العالم، لنتحد جميعا من أجل تحقيق العدالة في فلسطين»، تصدح الأغنية مرّة أخرى. عدالة، اختار راندل ورفاقة نشرها عبر الموسيقى، «لأن الأغنية تستطيع أن تنشر الوعي، وأن تشعر الناس الذين يكافحون من أجل عالم أفضل بالثقة»، فلبسوا الكوفية، وأضحت القضية الفلسطينية عندهم هي الأمل نحو عالم عادل وديموقراطي. تعبر فلسطين إلى الأمكنة، ويعود مشهد ذاك الطفل الفلسطيني رافعا إشارة النصر، ليقول بمجرد بقائه على قيد الحياة للعالم أجمع: «الحرية لفلسطين».