2012/07/04

ناديا المنفوخ الكرامة أولاً
ناديا المنفوخ الكرامة أولاً


جوان جان – البعث


"ماذا ينفع الإنسان إذا كسب العالم وخسر نفسه؟".. هذا التساؤل كثيراً ما نسمعه من قبل أشخاص عديدين وفي مناسبات مختلفة، وغالباً ما يمر هذا التساؤل على أسماعنا مروراً سريعاً وعابراً حسب اللحظة التي مهدت لذكره .

ومما لا شكّ فيه أن العاملين في مجالات الإبداع المختلفة، وخاصة في مجال الإبداع الفني هم الأكثر عرضة لمواقف معيّنة تستدعي اتخاذ قرارات في لحظات سريعة، ولكنها قد تكون حاسمة في حياتهم الفنية، الأمر الذي قد يستدعي تذكّر العبارة السابقة، أو تذكّر عبارات أخرى، أقلّها وطأة "الغاية تبرر الوسيلة" .

وبالتأكيد فإن الفنانة السورية الواعدة ناديا المنفوخ التي شاركت مؤخراً في برنامج غنائي يقوم على مبدأ التصويت من خارج الاستوديو، والذي بثته إحدى القنوات العربية، قد اختارت أن تكون ممن كسبوا أنفسهم وحافظوا على كرامتهم ولم يخسروا إلا تعاطف الموتورين.. فعدا عن كون ناديا المنفوخ صاحبة صوت ذهبي وموهبة لا تجارى، فإن لها مواقفها التي تؤهّلها لأن تكون بحق سفيرة حقيقية لبلدها، مترجمة على أرض الواقع مقولة: "الفنان سفير متنقّل لبلده"، فقد تناقلت مواقع الكترونية متعددة مؤخراً خبر رفض ناديا المنفوخ لتواجد عَلَم الاحتلال الفرنسي لسورية في استوديو تصوير البرنامج كبديل عن عَلَم بلدها، ويعتقد البعض أن رفض المنفوخ لهذا الواقع الذي حاولت إدارة البرنامج فرضه، أدى إلى خروجها من سباق الفوز في البرنامج، ودخولها بالوقت نفسه  قلوب كل السوريين الشرفاء الذين لا يبيعون ولا يبدّلون علم بلادهم مهما غلت الأثمان .

وبهذا الموقف الشجاع تثبت المنفوخ أن الفنان الحقيقي ليس فقط  صاحب الموهبة الفطرية القابلة للتطور واكتساب المهارات فحسب، بل هو ذلك الإنسان الذي يرفض أن يكون بضاعة رديئة في أسواق النخاسة والتجارة بعبيد مطالع الألفية الثالثة بعد أن اختلف مفهوم العبد تماماً لينتقل من كونه ذاك الخادم المملوك من قبل رجل ثريّ، إلى كونه ذاك الشخص أعمى البصيرة والمنقاد وراء أفكار وأهواء لا يدرك حتى النذر اليسير منها .

صحيح أن ناديا المنفوخ خرجت من جنّة ام بي سي، لكنه ذاك الخروج المشرِّف الذي وإن كان قد حرمها من الفوز المحتمل بجائزة البرنامج الكبرى، إلا أنه أكسبها محبة ملايين أصحاب الضمير الصاحي والوجدان الحيّ .

ناديا المنفوخ زهرة صبايا سورية، لك من كلِّ ذرّة من تراب هذه الأرض كل المحبة .