2012/07/04

نجاحات للسينما السورية عربياً وعالمياً المخرجون والكتب الشباب.. يتألقون
نجاحات للسينما السورية عربياً وعالمياً المخرجون والكتب الشباب.. يتألقون


أوس داوود يعقوب – تشرين


حققت السينما السورية منذ سنوات طوال وجوداً مهماً في العديد من المهرجانات السينمائية العربية والعالمية، منها: (بيروت، والقاهرة، والإسكندرية، وأبو ظبي، ودبي، ومسقط، والدوحة، وقرطاج، والرباط، ومراكش، ووهران، وموسكو، وتورنتو، وبرلين، وفالنسيا، ولشبونة، وغيرها، ولأول مرة- هذا العام- كان..). وعبر مسيرة طويلة من النجاحات حققها السينمائيون السوريون (إخراجاً، وكتابة، وتصويراً، وتمثيلاً، وموسيقا تصويرية، وديكوراً..)، قُدم الكثير من الأفلام الجادة، والتي فازت بالعديد من الجوائز في المهرجانات العربية والعالمية، مثل: («الفهد» لنبيل المالح، و«أحلام المدينة» و«الليل» لمحمد ملص، و«نجوم النهار» و«صندوق الدنيا» لأسامة محمد، و«صعود المطر» و«نسيم الروح» لعبد اللطيف عبد الحميد، و«مرة أخرى» لجود سعيد..)، وعدد آخر من الأفلام الجيدة التي ميزت السينما السورية، إضافة لحصول الكثير من المخرجين والفنانين السوريين الرواد والمخضرمين والشباب على جوائز في مختلف المهرجانات السينمائية، ما أدى لترك بصمة سورية واضحة في الخريطة السينمائية العالمية..

وفي هذا العام، الذي ودعنا شهوره الستة الأولى، ومواصلةً لمسيرة التألق والنجاح، يُصرّ جيل الشباب على حمل مشاعل السينمائيين الرواد والمخضرمين، حيث يستعد الفيلم السوري القصير «نخاع» من إخراج وسيم السيّد، وتأليف علي وجيه، للمشاركة في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة في مهرجان «سالينتو» السينمائي الدولي في إيطاليا، الذي يُقام بين التاسع والخامس عشر من شهر أيلول المقبل.

بينما شارك منذ أيام فيلم المخرجة السورية إيفا داود «في غيابات من أحب» (Memories of Love) في «مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة» في دورته الخامسة عشرة. وكان قد اختير الشهر الماضي للمشاركة في «مهرجان عين المرأة السينمائية» في تورينتو في كندا.

وكان الفيلمان قد نالا جوائز عالمية، حيث فاز فيلم «في غيابات من أحب» منذ عامين بجائزة «أفضل فيلم»، في مهرجان «بست شورت كومبوتيشين» (Best Shorts Competition) في ولاية «كاليفورنيا» في الولايات المتحدة الأميركية، ضمن مسابقة «أفضل الأفلام القصيرة»، والتي ضمت أفلاماً من أكثر من (80) دولة، وهي من بين أهم المسابقات السينمائية المحترفة للأفلام القصيرة في أميركا والعالم.

وقد وصفت الجهة المنظمة للمهرجان الجائزة بأنها «جائزة الجدارة والاستحقاق بالإخراج»، وبموجب الجائزة حصل الفيلم أيضاً على «التمثال الذهبي» الذي يمنحه المهرجان، والذي تصنعه الشركة نفسها التي تصنع جائزتي «الأوسكار» و«الإيمي» الشهيرتين. فيما حقق فيلم «نخاع» العام الماضي جائزة «التفوّق والامتياز الذهبية» في المسابقة ذاتها، ونال أيضاً «التمثال الذهبي»، متفوقاً بذلكً على أكثر من عشرة آلاف فيلم شاركت في المهرجان من جميع أنحاء العالم. وقد جاء في بيان المهرجان عن الفيلم: «بإمكانكم أن تكونوا فخورين بحصولكم على هذه الجائزة. معايير التحكيم عالية، وفوزكم يعني أنّ فيلمكم متفوّق بالحرفية والإبداع على بقية الأعمال بشكل لافت ومميز، الفوز عندنا ليس سهلاً».

طرح إنساني جدلي..

قامت المؤلفة والمخرجة إيفا داود، والتي سبق أن فاز فيلمها «سندريلا الجديدة» بجائزة «لجنة التحكيم لأفضل فيلم روائي قصير للطلبة» في مهرجان «أبو ظبي السينمائي» 2010م، بإنتاج فيلمها «في غيابات من أحب» على نفقتها الخاصة، وعبر (22) دقيقة يتناول العمل قصة سيدة تدعى (روز) في منتصف الثلاثين من العمر، وهي امرأة ناجحة جداً في عملها تواجه أزمة عاطفية، جزء منها بسبب انشغالها بالعمل، هذه الأزمة سرّعت ظهور حالة من الضياع أو التشتت، التي تعيشها بالمزج ما بين الأموات والأحياء من الأشخاص في عقلها. وقبل خضوعها لعملية جراحية لاستئصال ورم دماغي، تهرب (روز) من المستشفى وتقضي يوماً كاملاً برفقة من تحب.

تقول إيفا داود: «الفكرة التي أردت تسليط الضوء عليها في قصة فيلمي، ذات نقطتين: الأولى: أنني كأنثى مؤمنة بأهمية وجود جزئنا المكمل في الحياة، أي الرجل. والنقطة الثانية: أن هناك رجالاً في حياتنا أو حياة كل سيدة، يتجاوزون بإنسانيتهم حدود البشر، ليلامسوا صفات الملائكة برفعتهم وحسن تعاملهم مع الأنثى بشكل عام». أما فيلم «نخاع» فهو من تمثيل: مازن عباس ونسرين فندي، والعمل محاولة لتقديم فكرة مكثفة لحالة جدلية حياتية، وعرض للروتين الذي يقتل كل ما هو حيوي في حياتنا، ضمن مزيج من الجو السريالي والأداء الواقعي، ويبين الفيلم أن حالة اللاحوار بين أيّ شريكين أو طرفَين على تماس، كفيلة بجعل الحياة لا تطاق، ومليئة بالضيق والملل والانقباض. وفي هذا الاتجاه يحاول الفيلم الذهاب إلى أماكن تناقش جدلية العلاقة الأزلية بين الذكر والأنثى، خصوصاً في مجتمعاتنا.

الفيلم من إنتاج «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي»، (ضمن مبادرة دعم مشاريع الشباب الفنية، و«نخاع» هو أول إنتاجات المؤسسة ضمن هذه المبادرة).