2012/07/04

نجومية الفنان ومهنية المعد.. تعادل نصف إيجابي
نجومية الفنان ومهنية المعد.. تعادل نصف إيجابي

«السفير» أثارت الحلقة الأخيرة من برنامج «أنت ونجمك» على الفضائية السورية والتي استضافت النجم الشاب مصطفى الخاني ردود فعل متبانية. سبب الجدل كان جزءاً من الحوار أثار خلاله معد الحلقة معن الصالح في فقرة برنامج «حق الاعتراض» مسألتين اثنتين: الأولى هي حديث الفنان الخاني عن تكريمه في الولايات المتحدة الأميركية من دون أن يأتي على ذكر من كان معه من فنانين (وفيق الزعيم ومحمد الشمّاط وعلي كريم)، وثانيهما تشابه في «لثغة الحرف سين» بين شخصية كان قد أداها الخاني في سهرة تلفزيونية عرضت على التلفزيون السوري ولم تحظ بفرصة مشاهدة كافية، وبين شخصية «النمس» الشهيرة التي قدمها الخاني في مسلسل «باب الحارة». وفي وقت اعتبر البعض أن المسألتين السابقتين وضعتا الفنان الخاني موضع الإدانة في البرنامج، كان المعد ومقدمة البرنامج الفنانة شكران مرتجى يصران على أن لا إدانة مقصودة هنا، بل الأمر نابع من حرص على نجومية الخاني التي لا يختلف اثنان عليها. أما الفنان الخاني نفسه، فبدا الأكثر توازناً في الحلقة، إذ اعتبر ان «الاغفال المقصود لأسماء شركائي في تكريم الولايات المتحدة في زمن الفضائيات المشرعة على كل شيء فكرة ساذجة»، أي انه يشدد على أن عدم ذكر أسمائهم لا يعني تجاهلهم، وقد جاءت إجاباته عن التكريم على قدر السؤال، وهو الأمر الذي يميز معظم أجوبته. تابع خاني مؤكداً: «لم أقصد الاساءة وإن حدثت أنا أعتذر. ربما أخطأت، فأنا بشر»، وفي معرض رده عن سؤال التشابه الجزئي مع شخصية قدمت قبلاً طرح الخاني فكرة حقه في استثمار ما لم يستثمر من أدواته كممثل، ولا سيما إذا كان قد استثمره بشكل جزئي لينطلق منه صوب شخصية مختلفة تماماً، دون أن يمنع الآخرين ومنهم معد «أنت ونجمك» من حق الاعتراض، فهذا الحق يراه الخاني بوصلة إضافية تنظم له خطواته على طريق النجومية، لذلك هو استمع إلى «الاعتراض» الذي ساقه المعد صالح بالإصغاء ذاته الذي يستمع فيه لأي مديح يتلقاه. وبذلك أكد الخاني أن النجومية ليست محطة طارئة في حياته بل هي نتيجة طبيعية لتراكم مهني وفكري ظهرت ملامحها في شخصية «جحدر» في مسلسل «الزير سالم»، واختمرت في «باب الحارة». مهنياً، من حق معد الحلقة الزميل معن صالح أن يخرج عن السائد والتقليدي في الحوار، وأن يجعل منه حواراً مشاكساً، فهو هنا ينبش ويراقب ويتابع كل ما يخص ضيفه ويبني أسئلته كنتيجة للعمليات الثلاث السابقة، وبذلك يمنح حيوية لبرنامجه ولا سيما حين يكتشف ما لم يكتشفه أحد من قبل (هو الأمر الذي أثار غيرتنا كنقاد بخلاف النظر عن مدى اتفاقنا معه على الاستنتاجات). إلا أن الزميل صالح فقد جزءا من شمولية الحوار حين أغفل جوانب مهمة في تجربة الخاني لا يمكن تجاوزها، كإمكانيات هذا الأخير الأكاديمية وتجربته المهمة في المسرح ولا سيما مع المخرجة العالمية الفرنسية آريان موشكين، وتنوع أدواره في التلفزيون وانتقائيتها، فضلاَ عن الإضاءة على ألقابه العديدة وأهمها لقب أفضل فنان في الشرق الأوسط الذي تقدم به على الفنان يحيى الفخراني وعشرات شهادات التكريم التي نالها، إضافة إلى عدم إعطاء تكريم أميركا، على أهميته، حقه من الأسئلة. كل ذلك يجعلنا نميل للحديث عن نتيجة مهنية نصف إيجابية حققها الزميل معن صالح في حلقته الأخيرة، مع العلم أن «أنت ونجمك» حاز أكثر من مرة تقديرنا لمهنيته العالية، ولكن يبدو أن حماسة اكتشاف تشابه لثغ الحرف وإغفال ذكر الفنانين، جعلته يغفل دون قصد نقاطا مضيئة في تجربة الفنان الخاني. نقطة أخرى لا بد من التوقف عندها، فكل ما أثير من نقاشات حول الحلقة، ليس إلا دلالة على نجومية الفنان السوري، ونجومية الخاني على وجه الخصوص، وقد بدت محصنة جماهيرياً (وهو ما برز بعد استنكار البعض لأسئلة وجهت إلى الخاني)، وثانيهماً حجم ردود الفعل المؤيدة أو الرافضة لمضمون الحلقة الأمر الذي يثبت حجم تفاعل الجمهور السوري مع برنامج «أنت ونجمك»، وفي ذلك نقطة تحسب لصالح المعد معن صالح.