2012/07/04

نجوم الدراما السوريّة يطالبون بالتسعيرة المصريّة
نجوم الدراما السوريّة يطالبون بالتسعيرة المصريّة

  رولا عسران - الجريدة حدائق الشيطان»، «الملك فاروق»، «أسمهان»... ليست مجرد مسلسلات شارك فيها نجوم سوريون ونجحوا وحققوا شعبية واسعة في أنحاء العالم العربي فحسب، إنما كانت الحافز أمام هؤلاء للمطالبة برفع أجورهم في مصر ومساواتهم بالممثلين المصريين، لا سيما أن المنتجين باتوا يتعاملون معهم بأنهم عامل النجاح الأول للمسلسل الذي يضمن لهم دخلاً أكبر بكلفة أقلّ. قائمة الأجور في السوق السورية ضعيفة، فأعلى أجر هو للنجم السوري بسام كوسا ولم يتجاوز الـ90 ألف دولار بينما تراوحت أجور جمال سليمان، باسم ياخور، أيمن زيدان، بين 20 و75 ألف دولار منذ ثلاث أو أربع سنوات، وبلغ أجر سولاف فواخرجي 60 ألف دولار، أي ما يزيد على الـ 300 ألف جنيه مصري بقليل. تبدو الأجور معقولة لو أخذنا في الاعتبار حجم صناعة الدراما في سورية وكلفتها عموماً وحجم السوق السورية الذي لا يقارن بحجم السوق المصرية واقتصادياتها، ولا بكمّ المعلنين ومنافذ التسويق وعدد شاشات العرض المصرية التي زادت في الفترة الأخيرة مع زيادة قنوات الدراما مثل: «الحياة مسلسلات»، «بانوراما دراما»، «ميلودي دراما»، «أوسكار دراما»، «نايل دراما»، فيما يعتمد منتجو الدراما السورية بشكل أساسي على منافذ العرض الخليجية. تسعيرة مصريّة هذه الفروق كافة جعلت النجوم السوريين يطالبون المنتجين المصريين بأن يتم التعامل معهم في مصر من خلال «التسعيرة» المصرية وليست السورية، مساواة بزملائهم من النجوم المصريين، بدليل أن جمال سليمان طلب زيادة أجره إلى ثلاثة ملايين ونصف المليون جنيه في «ولاد الليل» ووصل إلى أربعة ملايين جنيه عن مسلسله الجديد «قصة حب»، بينما بدأت سولاف فواخرجي أولى خطواتها الفنية في مصر بثلاثة ملايين جنيه عن مسلسلها الأول «أسمهان» وبلغ الرقم خمسة ملايين جنيه عن مشاركتها في مسلسل مع مدينة الإنتاج الإعلامي إلا أن الاتفاق لم يتم، فقررت فواخرجي تقديم مسلسل «كليوباترا» بإنتاج سوري. أما تيم حسن فاشترط على شركة «كنغ توت» الحصول على خمسة ملايين جنيه مقابل مسلسل «كنت صديقاً لديان»، ما أزعج خالد صالح، زميله في الشركة نفسها التي تنتج له هذا العام مسلسل «موعد مع الوحوش»، فطالب بمساواته بحسن باعتبار أن كلاً منهما نجم في بلده، فرفعت الشركة أجر صالح إلى أربعة ملايين و200 ألف جنيه. أما باسم ياخور فحصل على مليون جنيه مقابل مشاركته في بطولة مسلسل «حرب الجواسيس» الذي عُرض خلال شهر رمضان الماضي، وحصل أيمن زيدان في «عيون ورماد»، أولى بطولاته التلفزيونية في مصر، على مليونين ونصف مليون جنيه وهو الرقم الذي انخفض في البطولة الثانية «نسيم الروح» إلى مليونين. تفاوت صنعت هذا التفاوت في الأجور حالة من الخلل في صناعة الدراما في سورية خصوصاً أن النجوم السوريين رفضوا الاستمرار في العمل بالتسعيرة السورية القديمة، وطالب الممثلون، الذين قدموا بطولات في مصر، بأرقام تبدو فلكية على مسامع المنتجين السوريين، إذ وصلت إلى 250 ألف دولار لجمال سليمان عن دوره في مسلسلي «فنجان الدم» و{أهل الراية»، و190 ألف دولار لتيم حسن الذي أدى بطولة المسلسل السوري «العار» في العام الماضي أي ما يعادل المليون جنيه تقريباً، وهو الأجر الذي حصل عليه حسن بعدما أصبح بطلاً سينمائياً في مصر، في وقت فضّل نجوم سوريون آخرون التركيز على الدراما المصرية، والانسحاب من الدراما السورية حتى بعد رفع أجورهم لأنها لم تصل إلى نصف الأجور التي يحصلون عليها في مصر. الولاء للسيناريو يؤكد الفنان أحمد الجابري أن سبب انخفاض الأجور في سورية يرجع إلى أن الولاء لديها للسيناريو والعمل الفني نفسه وليس للنجم، أما في مصر فثقافة نجم الشباك سواء في السينما أو في التلفزيون هي الغالبة. يضيف الجابري أن حجم صناعة الدراما في مصر أكبر منها في سورية ما يفسر هذا الفارق في الأجور، تماماً كما يحدث عندما يعمل ممثل أوسترالي أو إيطالي أو فرنسي في هوليوود، فهو يتعامل بأجور النجوم في هوليوود وليس في بلده. أما المنتج جمال العدل فيوضح أن الممثل السوري، عندما يصل إلى مصر، يبدأ بمقارنة نفسه بزملائه المصريين الذي يحصلون على أجور فلكية وهذا حقه لأنهم ليسوا أفضل منه، ولكل منهم مسلسل يوزَّع باسمه. بدوره، يصف المنتج محمد فوزي ما يحدث بالمنطقي لأن الممثل يعمل بقواعد البلد الذي يمارس فيه مهنته وبأسعاره، مشيراً الى أن بورصة الأجور في سورية اختلفت بعدما عمل نجومها في مصر، إذ ارتفعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة وهي نتيجة متوقّعة منذ البداية