2013/05/29

نجـوم سـوريا يقـرعـون «بـاب الحـارة» اللبـنانيـة
نجـوم سـوريا يقـرعـون «بـاب الحـارة» اللبـنانيـة


امين حمادة – السفير

«الحياة بتمشي»؛ بهذه الكلمات، يمكن أن نختصر حال الفنانين السوريين، في ظل الأزمة. ما شهدته سوريا خلال الأشهر الماضية، انعكس عليهم كمواطنين أولاً، وكان له الأثر الأكبر على عملهم ثانياً. هذا ما دفع عدداً كبيراً من نجوم الدراما السوريّة، من مخرجين وممثلين وكوادر، إلى البحث عن مجالات عمل أوسع، وأماكن عيش تكون أكثر أماناً لعائلاتهم، في الدول العربية. هكذا، توجّه سامر المصري، باسل خياط، وآخرون إلى الإمارات. وإلى مصر شدّ الرحال فنانون غلب على مواقفهم طابع المعارضة، ومنهم كندة علوش، وجمال سليمان، وعبد الحكيم قطيفان، وآخرون. مع العلم أنّ علّوش وسليمان يعملان في مصر منذ سنوات، حالهما كحال تيم حسن.

أما الوجهة الأساسية فبقيت لبنان، الذي احتضن بدوره العديد من النجوم أمثال مكسيم خليل، سلوم حداد، وحديثاً عبد الهادي الصبّاغ، بالإضافة إلى المخرجين حاتم علي، وسيف الدين السبيعي، وسيف الشيخ نجيب، ورامي حنا، ومنتج «روبي» أديب خير. وتبقى بيروت مرشّحةً لاستقبال كل من الفنانين باسم ياخور، ومحمد حداقي، وزهير رمضان، وكاريس بشار قريباً، كما أفادت مصادر لـ«السفير»، وذلك نظراً للقرب الجغرافي والتداخل الاجتماعي، خصوصاً أنّ «الابتعاد عن سوريا خارج حسابات معظم نجومها»، كما قال أحدهم رافضاً الكشف عن اسمه لـ «السفير»، على اعتبار أنّ «»تهريب» الممثلين أفضل من تهريب السلاح»، بحسب تعبيره.

النجوم السوريون الذين صار من الشائع لقاؤهم في أحد مقاهي شارع الحمراء، يفضلون عدم الغوص في الأحاديث السياسيّة، لأسباب عديدة، أبرزها عدم تقبل أي جانب للرأي الآخر وتعرض العديد من الممثلين للتهديد، «فكلمة واحدة ستكون كفيلة بوضعك على قائمة عار»، كما قال أحدهم لـ «السفير».

من جهته، يؤكّد مخرج مسلسل «الانفجار» أسامة الحمد، أنّه رغم سكنه الحالي في شارع الحمراء البيروتي، إلّا أنّه «لم ينقطع عن زيارة دمشق»، مشيراً إلى سبب آخر للتوجه إلى لبنان يتعلق بخاصية العمل فيه، كاشفاً عن مسلسل كوميدي جديد من إنتاج لبناني/سوري سيحمل توقيعه. «يحاكي العمل العلاقة بين الشعبين، وقد بلغ مراحل التحضير النهائية»، يقول، موضحاً أنّ «التاريخ يعيد نفسه من جهة عودة العمل المشترك بين البلدين كما كانت الحال في الستينيات والسبعينيات». وهو الأمر الذي يدل على استمرار الأعمال المشتركة التي عاودت نهضتها بعد النجاح التجاري الكبير لمسلسل «روبي». وكانت بشائر التعاون اللبناني السوري بدأت تتكرس عام 2011 مع مسلسل «الغالبون» لباسل الخطيب و «آخر خبر» لهشام شربتجي.

وفي هذا الإطار رصدت «السفير» العديد من النصوص ومشاريع الأعمال التي يتم تداولها بين الفنانين السوريين واللبنانيين وشركات الإنتاج، كشركة VIA Media اللبنانية التي يديرها الممثل اللبناني طلال الجردي، و«الفردوس» السورية، وبعض القنوات التلفزيونيّة اللبنانية. ورغم الفورة المرتقبة في المجال، إلا أنّ العديد من العاملين في الوسط على الجانب السوري، يتخوفون من استغلال بعض الهواة في سوريا، لصيت الدراما المهم في بلادهم، للركوب على ظهر الموجة.

وإضافة للمسافة القصيرة إلى لبنان، تُعَد ظروف العمل الصعبة وأحياناً المستحيلة في سوريا حالياً، أحد أهم أسباب هجرة الفنانين السوريين القسريّة. يوضح مصمم الإضاءة غسّان حمّاش أنّ «التصوير الدرامي في سوريا أصبح أقرب إلى خطر الموت»، لافتاً إلى تعرض العديد من مواقع التصوير للرصاص ما أدى إلى توقف الأعمال التي كانت تصوّر فيها، ومنها مسلسل «رابعة العدويّة.. العشق الإلهي» الذي تعذر استكماله في سوريا ويتم البحث عن مواقع بديلة في مصر.

وبالرغم من المحبة الصافية التي يبديها فنانو سوريا تجاه لبنان وشعبه، وخصوصاً شارع الحمراء، مقصد محمد الماغوط ونزار قباني، إلا أنّ ملامح الأسى المخبأة يكشفها فرق المعاملة بين استقبال السوري للبناني إبان حرب تموز 2006، واستقبال اللبناني للسوري الآن. ويواجه الفنانون تفشي ظاهرة استغلال أوضاعهم، من قبل أصحاب العقارات والشقق المفروشة.

ورغم قدوم عدد من نجوم الصفّ الأول للعمل في لبنان، إلا أنّ بعض الأسماء المغمورة، تقصد بلاد الأرز بقصد السياحة والترفيه فقط. ومن ثمّ تطلق شعار التهجير من الوطن أو نشر مواجعهم الوطنية على صفحاتهم الفايسبوكية بعد سهراتهم الصاخبة.