2012/07/04

   	نجوى فؤاد: زواجي السريع من أحمد رمزي    انتهى ب«مقلب»
نجوى فؤاد: زواجي السريع من أحمد رمزي انتهى ب«مقلب»

              5حواس البيان المشوار الفني للفنانة نجوى فؤاد يمتد إلى أكثر من 40 عاما، مارست خلالها الرقص الشرقي والاستعراضي والتمثيل، وخاضت تجارب الإنتاج السينمائي لإثراء الأفلام الاستعراضية، فأنتجت العديد من الأفلام منها «شاويش نص الليل» و«مراهقون ومراهقات»، وعاشت مدافعة عن الرقص الشرقي باعتباره فنا عريقا له أصول وقواعد وليس مجرد «هز خصر». «الحواس الخمس» التقى نجوى فؤاد التي تفتح ذكرياتها مع كبار الفنانين المصريين، وتسرد بداياتها الفنية، وعشقها للرقص الشرقي ودفاعها عنه باستماتة في حديث مفتوح من القلب.تقول نجوى: لقد كنت أهوى الرقص والغناء وكل ما يتعلق بالفن منذ صغري، وكان ذلك على حساب دراستي التي لم أكن ناجحة فيها، فخلال النهار أذهب إلى إحدى دور السينما لأشاهد أفلام نعيمة عاكف وعبدالحليم حافظ، وكان كل مصروفي يضيع على السينما وأخبار أهل الفن، فأنا في الأصل من أب مصري وأم فلسطينية، لكن والدتي كانت مُصابة بمرض خطير قبل ولادتي. وقال الأطباء إنها ستموت وهي تلدني، فماتت بعد ولادتي بعام، وبعد فترة أراد والدي أن يتزوج لكي يُكمل حياته، فتزوج من سيدة فلسطينية لم تنجب، وعاشت بمثابة والدتي، وكنا نعيش في فلسطين وبعد الحروب والأزمات جئنا إلى مصر وعشت فترة في الإسكندرية أثناء بدايتي في الدراسة. وبعد ما ضاق الحال بوالدي وفشلي في الدراسة قرر أن يُزوجني بعدما تركني مع زوجة أبي، وتزوج بأخرى لكي ينجب ولدا، وبالفعل تركني وزوجته في منزل وعاش مع زوجته الأخرى في منزل آخر، وكان يريد أن يزوجني من شخص يبلغ من العمر 43 عاما. وكان عمري في ذلك الوقت 12 عاما، لكنني رفضت الزواج، وأخبرت زوجة أبي أنني سأهرب وأترك له الدنيا بأكملها، فشجعتني على ذلك، وقالت لي إنها لن تتركني وسوف تأتي معي. وتواصل حديثها: توجهت مع زوجة أبي إلى القاهرة، وصرفنا الأموال التي كنا نملكها في أسبوع، ففكرت في البحث عن عمل، فوجدت إعلانا في جريدة يطلبون فيها «عاملة تليفون» لدى عرابي، وهو أحد وكلاء الفنانين. ولم أكن أعرفه وقتها، فقد كان كل همي أن أحظى بالوظيفة لأعيش منها، وبالفعل حصلت عليها، وسألته في يوم عن صور بمكتبه لفنانين مثل سامية جمال، تحية كاريوكا، وشكوكو، فأخبرني أنه يقوم بتنظيم الأعمال والحفلات للفنانين. وفي يوم وجدت شكوكو أمامي فجأة، فما كان مني إلا أن أُغشي عليَّ، وعندما عاودني الوعي سألني عرابي عما حدث وعرف مني عشقي للفن، وسألني ما إذا كنت أعرف أغني أو أرقص، فقلت له أعرف أغني فأخذني إلى الموسيقار محمد عبدالوهاب وغنيت أمامه «أنا والعذاب وهواك»، وكانت النتيجة أن أعطاني عبدالوهاب جنيها، وقال لعرابي: «شغَّلها شُغلانة ثانية!» محطة الرقص عندما عدنا للمكتب سألني عرابي ما إذا كنت أعرف الرقص أم لا؟ فقلت أكيد، ورقصت أمامه، فأعجبته، ومن هنا بدأ مشواري مع الرقص؛ حيث كنت أرقص في الأفراح والمناسبات وأتقاضى عن الليلة جنيها ونصف الجنيه، بعدها انتقلت للرقص في «صحارى سيتي»، وخلال مزاولتي مهنتي هناك رآني صاحب كازينو عابدين، وطلب أن أنتقل للرقص لديه. وبالفعل تحقق ذلك، وكان هذا المكان ترقص فيه زينات علوي، ثريا سالم، ويبدو أن مجيئي أزعجهما، فما كان منهما إلا أن أبلغا قسم شرطة الآداب أن صاحب كازينو عابدين جاء بفتاة قاصر لتحتل مكانهما، وبالفعل ذهبت إلى قسم الشرطة مع زوجة أبي التي لم تتركني لحظة، فوجدت نفسي أمام اللواء محمد صفوت عباس الذي أصبح بمثابة والدي بعد ذلك، ورويت له حكايتي . وساعدني هذا اللواء كثيرا في استكمال حياتي ومشواري دون مضايقات، وبعدها قدمني عرابي في حفلات كبيرة وأفراح، وشاهدني الفنان عبدالحليم حافظ، وعندما تعرفت إلى أحمد فؤاد حسن، الذي أصبح زوجي بعد ذلك، جعلني أندمج وسط النجوم الكبار، فكبرت معهم فنيا، فقد كنت عاشقة للشهرة والأضواء، وكنت كثيرا ما أضحي وأتفانى في عملي على حساب مصلحتي الشخصية. زيجات فنية كانت أولى زيجاتي من المرحوم أحمد فؤاد حسن، الذي جعل مني فنانة كبيرة بعد أن عرفته مصادفة، فحين راح عرابي يقدمني في الحفلات الكبيرة والأفراح شاهدني كبار الفنانين. وكان من بينهم أحمد فؤاد حسن الذي سألني عن حياتي وقامت بيننا علاقة حب قوية، وبعد أن كثر الحديث عنا خيَّرته بين الزواج الفوري وقطع علاقتنا، لكنه قرر أن نتزوج فورا، ومنذ ذلك الوقت صار اسمي نجوى فؤاد بدلاً من نجوى محمد. وطلب مني في البداية أن يصبح الزواج سرا حتى يتمكن من إخبار والدته وإقناعها بما أقدَم عليه؛ لأنه عاهد نفسه بأن يضحي بسعادته من أجلها، وخشي من أن تعتقد أن زواجه سيحرمها منه ووافقت على ذلك. وخلال هذه الفترة قام أحمد بتثقيفي ووضع لي أجمل الألحان الراقصة، ومنها «الدفوف، المولد، حسن ونعيمة»، وبدأ اسمي يلمع يوما بعد يوم، فرفضت طلبه أن ننجب طفلاً؛ لأنني كنت حريصة على الفن أكثر، فقد تزوجته حين كان عمري 14 عاما، فقلت له إن الإنجاب سيحرمني من الشهرة، وطلبت منه أن أؤجل الموضوع، لكنه خيرني بين عملي والإنجاب، فرفضت الإنجاب فقرر الطلاق. مقلب طلاق أما الزيجة الثانية فكانت من الفنان أحمد رمزي، وكان أسرع زواج وطلاق حدث في الوسط الفني، فكنت أصور فيلم «الجواز في خطر» من إنتاج عيسى كرامة، وكان أحمد رمزي معي، وكنت عاشقة له بجنون، وكانت هناك خلافات بينه وزوجته فطلقها ودارت بيننا أحاديث، واتفقنا على الزواج. وبعد التصوير قضينا سهرة في ملهى «الأوبيرج»، وتزوجنا، ثم اتجهنا إلى شقتي في برج الزمالك، وفي الصباح حضر إلينا الصحافيون ليسجلوا معنا أحاديث عن أسرع زواج، لكن في اليوم الثالث من زواجنا تلقيت دعوة للسفر إلى نيويورك للاشتراك في حفلة افتتاح شركة الطيران الأميركية على أن يكون السفر في اليوم التالي، وبالفعل جهزت أغراضي. وسافرت بعد ما اعتذرت عن استكمال الأعمال السينمائية التي كنت قد ارتبطت بها وبعدما انتهيت من ارتباطي بالرقص في نيويورك عدت للقاهرة بسرعة، لكنني لم أجد زوجي في انتظاري ووجدت بدلاً منه ورقة طلاقي، فاعتقدت أن ذلك مجرد «مقلب طلاق» ليس أكثر، وبينما أفكر في هذه الورقة دق جرس التليفون وكان أحمد رمزي يطلب اللقاء مني، وكان في قمة الخجل وشرح لي الموضوع وقدم الاعتذارات المتكررة. وقال لي إنه عندما طلب مني الزواج كان في ظروف صعبة عليه، وكان الخلاف على أشده بينه وزوجته، ولكن هذا الخلاف انتهى واعترف لي بأن ابنته باكينام لا يمكنه الاستغناء عنها، فانتهت القصة وافترقنا صديقين، وتقابلنا بعد ذلك في أكثر من عشرة أفلام حتى إنه عندما بدأ الإنتاج اختارني لدور البطولة في أول أفلامه «برج المدابغ». طلاق عزومة العشاء أما الزيجة الثالثة فجاءت من خلال قصة حب جديدة، ففي السبعينات ارتبطت بالتحضير لأوبريت «عريس وعروسة» أو «مملكة بربش» كما كان يسمى في القصة الأصلية، وبدأت البروفات وحفظ الألحان وإتقان الخطوات ومرَّنت صوتي على الغناء وذلك بمساعدة المصمم الأول للرقصات الفنان كمال نعيم الذي كان يبذل معي مجهودا كبيرا حتى يقدمني كراقصة استعراضية تؤدي أحد عشر استعراضا راقصا في الأوبريت الجديد. وفي هذا الوقت وقَّعت عقدا للرقص في فندق «شيراتون» بعد افتتاحه الرسمي، وأثناء استمراري في تأدية البروفات الخاصة بالأوبريت شعرت بأن بيني ونعيم نوعا من الاستلطاف، فتصارحنا بالفعل. وكان لنعيم طفل من زوجته التي طلقها، فزاد اقترابنا وارتباطنا وبعد عدة أشهر لم نستطع الفراق وطلب مني الزواج فتزوجنا، وفي هذه الفترة اشترك في حرب أكتوبر 1973، وعاد مصابا وكان في حالة نفسية سيئة وخُيِّل له أن الإصابة ستعوق عمله. لكن تم له الشفاء وقرر أن يفعل شيئا مميزا، فكوَّن فرقة سافر بها إلى جميع أنحاء العالم، وكان يتحدث معي في التليفون من حين إلى آخر، فلم نكن نلتقي إلا قليلاً وطلب مني السفر معه، ولكنني رفضت. وبعد ذلك شعرت أنني لا أستطيع الحياة بمفردي بعد وحدة خمسة أشهر، فطلبت الطلاق فوافق نعيم على الرغم من أنني كنت في غاية الحزن لأنني كنت أحبه، ولكن تم الطلاق وصرنا أصدقاء بعد «عزومة عشاء». زواج «شيراتون» أما الزيجة الرابعة كانت من خلال فترة عملي في الملهى الليلي التابع لفندق «شيراتون»؛ حيث توطدت العلاقة بيني ومدير الفندق سامي الزغبي، اللبناني الأصل، وكنت أنوي الحصول على أجازة من العمل بعد أن توفى والدي وبعد أن ساءت حالتي النفسية بعد طلاقي من نعيم، ووافق مدير الفندق على منحي الأجازة. وأمضيت نصفها في حالة استجمام تام في منزلي ثم سافرت إلى كندا؛ حيث كنت مدعوة للاشتراك في أسبوع سياحي، وفوجئت أثناء رقصي هناك بسامي يراقبني ويتابع كل خطواتي، وبعدها عرفت أنه كان متزوجا من امرأة سويسرية طلقها بعد أن أنجب منها ولدا وبنتا، وطلب مني الزواج بإلحاح وشعرت بأن هذا الزواج يمكن أن يعوضني عما فاتني بعيدا عن زيجات فترة المراهقة. وكانت أشهر عدتي لم تنته فظل بجواري حتى انتهت وعدت إلى مصر لاستكمال عملي تحت رعايته، ثم تزوجنا وعشت معه في فندق «شيراتون» في ظل حب خُيل لي أنه سيظل للأبد، وبعد فترة انتهى بالطلاق الغيابي بعد أن كره حياة الفن، ولكنه عاد وتزوجني مرة أخرى، وبالفعل تمنيت أن يكون لي ولد أو بنت منه، لكنه رفض لكي لا أتوقف عن عملي، ولكن حدثت خلافات بعد ذلك كانت النهاية فتم الطلاق، ولكنني أحبه كثيرا حتى هذه اللحظة. أما الزيجة الخامسة فكانت من اللواء محمد السباعي، مساعد وزير الداخلية السابق، وهو من جعلني أتخلَّى عن فني الذي عشت عليه طوال حياتي، فلم يكن من المنطقي أن أتزوج برجل شرطة بهذه المكانة وأعمل راقصة، لكنني سرعان ما تركت هذه الحياة المقيدة، وفضلت الانفصال لكي أعود لحياتي التي بنيتها طوال العمر، وانتهت بذلك قصتي مع الزواج. زمن الكبار تضيف نجوى أنها عاشت في زمن الكبار في الفن في مجالاته المختلفة، وتقول: منذ ظهوري في الوسط الفني وأنا أتابع وأشارك نجوم مصر العظام الذين قدموا للفن العربي خلاصة الإبداع، فلا يمكن تكرار أي منهم، فحين كنت في عمر 14 عاما تعرفت إلى كل من عبدالحليم حافظ، صباح، نجاة، فايزة أحمد، وفايدة كامل، وكان من الصعب أن يستطيع الإنسان أن يثبت وجوده وسط هؤلاء. ولكن ارتباطي بأحمد فؤاد حسن في ذلك الوقت جعلني أتعرف إلى هؤلاء الفنانين، ومن خلالهم تعلمت كثيرا، فتعلمت في منزل نيللي، تحية كاريوكا، وسامية جمال التي تركت الساحة لفترة حين تزوجت من الفنان رشدي أباظة، أما تحية كاريوكا فكانت المدرسة الأصيلة في الرقص الشرقي، لكنني كنت معجبة أكثر بنعيمة عاكف، وحاولت تقليدها إلا أنني فشلت، ونجحت في إثبات شخصيتي وشجعني حظي بالاشتراك في الكثير من الأفلام منذ أن كان عمري 17 عاما مثل أفلام «ملاك وشيطان». و«إسماعيل ياسين في الطيران»، فقد كنت أعمل في السينما بالنهار والمسرح ليلاً، وكنت مبهورة بشخصية إسماعيل ياسين الجادة وتفانيه في العمل، فضلاً عن طيبته التي ليس لها مثيل، كذلك كان درس الإخلاص والمثابرة في الفن من عبدالحليم الذي رافقته أثناء مرضه بالمستشفى، وكان يُعلن أنه سيظل يعمل حتى الموت. على أنغام موسيقار الأجيال ذكرياتي التي أعيش عليها - حاليا - وأعتز بها كثيرا كان أهمها تعاوني مع كبار الموسيقيين المصريين وعلى رأسهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الذي قدمت على أنغام موسيقاه العديد من الاستعراضات والتابلوهات الراقصة كان أشهرها استعراض «قمر 14»، فقد عشقت الرقص الشرقي،. وربحت منه الكثير من الأموال، لكنني أنفقت عليه بقدر ما ربحت منه، فقد كان يحركني خلاله حبي لهذا الفن العظيم الذي بدأ يموت ولا أحد يمد له يد العون لينقذه، فالرقص ليس عيبا، وإنما إحساس يتحرك على الأرض من خلال موسيقى. وعلى الرغم من إتقاني لفنَّي التمثيل والغناء، إلا أنني أجد نفسي في الرقص أكثر، لكن ما يحزنني هو نظرة المجتمع للراقصة، فهي يتم تناولها بطريقة مسيئة لفنها، خاصة في الأعمال الفنية والإعلام، ويؤسفني أن أقول إنه لا يعلم أحد بقيمة رقصنا الشرقي سوى الأجانب، أما لدينا فالرقص الشرقي يموت. وليس هناك مَن يحاول إنقاذه لخلق جيل جديد من الراقصات يحافظن على هذا الفن من الضياع بدلاً من العري وقمصان النوم، كما يحزنني اتجاه كل من دينا، لوسي، وفيفي عبده إلى التمثيل، حتى أن فرقة مثل فرقة رضا أصبحت غير موجودة بشكل قوي على الساحة، وأصبح الموجودون على الشاشات لا يتركون أي بصمة فنية تعيش مدى الحياة مثلما فعل الجيل السابق