2013/06/21

نجيب نصير في عالم «الحب الافتراضي»
نجيب نصير في عالم «الحب الافتراضي»


رشا ابي حيدر - السفير

على الرغم من موجة الأفكار والمشاعر المشوّشة التي تعصف به، قرّر الكاتب والسيناريست السوري نجيب نصير، أن يباشر «العمل الجدي»، بعد مرور خمسة أشهر على مجيئه إلى لبنان. يقول صاحب «زمن العار» إنّه قرر أخيراً تطبيق أفكار كانت حبيسة «أحاديث المقاهي».

«الحب الافتراضي» هو عنوان مشروع العمل التلفزيوني الدرامي التفاعلي، الذي يطلقه نصير، بالتعاون المخرج والأكاديمي اللبناني هيثم شمص. ويعمل نصير على إنجاز سيناريو مسلسل، يحكي عن قصص الحب التي تدور في فضاء الشبكة العنكبوتيّة. فضاء يعترف نصير بأنّه يجهل الكثير من رموزه وأصوله: «أسمع عن ذلك العالم الافتراضي، لكني لا أستطيع أن أنشط فيه تماماً كما يفعل الجيل الأصغر سناً».

ستتناول حلقات المسلسل المرتقب مجموعة قصص منفصلة، يجمع بينها خيط واحد، هو المرور بتجربة حبّ على مواقع التواصل. سيعتمد السيناريو صيغةً تفاعليّة، من خلال إشراك الراغبين من أصحاب تلك القصص بكتابتها، وإعطاء الفرصة لمن يملكون أفكاراً في هذا الصدد، لإنجاز سيناريوهات لحلقات، ستحمل توقيعهم لدى عرض العمل على الشاشة. ويمكن للمهتمّين إرسال أفكارهم لنصير وشمص عبر البريد الالكتروني*، على أن تنظم ورشة عمل بإشراف نصير لاحقاً، تتناول تقنيات كتابة السيناريو، وتهدف إلى بلورة الأفكار المطروحة. ويقول نصير إنّه سيعمل على «الفكرة الناجحة» مع صاحبها، مهما اختلفت أشكال الكتابة، وسواء أكانت بالفصحى أو العاميّة.

بالنسبة لنصير، «قد لا تكون النتيجة عملاً متماسكاً بشكل كامل في النهاية، لكنّ الأكيد أنّ التجربة ستخلق نوعاً جديداً من الدراما التلفزيونيّة، ينفتح على حكايات أفراد لبوا نداء ثقافة تواصل جديدة، وليسوا عشاقاً على الطريقة الكلاسيكية».

يقول نصير لـ «السفير» إنّه يطمح لأن يكون معظم كتاب العمل من اللبنانيين، لخوض «تجربة تفاعليّة تكسر الفوبيا السورية/ اللبنانيّة، وتساهم في محو الأفكار الخاطئة عن الآخر». كما أنّ نصير، وخلال إقامته في لبنان، التقى «بلبنانيين يمتلكون مهارات مهمّة، لكنّ الأجواء غير مشجّعة لهم، وسط مبدأ الشهرة التي تصنع المشروع». يتحدّث عمّا يصفه بـ«انبهار» اللبنانيين بالدراما السورية. يقول: «عملياً لا توجد دراما سورية، بل هناك مهارات سورية خاضعة لبترو دولار الصحراء، والرقابة الخليجية». ويعطي مثالاً على ذلك أعمالاً دراميّة يعتبرها «مخزية ومخجلة» مثل مسلسل «باب الحارة».

من جهته، يرى شمص أنّ العلاقات الافتراضية «أصبحت مؤثِّرة بشكل أساسي على المجتمع، غيّرت مفهوم العلاقات العاطفيّة بمجمله». ويضيف: «تناولت مسلسلات عديدة العالم الافتراضي، لكن ليس بشكل مكثّف ومحدّد».

وعلى الرغم من عدم الإعلان عن الفكرة بشكل رسمي، إلا أنّ نصير وشمص تلقيا حتى الآن عشرات الأفكار لسيناريوهات محتملة. وبدأ ذلك من خلال إعلان على موقع مجلّة «الحياة الجديدة»، وهي مجلة ثقافية اجتماعية جديدة، بإدارة الصحافي السوري إحسان العظمة. يحتاج القيمون على مشروع «الحبّ الافتراضي» «لحوالي 200 سيناريو على الأقل، على أن يتمّ اختيار 30 فكرة أو أكثر لتصويرها لاحقاً»، بحسب شمص. كما يشير الأخير إلى إمكانية الاستعانة بمخرج أو أكثر في هذا العمل، معتبراً أنّه سيشكّل «فرصة حقيقية للدراما اللبنانية».

ويرى نصير أنّ عمل الفنانين والمثقفين السوريين في لبنان، سينتج تفاعلاً من نوع جديد، لكنّ نتائجه ستأخذ وقتاً طويلاً لكي تتبلور، «لكنّ المهارات موجودة، فلماذا لا نتشارك فيها؟».

[ يمكن إرسال السيناريوهات المشاركة في مشروع «الحب الافتراضي» إلى البريد التالي [email protected]، كما يمكن الإطلاع على تفاصيل المشروع عبر الرابط التالي www.newlifemag.me