2012/07/04

نص جبران للصغار
نص جبران للصغار


دار الخليج


المشروع الذي أعلنت عنه الممثلة سلمى حايك كعمل أمريكي  قطري  فرنسي مشترك، والذي سيتم، عبره، تحويل نص جبران خليل جبران “النبي” إلى فيلم رسوم متحركة لافت من بضعة وجوه من بينها أنه، إذا ما تم تنفيذه فعلاً، فإنه سيكون الثالث في تاريخ السينما منذ بدايتها . فالمحاولة الأولى تمّت قبل سنوات غير بعيدة حين قام التلفزيون المجري باستيحاء الرواية إلى فيلم تلفزيوني أخرجه ديتر غابور، من بطولة كاثلين غاتي . هذه المحاولة، حسب المراجع الشحيحة المتوفّرة، كان استيحاءً وليس اقتباساً، على عكس المحاولة الثانية التي أقدم عليها البريطاني غاري تارن من بطولة ثاندي نيوتون والتي أيضاً لم تر النور (عرضها مهرجان كوبنهاغن ولم تعرض تجارياً) .

وإذا ما حسبنا المحاولات المتعددة التي لم تر النور، فإن الاهتمام بهذا النص الخاص الجامع بين النثر والقصّة دائماً ما كان وارداً في عداد رغبات مخرجين ومنتجين وبينهم لبنانيون رغبوا، من باب إظهار إخلاصهم للمهاجر اللبناني الأشهر، في تحويل هذه الرواية فاصطدموا بشروط الورثة وأصحاب الحقوق ما تسبب في إقلاعهم عن هذه المحاولة .

السينما اللبنانية كان لها مغامراتها مع جبران . واحدة تسللت إلى فعل الإنتاج سنة 1964 حققها يوسف معلوف من بطولة فيليب عقيقي ونضال الأشقر مع بيير بارودي وديب هادي . الفيلم هو “الأجنحة المتكسّرة” المأخوذة عن نص جبراني وتدور حوله أيضاً في أحداث تقع في العقد الأول من القرن العشرين حين يعود الكاتب والشاعر والرسّام إلى لبنان قادماً من بوسطن .

هذا الفيلم كان أيضاً من باب الوفاء للكاتب أكثر منه محاولة سينمائية لكسر أهم جدران العزلة التي فرضها المؤلف نفسه على أعماله، فهي ليست كتابات سهل التعامل معها قصصياً . الكثير من النص النثري لا يجعل منها مادّة تُروى . و”الأجنحة المتكسّرة” تجربة لا تختلف في هذا الشأن عن “النبي” أو سواها من أعمال جبران المكتوبة . على الشاشة الفيلم متعثّر، مملوء بالحوارات والمواقف الوعظية والتمثيل فيه لا ينجلي عن بعد ما . الفيلم عُرض في بيروت في العام التالي لإنتاجه ولم يشهد سوى إقبال محدود .

المشروع الذي تحدّثت سلمى حايك عنه بحماس مختلف، فهو أولاً سيقلب الواقع إلى رسوم متحركة وسوف يقسم العمل إلى عدّة ساعات لتأليف مسلسل “أنيماشن” منه . المخرج هو روجر ألنز الذي سبق له ؟أن أمّ هذا النوع من الأفلام بنجاح كونه أخرج “الملك الأسد” و”موسم مفتوح” وكلاهما . النقطة غير المضيئة هي أنه أيضاً كاتب فيلم “علاء الدين” الذي أثار حينها عداءً عربياً شديداً لما تضمّنه من تحامل على الشخصيات العربية فيه .