2012/07/04

نهايـــــــة رحلـــــــــــــة
نهايـــــــة رحلـــــــــــــة

أحمد بوبس - الثورة

الفنان أسعد الجابر الذي رحل عنا منذ أيام قليلة، واحد من المطربين القلائل الذين أنجبتهم البيئة الفراتية إلى جانب دياب مشهور. وأسعد جابر اشتهر بأغنياته باللهجة الفراتية الجميلة.

وأسعد الجابر من مواليد الرقة عام 1949 وبداياته كانت في الرقة، حيث شارك في عدة مسرحيات إخراجا وإعدادا وتمثيلا وكانت من نوع المسرح الشعبي الذي يطرح قضايا وهموم الناس البسطاء.ثم ما لبث أن انتقل إلى دمشق بعد تشجيع الفنان دريد لحام له حين كان يعرض إحدى مسرحياته في الرقة فغنى أغنية (تريد تروح وتنسانا) التي لاقت نجاحا متميزا ما دفعه متابعة الغناء وقدم مجموعة من الأغنيات التي لحن بعضاً منها، مثل (لاتزعل مني) و(مكحول العينين)، وبعضها الآخر لملحنين سوريين من أهمهم راشد الشيخ الذي لحن له (الشكوى له) و(منهو قللك كاريدك) وغيرها.‏

وبعد أن تطورت علاقة الفنان الجابر بالوسط الفني تعرف على كبار الممثلين، فاتجه للتمثيل الذي طالما اعتبره هوايته الأولى والمفضلة فكان أول أدواره على شاشة التلفزيون مع المخرج سالم الكردي بعدة مسلسلات ومنها خلف الجدران للكاتب هاني السعدي.‏

وتتالت الأعمال الدرامية التي احتضنت الفنان الجابر ولاسيما التي تدور في البادية أو الصحراء ولاسيما أنه نجح في أداء اللهجة وأتقنها وعرف دقائقها ومصطلحاتها لكونه عايشها على أرض الواقع إضافة إلى موهبته الفطرية على مستوى التمثيل والغناء.‏

وإضافة إلى عدد كبير من الأعمال الدرامية التي حقق فيها الفنان الراحل حضورا مميزا فقد شارك في عدد من الأفلام السينمائية والسهرات التلفزيونية.‏

ولم تبتعد الشخصية النبيلة التي كونها الفنان الجابر في أعماله الفنية عن شخصيته الحقيقية فقد كان صاحب قلب قريب من نفوس جمهوره ومحبيه يؤيده في ذلك مزاجه الرائق والمرح وحسه الإنساني العفوي والصادق.‏

توقف أسعد الجابر عن عطائه الفني منذ سنوات، بسبب المرض الذي أقعده الفراش ليرحل في الرابع عشر من نيسان الحالي عن اثتين وستين عاما. وبذلك انطوت صفحة جميلة من الفن.