2013/05/29

نورهان قصبللي: أدواري بعيدة عن شخصيتي الحقيقية
نورهان قصبللي: أدواري بعيدة عن شخصيتي الحقيقية


ماهر عريف – دار الخليج


ترسم الممثلة السورية نورهان بأدواتها الخاصة، تفاصيل الأدوار التي تقدمها، ورغم أن تجربتها لا تزال قصيرة، إلا أنها لفتت أنظار المخرجين لجرأتها وقوة شخصيتها في التمثيل .

تختار أعمالها بدقة متناهية، فطريق الفن يحتاج إلى بذل جهد مضاعف، وترى أنها لا تزال في بداية الطريق وتحتاج إلى مساندة ودعم من الفنانين والمخرجين في الوسط الفني السوري، و”الخليج” التقت نورهان قصبللي في هذا الحوار:

كيف كانت بداياتك الفنية؟

دخلت إلى عالم التمثيل بمصادفة غريبة جداً، وبعد أن حاولت عدة مرات اقتحام هذا المجال متسلحة بموهبتي، وحبي للفن، ولكن جميع محاولات باءت بالفشل، حتى تجرأت وتوجهت إلى مكتب المخرج سيف الدين سبيعي، وأخبرته عن رغبتي في التمثيل، وتفاجأ من جرأة طلبي، وقام بامتحاني، وأسند لي دوراً في مسلسل “عن الخوف والعزلة”، ومع أن الدور كان صغيراً، إلا أنه كان ممتعاً وجميلاً، وبعدها توقفت عن التمثيل لمدة عام تقريباً بسبب الدراسة، لكوني أدرس الهندسة، ومن ثم عدت من جديد إلى الفن، لأنني لم استطع الابتعاد عنه .

لماذا لم تدرسي في المعهد العالي للفنون المسرحية، بدلاً من دراسة الهندسة؟

الهندسة كانت رغبة عائلتي، وتحديداً والدتي، أما دخولي مجال التمثيل فكان عن رغبة في داخلي فأكملت دراسة الهندسة لإرضاء عائلتي، ولم استطع الدراسة في المجالين معاً، لأن كل منهما في حاجة إلى تفرغ خاص، وحاولت منذ دخولي مجال الفن تثقيف نفسي بعيداً عن الشكل الأكاديمي، بالقراءة والمتابعة والاشتغال على الشخصيات التي تسند إليّ وساعدتني موهبتي الخاصة .

لماذا اخترت المخرج سيف الدين سبيعي لمساعدتك؟

عندما وصلت إلى مرحلة اليأس، طرقت أكثر من باب، ولكوني لست خريجة وليس لي تجربة معروفة استند إليها لدى المخرجين، ولم أكن أنوي العمل كومبارس، لذلك تقدمت للمخرج سيف الدين سبيعي، واهتم بالموضوع وأسند لي دور طالبة حقودة في مرحلتها الثانوية،  وقد ساعدني شكلي الذي يوحي بأنني طالبة صغيرة في السن في أداء هذا الدور .

هل ترين أن الممثل الذي درس أكاديمياً قادر على أداء أدواره بشكل مميز؟

الممثل الفنان الذي يمتلك طاقة وموهبة يحب العمل الفني، ويتقمص الدور بكل تفاصيله، ومن ثم ينجح ويتفوق، فالموهبة تصنع نجومية الفنان والدراسة تصقله، وما من شك في أن الكثير من الفنانين الأكاديميين لا يأخذون سوى فرصة واحدة، ويغيبون بعدها عن الشاشة .

وماذا تمتلكين من أدوات إبداعية في هذا المجال؟

أدواري دائماً بعيدة عن شخصيتي الحقيقية، وأستطيع أن أجد للشخصية التي ألعبها منفذاً من خلال الأشخاص المحيطين بي، ومن ثم أضيف إليها من حياتي تفاصيل خاصة، كما أن رؤية المخرج تسهم في تجسيدي الدور بنجاح، لذا فأنا أحرص على أن أجعل لي شخصية فنية مختلفة .

هل شكلك أسهم في تجسيدك أدوار معينة؟

هذه هي المشكلة التي أعانيها، فتكوين جسمي الدقيق يرشحني دائماً لأداء أدوار الفتاة الطيبة المسكينة، لكن لا أستطيع أن أنسى المخرجة الكبيرة رشا شربتجي التي أعطتني دور فتاة في عمر (21 عاماً) ما شكل نقلة لي في الأدوار التي لعبتها .

هل تقبلين أدواراً خارج حدود رؤيتك الشخصية؟

لا أقبل أدواراً بعيدة عن روح الفن، ورؤيتي للحياة، وإذا لم أقتنع لا أستطيع أداء الشخصية، ولو كان هناك محاور صغيرة من الممكن أن أعدلها بالتعاون مع المخرج والكاتب، وفي حال رفضهما، لا أؤدي الدور، لأنه لن يعبر عن شخصيتي .

كيف كان رأي أهلك في دخولك الوسط الفني؟

عندما لعبت دوري الأول، لم يعرف أحداً من أهلي أنني أمثل، وأول مرة ظهرت على الشاشة كانوا يتساءلون من هذه التي تشبهني، وعندما رأوا اسمي في الشارة فوجئوا، وكنت أتوقع ردة فعل مختلفة، ولكن كانوا متحمسين وساعدوني كي أكمل هذا العمل .

حدثينا عن مشاركاتك الفنية هذا العام؟

شاركت في مسلسل “زمن البرغوت”، وكان دوري فتاة شامية ضمن إحدى عائلات المسلسل الفقيرة، كما أنني كنت مسؤولة عن هموم أهلي  كوني أكبر الأبناء سناً، وتتغير الشخصية، وتكمن المفارقة في أنها تريد أن تظهر بأنها غنية، وتنتقم من بنات الحارة، أما دوري في مسلسل “بنات العيلة” فجسدت شخصية فتاة وقحة، من أجل أن تحمي والدها، وتنقذ عائلة بكاملها، ومن ثم مسلسل “ولادة من الخاصرة”، كان دوري مختلفاً وأجمل الأدوار التي عملتها، وكان مع المخرجة رشا شربتجي التي أعطتني حريتي الكاملة، في تقمص الدور، وقد حققت الشخصية نجاحاً كبيراً .

هل أخذت فرصتك الحقيقية في هذا المجال؟

لم أحصل على فرصة حقيقية حتى الآن . . ولكنني لا أزال أمشي على خط مستقيم، وخطوة بخطوة كي أصل إلى ما أريده في النهاية .