2012/07/04

نور العيون  على  خشبة  القباني..الجنون خاتمة الطيبة والسذاجة
نور العيون على خشبة القباني..الجنون خاتمة الطيبة والسذاجة

دمشق صحيفة تشرين ثقافة السبت 6 آذار 2010 مصطفى علوش عادت الحياة إلى خشبة القباني بدمشق مجدداً من خلال العرض المسرحي (نور العيون) الذي قدمته فرقة المسرح العمالي وأمانة الثقافة والإعلام في اتحاد عمال دمشق إخراج سهيل عقلة - واقتباس جوان جان عن نص الكاتب التركي –خلدون الطائر يذكر الكاتب جوان جان: (عملت على نقل العمل من البيئة التركية إلى البيئة السورية من خلال تغيير الخط التاريخي، حيث تبدأ أحداث العرض مع احتلال القوات الفرنسية لسورية عام 1920 وتنتهي مع نكبة فلسطين عام 1948، وحاولت ربط الأحداث التاريخية بالأحداث الدرامية بطريقة غير مباشرة، فالأحداث السياسية اتجهت نحو النكبة والأحداث الدرامية كانت تتجه نحو الفساد الذي استشرى بالمؤسسات، ومن خلال الحدث الدرامي تم التركيز أيضاً على البيروقراطية، ووضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب وغيرها من المشاكل العامة التي عانت وتعاني منها مجتمعاتنا العربية، طبعاً حمل هذه الأحداث شخصيتان أساسيتان هما (نور) بما يمثله من طيبة وسلبية وبساطة تصل حد السذاجة و(رامي) الانتهازي، الوصولي وكانت غايتي أن لايتعاطف الجمهور مع هذين النموذجين الأول بسبب سلبيته والثاني بسبب انتهازيته. ‏ هذا مايقوله الكاتب عن نصه الذي اقتبسه من التركية، وبدورنا نعتقد أن فرقة المسرح العمالي قد بذلت جهداً معقولاً على صعيد التمثيل الذي شارك فيه (سهيل عقلة – كمال بدر – حسام حامد – غسان مارديني – محمود عبد العزيز – رانيا منذر – عبد الكريم خربوطلي – نور جوان خليل) وما الجنون الذي وصل إليه نور في نهاية العرض بعد اكتشافه لخيانة زوجته مع صديقه رامي سوى نتيجة منطقية لواقع فاسد لايرحم، كأن الطيبة لا مكان لها في هذا العالم، أما رامي الانتهازي فيتابع رحلته وصعوده نحو مزيد من المناصب والمكاسب. ‏ إن جهداً معقولاً بذل على صعيد التمثيل من قبل المجموعة التي مثلت، لكن كان بإمكان المخرج التخفيف قليلاً من جرعة الانفعال التي ركزها في دور (نور) و(رامي) أيضاً، بالمقابل تميز الممثل عبد الكريم خربوطلي وتمكن من تقديم عدة شخصيات لافتة للانتباه (الطبيب – العسكري – أبو عبدو) والمؤكد أن هذا الممثل لديه الكثير ليقدمه في المستقبل. ‏ يعتقد المخرج سهيل عقلة أنه( اشتغل هذا العرض حسب الامكانيات التي قدمت له فاعتمد على المسرح الشرطي فاتكأ الديكور على (السحاحير) والمؤكد أن هذا الديكور لم يخدم العمل أحيانا، لكنه عموماً خدم الفكرة، ويرى عقلة أنه لو قدمت له إمكانيات إضافية لساهم ذلك بتحسين جماليات العرض، أما النص فهو من النصوص القوية وقد عرينا فيه المجتمع العربي، قلنا للمشاهد اضحك لكن على خيبتنا). ‏ موسيقا العرض لم تتغير وبقيت في إطار التعبير التقليدي ومرافقة الحدث المسرحي، ‏ بالمقابل نجح المخرج من ابتكار حلول إخراجية مناسبة لبعض المشاهد العاطفية مثل مشهد (الخيانة) كما وصلت الضحكة إلى المشاهد في بعض المشاهد لاسيما تلك التي أداها الممثل عبد الكريم خربوطلي، وفي أحيان اخرى كانت لغة الحوار طريفة فحملت الضحكة على جناحيها. ‏ بكل الأحوال عرض (نور العيون) هو أكثر من صراع بين الطيبة والانتهازية وأكثر من صراع بين السذاجة والكذب وفي طياته الكثير من الحكايات التي تكشف سير التاريخ وقوة الشروطراوة الخير. ‏ اخيراً نقول مع المخرج (هل التاريخ يعيد نفسه أم الأحداث تتشابه ؟ نور العيون شيء صار من زمان)