2012/07/04

نور شيشكلي : «المشهد الأخير»مشروع تخرّجي من مدرسة مازن طه
نور شيشكلي : «المشهد الأخير»مشروع تخرّجي من مدرسة مازن طه


روزالين الجندي - البعث

نور شيشكلي.. إحدى الكاتبات من الجيل الشاب الذي حاول فتح نوافذ له داخل الدراما السورية، سواء عبر الكتابة المشتركة كما في أيام السراب، صبايا مع زوجها الكاتب مازن طه، أو مؤخراً التجربة الإفرادية في المشهد الأخير، فلماذا المشهد الأخير؟

تقول نور :المشهد الأخير، اسم مؤقت حتى الآن ولم يتم اعتماده بشكل نهائي، لكن البيئة التي تحتضن المشروع والتي هي بيئة الوسط الفني بكواليسه، أسراره، وخفاياه ضمن توليفة تمثل ورق نص كاملاً يتوج بالمشهد الأخير ..

< الوسط الفني بكل كواليسه هو البيئة التي قررت أن تحتضن عملك الدرامي، ما المُغري في الوسط الفني لينسج من عوالمه عملك الدرامي..؟

<< الوسط الفني..وسط مخملي براق، وهو بيئة غنية بالفعل بالكثير،  الكثير من الشخوص التي تشبهنا والتي نصادفها في حياتنا يومياً .. هذه الشخوص شكّلت عوالم مغرية جداً بالنسبة لي، فكل شخصية كانت تصلح أن تكون عملاً بحد ذاتها، لكنها اجتمعت أخيراً تحت مسمى الوسط الفني ..

< قربك من الوسط الفني كم عاد عليك بالفائدة على صعيد بناء الشخصيات والأحداث؟.

<< قربي من الوسط الفني كان العامل الأهم في انتقاء موضوع العمل،  فكم من شخصيات تعرفت عليها كانت لها كبير الأثر في أن أختار موضوعاً إشكالياً كهذا الموضوع.. فوراء كواليس هذا الوسط وما يدور خلف الكاميرات ثمة أسرار لم تنشر بعد.. ومنذ أن بدأت تتجمع خيوط العمل الأولى في مخيلتي، كانت صديقتي المقربة الفنانة جيني اسبر إحدى عوامل الدعم التي ساعدتني في الدخول أكثر إلى تلك العوالم و إغناء العمل بتفاصيل حقيقية، إضافة إلى صديقتي المخرجة رشا شربتجي التي وقفت بجانبي منذ الخطوة الأولى حتى اليوم.. ولا أنسى الصديق حمادة جمال الدين أحد أهم مدراء الإنتاج في الوسط الفني والذي فتح لي باب الوسط على مصراعيه، بالإضافة  للكثيرمن الأصدقاء الذين يقفون بجانبي خطوة بخطوة ..

< هناك أعمال درامية عديدة قاربت الوسط الفني بشكل أو آخر مثل تعب المشوار - عشتار وغيرها، ما الجديد الذي يحمله عملك عما تناولته سابقاً؟

<<الأعمال التي تم ذكرها سابقاً والعديد غيرها من الأعمال بدأت من أمام الكاميرا ومن الأحداث التي يراها المشاهد أمام الكاميرا.. في المشهد الأخير سأبتعد عن الكاميرا كلها وسنبدأ من حياة الفنانين الاجتماعية .. وليس فقط وراء الكواليس بل لخبايا نفوس كل العاملين في هذا الوسط من فنانين، وفنيين، وكتّاب، ومخرجين ومنتجين، وتدخّل رؤوس الأموال في صناعة الدراما .. الحكايا الخفية التي تتحكم في سوق الإنتاج الدرامي وغيرها، والتي هي أيضاً من المشاكل التي تقف عقبات في طريق الدراما.

< كم يُتيح الوسط الفني كبيئة للعمل الدرامي مساحات جديدة للكاتب غير مكتشفة درامياً ؟.

<< كل وسط وكل فكرة قد تكون بيئة جديدة غير مكتشفة وذلك بالاعتماد على أدوات الكاتب وأفكاره وطريقة طرحه لتلك الأفكار ..

< اليوم في هذا العمل تدخلين تجربة الكتابة الفردية بعيداً عن زوجك الكاتب مازن طه، كيف تجدين هذه التجربة من ناحية الإيجابيات والسلبيات ؟.

<< التجربة رائعة ومخيفة في الوقت ذاته.. مازن طه ليس شريكي المهني وزوجي فحسب، بل هو أستاذي أيضاً، وهذه التجربة ستكون بمثابة مشروع التخرج من مدرسة مازن طه تلك المدرسة التي خرّجت الكثيرين قبلي.. لكن سلبيات هذه التجربة هو زيادة الحس بالمسؤولية، لأنني بصراحة فقدت الدعم والسند الذي كان يقدمه  مازن لي حتى لو كان دعماً معنوياً، لكن وجوده إلى جانبي كان دوماً يجعلني أشعر بأنني سأصل إلى بر الأمان، لكن اليوم أنا خائفة بحق، فالعمل رهان حقيقي، ومن خلاله فقط سأقدم مشروع نور شيشكلي الخاص.

< أعلنتم مؤخراً أن ليس هناك جزء رابع لصبايا ما السبب ؟ هل لبعض الانتقادات التي وجهت للعمل من ناحية الترهل وانخفاض المشاهدة علاقة بذلك، أم أن هناك أسباباً أخرى ؟

<< بالنسبة لمشروع صبايا والذي يجب أن يسمى مشروعاً بحق، لأنه مشروع كامل .. فأنا لم أنفِ وجود جزء رابع، سواء إن كنت مؤلفة له أم لا .. فالمشروع قائم وإمكانية استمراره هي قرار بيد الجمهور فقط .. فاستمرار العمل كان لنسبة المشاهدة العالية التي يحققها العمل .. وهو مشروع مؤهل منذ البداية لأن يكون عدة أجزاء .. بصبايا جُدد، وحلة جديدة وقد يكون بكتّاب جدد أيضاً .. المشروع قائم والأفكار موجودة، لكن الرهان هو الجمهور وبيده القرار الأول والأخير.

< ونور شيشكلي التي مارست الكتابة بأنواعها المختلفة من كوميدية لبوليسية وتراجيدية، أي نوع تجده الأقرب لها والأصعب في الكتابة ؟

<< تقول: الأصعب حكماً هي الكوميديا.. فلوحة بقعة ضوء كانت تتعبني أكثر من حلقتين أو ثلاث من أي عمل آخر.. فثمة خيط رفيع جداً بين الكوميديا والابتذال، الأمر الذي كنت أخشى أن أقع  في مطبه..

أما بالنسبة للنوع الأقرب بالنسبة لي والذي يستهويني للغاية هو الدراما البوليسية التي تعتمد على عوالم الجريمة، فأنا نمطية، حياتي كلها تعتمد على الحس التحليلي، فلا وجود لأشياء مجانية بحياتي وأنا أشعر أن  وراء كل مقولة حدثاً  وأن وراء كل شيء سبباً ومسبباً، وقد تكون هنالك جريمة .