2012/07/04

نيللي مقدسي: تسييس الفن بداية النهاية
نيللي مقدسي: تسييس الفن بداية النهاية


ماري نهرا – دار الخليج


قد يظن من يقرأ عنوان أغنية “يا عرب” أننا أمام أغنية قومية لكنها أغنية عاطفية بدوية للنجمة نيللي مقدسي، تدافع فيها عن حبها وشرفها كامرأة عربية . ومن خلالها تتوجه إلى الرجل العربي رافضةً كل أشكال التهميش والاستخفاف بشخصية المرأة وكيانها والاستهتار بها . من جهة أخرى تعتب نيللي على محطة ال”إل .بي .سي” التي خسرت، في رأيها، نجومها بسبب المحسوبيات وتأسف لكون اللبناني يغرق في الانتماءات السياسية ما جعلها تقول إن الأغنية الوطنية ما عادت تنفع . عن الأغنية وأمور أخرى، دار هذا الحوار معها:

* كيف ترين التعاون الاول مع الشاعر نزار فرنسيس والثاني مع زياد برجي في التلحين في أغنية يا عرب؟

- التعاون مع الشاعر نزار فرنسيس يعطي دعماً للفنان، لأن كلمته صادقة وواقعية . أما عن زياد برجي فهو على صعيد التلحين غير مشهور لأنه لا يركز كثيراً على هذه الناحية، إنما كفنان لا يمكن إنكار إحساسه وصوته . المواضيع الجميلة والألحان اللافتة لا تكون دائماً لأشخاص معروفين جداً . اللحن الذي قدمه لي زياد برجي أتى مكمّلاً لموضوع الشاعر نزار فرنسيس .

* ما فكرة الكليب مع المخرج فادي حداد؟

- سأكون امرأة بدوية من الزمن وأكون مغرومة بابن قبيلتي لكن يأتي رجال ويخطفوني لأكون جارية عند شخص نافذ . فأدافع في القصة عن نفسي وحبي . هذه القصة متداولة جداً في الأفلام والقصص لكنها تُنفذ لأول مرة في الكليبات كما سأكون لأول مرة بدوية .

* أين سيوزع الكليب؟

- على كل المحطات . من دون تمييز، وهي حرة في عرضه من عدمه . لكن أكيد الحصرية ستكون ل”إل .بي .سي” ولاحقاً كل المحطات .

* لا تطلين في برامج المحطة، لماذا الحصرية لها؟

- لي عتب كبير على مسؤوليها علماً أنه قد تكون الجهات المُنتحة للبرامج الفنية التي يعرضونها هي السبب في تغيبي وليس المحطة، إنما في كل الأحوال أنا عاتبة لأنني ابنتها، وتخرجت في برنامج “كأس النجوم” وغُيّبت . على أي حال هم بحياتهم لم يعرفوا كيف يحافظون على النجوم لأنهم يتبعون مصالحهم وهذا ما أفعله أيضاً . فإذا حصل التعاون يكون لمصلحتنا وإلا فلن تتوقف عجلة الحياة .

* المُلاحَظ أن التوجهات السياسية لمحطات التلفزة فرزت الفنانين . نادرون جداً الذين يعرضون أعمالهم على كل المحطات . فهل يجوز هذا الواقع؟

- بالمطلق الفن يجمع، لكن الفنان إنسان لديه أفكاره وثقافته السياسية الخاصة . إنما لا ينبغي أن تكون مُعلنة حتى لا يحصل التحيّز، لأن الجمهور يحب الفنان لصوته وشخصيته وأعماله . وأن نصل إلى مرحلة أن يحب الجمهور الفنان لميوله السياسة فهذه الآخرة . أصلاً عيب ما يحصل عندنا . السياسيون يسخرون منا، يتقاتلون صباحاً ويسهرون مساءً حول مائدة العشاء . ونحن بدلاً من أن نقدم الولاء لوطننا، نغوص أكثر في ولائنا للأحزاب والأشخاص . الناس صاروا يسألون بعضهم بعضاً عن انتماءاتهم السياسية وأستغرب لماذا صرنا عمياناً عن حقيقة وطننا على حساب السياسيين فيه .

* حتى حفل الموريكس دور شهِد تصريحات سياسية لبعض الفنانين، ما رأيك؟

- أصلاً “الموريكس دور” برنامج يُشرى ويُباع مثل أغلبية البرامج . يمكنني اليوم أن أشتري جائزة بكل بساطة . الناس ما عادوا أغبياء في هذا الشأن .

* ألم يحفزك تقييمك للوضع على إطلاق أغنية وطنية تتوجه للإنسان في لبنان كما فعل مثلاً عاصي الحلاني؟

- هي خطوة ناجحة جداً من عاصي وبعيدة عن كل التوجهات السياسية . منذ فترة طويلة أصدرت أغنية وطنية بعنوان “يا وطني” عن الوطن والجيش اللبناني . ونعم يمكن أن أُصدر أغنية مماثلة بهدف توعية الناس، لكنني على يقين أنها لن تحقق هذه الغاية، فمن سنوات قريبة لم نكن نسأل بعضنا بعضاً عن انتماءاتنا السياسية نغوص أكثر في تحيّزاتنا الضيقة .

* ماذا تتمنين؟

- ببساطة أن تنجح أغنية “يا عرب” لأن الكلام في التمنيات ما عاد يفيد في جبهة عربية حامية، الوضع السياسي العربي المأزوم ترك أثراً كبيراً وواضحاً على الفن كما على كل الحركة الاقتصادية للوطن العربي ووضعنا في لبنان هادئ ظاهرياً إنما مرهون بالوضع الإقليمي وهذا أمر معروف منذ الأزل . لذلك أتمنى أن يهدينا الله إلى السلام الحقيقي لننعم في وطننا العربي بالعيش الكريم وتعود الفرحة إلى قلوبنا .