2013/05/29

هانى رمزى: ضحكت على الحكومة
هانى رمزى: ضحكت على الحكومة

محمد العقبى -الشروق أخيرا عرض فيلم الرجل الغامض للنجم هانى رمزى وهو العرض الذى ظل غامضا لفترات طويلة، ولم يكن أحد يعلم متى ينتهى الفيلم ومتى يعرض رغم الأخبار الكثيرة المتناثرة حوله. هانى رمزى الكوميديان الذى يمسك بطرفى المقص الكوميديا والسياسة فى محاولة لقطع صمت السينما عن مشاكلنا يتحدث لـ«الشروق» عن علاقته برئيس الوزراء ووزير الاستثمار وأحزاب المعارضة ومقابلة الرئيس للفنانين فى هذا الحوار. • بعدما وصل الرجل الغامض للناس وشاشات السينما ماهو تقييمك لهذه التجربة؟ تقييمى آخذه من ردود أفعال الجمهور التى حرصت على رصدها منذ اليوم الأول لعرض الفيلم، والحمد لله وصلتنى ردود أفعال طيبة ومطمئنة وأفضل ما فيها أن الجمهور استوعب الفيلم جيدا وتفاعل مع شخصية عبدالراضى التى قدمتها وإن كانت الملاحظة الوحيدة أن الفيلم سريع وأنه مر بسرعة على بعض الشخصيات التى كان من الممكن تعميق ظهورها فأحد المشاهدين أخبرنى أنه دخل الفيلم 4 مرات وكل مرة كان بيضحك على حاجة لم ينتبه لها فى المرة الأولى وقال لى كنت أتمنى أن تصنع فيلما عن علاقة عبدالراضى برئيس الوزراء وعلاقته بوزير الاستثمار وفكرة الكذب على حبيبته فى فيلم آخر والطريف فى هذا العمل أنه لمس الأطفال وجذبهم لمشاهدته ولا أعرف ما السبب فى ذلك. • أليس غريبا أن يجذب الفيلم جمهورا من الأطفال فى ظل اتهامه بالتركيز على الإيحاءات والمشاهد الجنسية؟ أولا أود أن نفرق بين الفيلم وبين الإعلان الذى طرحته شركة الإنتاج للترويج له لأننى أعتقد أن الإعلان ظلم الفيلم وصوره على أنه فيلم جنسى وبصراحة عندما شاهدت الإعلان اتصلت بالمنتج أحمد عبدالعاطى وسألته «هو ده الفيلم بتاعنا» فقال لى طبعا والإعلان سيجذب الجمهور وهيحقق نجاحا كبيرا. • ولماذا لم تطلب تغيير الإعلان؟ أولا لأنه إعلان تم تصميمه بشطارة والذى صممه شاطر ونجح فى أن يجمع بعض الجمل والصور ويخلق حالة جديدة عن الفيلم وإن كنت أستغربه فهذا لا يعنى أننى أغيره وخصوصا أنها ليست وظيفتى وأعتقد أن الإعلان قد يكون عكس حالة غير حقيقية عن الفيلم ولكنه علق مع الناس وأصبحت الإفيهات التى وردت فيه على كل لسان فى الشارع المصرى.   • أوقعتنى فى حيرة هل أنت مع أم ضد الإيحاءات الجنسية التى شاهدناها؟ أنا مسئول عن الفيلم وليس عن الإعلان والفيلم حالة لا تشعر فيها بهذا الكم من الإيحاءات أو المشاهد وخصوصا أننا متفقون كفريق عمل على صنع فيلم لا يخدش الحياء ولا يشعر من يشاهده بأى حرج، بحيث أن تشاهده مع اختك أو ابنتك أو أمك بدون أن يجرحهن أو يخدش حياءهن وكل إفلامى التى قدمتها لا تلعب على الغرائز. • ولكن بداية الفيلم ومشهد المطار كان به مبالغة فى القبلات والملابس الساخنة؟ مشهد المطار كان مهما أن يكون بهذا الشكل ليعكس حالة الهوس التى اصيب بها البطل نتيجة تأخره فى الزواج وأنه عاش عمره كله بدون تجارب عاطفية واختار المطار لأنه الحل الوحيد فى ظل راتبه المتدنى الذى لن يسعفه للزواج حتى بعد عشرين سنة وكذلك عكس أن الهوس ليس مقصورا على عبدالراضى وإنما الجميع يعانى من الهوس الجنسى من أكبر واحد وحتى الأصغر وكفاية أنه استطاع أنه يضحك على الحكومة بـ«شوية» صور وحتى الصور التى كانت مع عبدالراضى قدمناها بشياكة وبدون تركيز. • الفيلم توقف لفترة طويلة فهل أدخلتم أى تعديلات بعد العودة للتصوير؟ عبدالراضى لم يتغير والتزمنا به كما كان على الورق قبل وبعض التوقف ولكن استفدنا من المشاهد التى صورناها فى معرفة بعض الملاحظات الفنية والتى قمنا بعدها بإعادة معاينة لبعض أماكن التصوير واكتشفنا ما كان ينقصنا فى الفيلم وبالنسبة لى حرصت على مشاهدة كل ما صورته حتى أستعيد الروح التى بدأت بها تصوير الفيلم وأعود إلى الشخصية. • شعرت فى هذا الفيلم وبعض أفلامك السابقه بأنك تظلم الكوميديا لصالح الفكرة التى تقدمها؟ أوافقك الرأى فى ذلك وكثيرا ما كنا نضحى بالابتسامه فى سبيل الفكرة لأن الفكرة فى هذه النوعية من الأفلام أقوى من الابتسامة ومهما حاولت أن تضع مشاهد كوميدية وتصنع مواقف للضحك ستبقى الفكرة أقوى من الضحك وإن كنت أرى أن الرجل الغامض حالة متكاملة لابد أن تقيمها مكتملة بضحكها وبكائها وأفكارها. • الفيلم طرح موضوعات كثيرة فى حين أن أفلامك السابقة كانت تركز على قضية واحدة أيهم أفضل بالنسبة لك؟ لكل نوعية من الأفلام رسالة فى عايز حقى مثلا كان المهم موضوع الخصخصة وبيع القطاع العام ولكن فى الرجل الغامض قرر بلال فضل أن يقوم بجولة حول البطل والإشارة لامور نشاهدها فى حياتنا اليومية بداية من إهمال المستشفيات الذى لا يمكن السكوت عنه ثم أطفال الشوارع مرورا بالمستثمرين الأجانب والمشروعات المشبوهة والفساد فى الشركات الحكومية إلى أن دخلنا فى علاقة الحكومة بعضها ببعض وهنا الفرصة أكبر للإشارة لموضوعات أكثر جميعها تؤكد أن الضعيف لم يعد قادرا على الحياة فى بلدنا. • بلال فضل له توجهات سياسية معروفه فهل استسلمت لرؤيته؟ أولا بلال كاتب رائع واستمتعت بالعمل معه واستمتعت برؤيته ولم أستسلم لها لأننا متفقون على كل ما طرحه فى الفيلم فلم أجد نفسى مستغربا لأى من الأفكار أو المواقف التى كتبها بلال على الورق إلى جانب أننى مؤمن بأننى وسيلة تعبير فى يد المخرج والمؤلف وعليه أن أصل بآرائهم وأفكارهم للناس. • إلى متى ستواصل هذا النقد السياسى فى أفلامك؟ ليس المقصود من أفلامى أن أقدم نقدا سياسيا، أنا أسعى لتقديم حالة تسلى الناس وتمتعهم ولكن هذه النوعية من الأفلام السياسية تستهوينى وتشعرنى برغبه فى أن يشاهدها الجمهور ولا أخفى عليك أننى أتمنى أن يكون فيلمى المقبل «فارس» أى كوميديا من أجل الكوميديا اشتقت لهذه النوعية من الأفلام ولابد أن أذكر لك مثلا أننى عندما وافقت على نمس بوند كنت أظنه فيلما كوميديا عاديا ليس له علاقة بالسياسة ولكن النقاد والجمهور حملوه تأويلا سياسيا لم يكن مقصودا ولا أتعمد النقد بل أتمنى أن يكون هناك شىء نقدم عليه الشكر للحكومة ومثلما فعل الرئيس مبارك بلقائه بالفنانين اسعدنا جميعا وأشعرنا بأن الدولة أخيرا انتبهت للفنانين بعد أن كان كل التركيز على الرياضة. • بمناسبة لقاء الرئيس لو كنت حضرت فماذا كنت ستقوله له؟ كنت أتمنى أن أطلب منه عودة مؤسسة السينما للحياة مرة أخرى وأن تعود الدولة للإنتاج السينمائى بعدما أصبحت السينما فى يد أفراد يتحكمون بها وأصبحت الصناعة بكاملها فى يد ثلاثة كيانات فقط وانحصر الإنتاج وتضاءلت الصناعة بعد أن كانت أهم مصدر للدخل بعد القطن. • وهل تعتقد أن مؤسسة السينما لو عادت ستنتج لك أفلامك التى تقدمها الآن؟ ليس مهما أن تنتج لى بالتحديد المهم أن تعيد للصناعة قوتها وتعود السينما إلى صدارة اهتمامات الدولة.