2012/07/04

هاني رمزي: شغوف بالكوميديا السياسية.. ولكن؟!
هاني رمزي: شغوف بالكوميديا السياسية.. ولكن؟!


ماهر منصور - السفير


يطرح الفنان المصري هاني رمزي في لقائه مع جمهور «مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما» بدورته الخامسة، سؤال السياسة والفن، وعلاقة الفنان مع الرقيب، حين يكون فنه مشغولاً بالسياسة. ورغم أن لا أجوبة حاسمة يقدمها الفنان رمزي في اللقاء الذي عقد على هامش عروض مسرحية جمعت مسرحيين من دول عربية وأجنبية، إلا أن خلاصة ما طرحه من شأنها أن ترسم ملامح تلك الأجوبة.

في اللقاء يفصل رمزي بين كونه فنانا يتبنى تقديم موضوع ذات بعد سياسي، وبين السياسي الذي يعمل في السياسة. لكن رمزي في النهاية يقدم وجهة نظر سياسية واحدة، وبالتالي يمثل طرفاً بعينه، وإن لم يكن كذلك فانه سيكون مجرد مشخصاتي ينقل كلاماً كتب له، ولا يعرض لفكر ورسالة يعبر عنهما بأدواته كممثل بهدف التأثير والتغيير. ولا ندري إن كان هذا الفصل بين السياسي وفنان يقدم موضوعات سياسية، قابلا للتفسير، أو للتبرير مع تناول رمزي السطحي للموضوعات السياسية في أفلامه. وإن كنا نحفظ للرجل اشتغاله على اللقطة السياسية الذكية في عدد من أفلامه، مثلما فعل في فيلمه «عايز حقي» حين تناول بذكاء فقرة في الدستور المصري تقول بأن الأملاك العامة للدولة هي ملك الشعب، ويوجـد لكل فرد منه حق فيها، وعاد لينهي فيلمه بمقولة ان الأوطان غير صالحة للبيع في مزاد علني، لكن هل تكفي هاتان الفكرتان لتصنعا من فيلم «عايز حقي» كوميديا سياسية، والتي أكد رمزي في ندوته في الفجيرة أنه شغوف بها؟

الفصل بين السياسي والفنان الذي يتناول السياسة موضوعاً لأفلامه، ربما يبدو جليا في اثنين من أفلام رمزي، يقفان على طرفي نقيض في فكرهما السياسي، الأول هو «جواز بقرار جمهوري» وفيه تلميع لمنصب الرئاسة المصرية، وللرئيس المصري السابق حسني مبارك بالذات، الذي يظهر في الفيلم يلبي دعوة اثنين من الشعب لحضور عرسهما، ونرى كيف يغير المسؤولون معالم الحي الفقير خلال ساعات، قبل زيارة الرئيس، وكيف يعدلون عن التغيير لمجرد تغيير مكان العرس، وكيف بالنهاية يصر الرئيس على أن يكون العرس في الحي الشعبي.

لكن ألا يبدو الرئيس الذي يجمل صورته في «عايز حقي» هو ذاته الرئيس الذي هاجمه، أو هاجم نموذجه في فيلمه الثاني «ظاظا» وتمرد عليه ونجح عليه في الانتخابات؟ ألم يصبح الشعب المغلوب على أمره قوة تغيير في وجه الرئيس - الدكتاتور، حين أخرج من بين صفوفه ظاظا الرئيس الذي تبنى قضايا الناس وطموحاتهم، حد شراء أسلحة تخلق توزان رعب مع أعدائه؟ إذاً، كيف للرجل أن يدافع عن الرئيس المصري ويهاجمه في فترة قصيرة نسبياً؟ هل ذلك كان تعبيراً عن رأي سياسي، أم أنها سياسة تبني قضايا الطرف والطرف المضاد. ذلك التناقض يبدو أنه التفسير الأبسط والمباشر لمعنى أن يقدم هاني رمزي مواضيع سياسية، من دون أن يكون سياسياً؟!

المثير للاستغراب أن أفلام رمزي تلك لم تنج من مشاكسة الرقيب، الى حد صار الرقيب يتوجس خيفة من أي فيلم للرجل، ما دفع رمزي، كما يقول، قبل عرض فيلم جديد، إلى اللجوء إلى شرح معكوس للفيلم.