2012/07/04

هبة طوجي: أحلامي صارت حقيقة
هبة طوجي: أحلامي صارت حقيقة


زهرة مرعي – الكفاح العربي

بين 28 حزيران (يونيو) و3 تموز (يوليو) تطل هبة طوجي من مسرح بيبلوس بطلة لمسرحية «دون كيشوت». هي التي تعرّف إليها الجمهور في مسرحية «طائر الفينيق» تتابع الطريق الذي شقته بجدارة معززة بثقة الثلاثي الرحباني مروان، غدي وأسامة. جديدها أسطوانة تحمل عنوان «لا بداية ولا نهاية» تصدر خلال الصيف، فيها غنت من شعر الراحل منصور، وجمعت بين موضوعات الحب والاجتماع والثورة. أما الثورة التي غنتها فهي ثورة الانسان.

مع هبة طوجي كان هذا الحوار:

■  تحضّرين  لدورَي «دولسينايا» و«ديما» في مسرحية «دون كيشوت» كم يشغلك جديدك؟

ـ كل الوقت تقريباً. نحن منشغلون بالتمارين، وبدوري سجلت عدداً كبيراً من الاغنيات. دخلنا في مرحلة التمارين المكثفة جداً. في النهاية عليَ تجسيد هذه الشخصية بشكل جيد جداً.

■ رفيق علي أحمد يؤدي دور البطولة إلى جانبك وهو شخصية قادرة مسرحياً الا تخشين من سطوته؟

ـ كانت لي فرصة العمل مع ممثلين كبار منهم الاساتذة أنطوان كرباج غسان صليبا وحالياً رفيق علي أحمد وممثلين كبار حتى وإن لم تكن لهم أدوار البطولة. ليس مفروضاً أن يخيفنا تاريخ الممثل الذي يلعب أمامنا. بل على العكس يفترض أن يشكل حافزاً على إثبات الحضور. ليس لي أن أعيش هاجس الممثل الاخر. حضوري على المسرح يشبه لعبة كرة الطاولة، وأنا أرد على الممثل بما يعطيني إياه.

■ منذ خطوتك الاولى كنت مختلفة عمّن هم من جيلك الفني، هل يسبب هذا لك قيداً أم انطلاقة مختلفة؟

ـ إطلاقاً ليس هناك أسر. الفرصة التي حظيت بها كبيرة. وفي العادة يصعد الفنانون السلم درجة درجة. بالنسبة إليّ بدأت من مكان عالٍ جداً ومن الضروري أن أنشد مزيداً من التقدم. الذين عملت ـ وما زلت أعمل ـ  معهم علموني الكثير وأخذوا بيدي نحو الامام. وما أنجزته حتى الان أسهم في  تكوين شخصية فنية مهمة لي. ليس لي وحدي الفضل في ما قمت به رغم موهبتي، لأنه ناتج من إحاطتي بمن هم متفوقون جداً في عملهم. خبرتهم واسعة، وهم من بين الرواد في الوطن العربي على صعيدي المسرح والموسيقى. لهذا أشعر بأني سوف أحقق تقدماً ولست أسيرة الخطوات الاولى. ومع أسامة الرحباني تحديداً لست أشعر بأنني مأسورة. انه يعطيني الفرصة الكبيرة لتحقيق مواهبي.

■ حتى الان قمتِ بإخراج أغنيتين فهل وافق أسامة الرحباني على ذلك بسهولة أم أنه طلب ذلك؟

ـ لأنني درست الاخراج والتمثيل فمن الطبيعي أن أقوم بإخراج أغنياتي. ولم يتم التوافق على ذلك سواء من أسامة في أغنية «حلم» وهي من الاسطوانة التي سينتجها لي، أو في أغنية «عالبال يا وطنا» التي تم اختيارها لتكون الصورة الاولى عن مسرحية «دون كيشوت» التي ستعرض بين 28 حزيران (يونيو) و3 تموز (يوليو) في مهرجانات بيبلوس. رؤيتي للإخراج هي التي أقنعت الرحبانة بأن أتولى المهمة بنفسي في المرتين.

■ «لا بداية ولا نهاية» هو عنوان الاسطوانة الاولى التي ستصدر لك قريباً، لماذا هذا العنوان؟

ـ الاسطوانة من إنتاج الفنان أسامة الرحباني وموسيقاه في تسع أغنيات. اثنتان من كلمات الاغنيات للراحل الكبير منصور الرحباني كتبهما لي خصيصاً وهذا ما أفخر به، وباقي الاغنيات من كلمات غدي الرحباني. اخترنا هذا العنوان لأنه عنوان قصيدة أؤديها لمنصور الرحباني. أسامة الرحباني وأنا رغبنا في أن يكون هذا الــ«سي دي» هدية لروح منصور الرحباني، لذلك كان العنوان مختاراً من إحدى قصيدتيه. «لا بداية ولا نهاية» قصيدة شعر جميل جداً، وكمؤدية أنا شديدة التعلق بها. لا شك في أن لكل الامور بداية ونهاية، كما أن كثيرا من الامور تمر علينا في هذه الحياة ومن ثم تتكرر. بالنسبة إليّ الحياة دائرة تتكرر فيها الاحداث تماماً كما المواسم، وكما بعض اللقاءات التي نجريها في حياتنا. كذلك نحن على الدوام أمام مجهول في الكثير من الامور التي لا نعرف متى بدأت ولا متى تنتهي.

■ تتضمن أسطوانتك مواضيع الحب والثورة والهجرة ما الذي جمع هذا الثلاثي؟

ـ هذا التنوع يعبر عني. أشعر أن المسائل الاجتماعية والثورية يجب أن تكون أساساً في أغنياتنا، أن يكون للفنان دور في مجتمعه. كذلك لا يمكن التخلي عن الاغنية العاطفية فهي أساسية وتشكل العمود الفقري في أي أسطوانة. في شعر غدي الرحباني الكثير من الصور الانطباعية والجميلة. هذا الـ«سي دي» دسم جداً في الشعر وفي الانماط الموسيقية التي يتضمنها وهي متعددة. انه عمل تطلب جهداً كبيراً.

■ ما هو مضمون «لا بداية ولا نهاية»؟

ـ تتضمن 12 أغنية. 10 منها كتبها غدي الرحباني. وقصيدتان للأستاذ منصور الرحباني. التأليف الموسيقي كله لأسامة، فقط 3 أغنيات من الريبرتوار الموسيقي العالمي أعاد أسامة توزيعها. والموضوعات متعددة بين عاطفية وثورية واجتماعية. الموسيقى كنمط متنوعة بين الجاز والشرقي والبوب وغيره. نحن تأخرنا في تقديم الـ«سي دي» وبعد تقديم أغنية «حلم» التي تمّ تصويرها وهي من إخراجي، نتوقع نزوله قريباً.

■ ذكرتِ أن الثورة من المواضيع التي غنيتِها. «الثورات» أو ما يسمونه كذلك تغزو الوطن العربي. فأي «ثورة» ستغنين؟

ـ بالنسبة إليّ أغني ثورة الانسان، ثورة كل إنسان وقع عليه الظلم. غنيت الثورة للخروج من الغلط ولتحقيق حرية الناس في أي زمان ومكان.

■ هل أعد منصور الرحباني القصيدتين لكِ خصيصاً أم اختارهما من مخزونه الشعري؟

ـ تمّ ذلك بطلب من أسامة. في الاسطوانة أغنيتان من الريبرتوار العالمي، أعاد أسامة توزيعها موسيقياً، وكتب الراحل منصور الرحباني كلاماً يتناسب مع المقطوعتين. وهكذا ولدت «لا بداية لا نهاية» وقصيدة «بالعمر اللي باقي»، وكلتاهما بالكلام الدارج.

■ منصور الرحباني يضمّن أغنياته فلسفته في الحياة. كصبية كم تنسجمين مع هذه الفلسفة؟

ـ منصور الرحباني فيلسوف ومفكر كبير، لكن عظمته تكمن في شدة قربه من الناس. هو يقدم ما يشبه السهل الممتنع الذي يمتلكه في أسلوبه. أحب الشعر وأقدره وكذلك الفلسفة، ولدي إلمام بهما. كذلك أطمح لأن أكون في مستوى فكري يسمح لي بقول شعر منصور الرحباني. ومن هذا المنطلق أسعى على الدوام الى مزيد من الثقافة وتطوير الوعي. التعلم هدفي الدائم.

■ عندما بدأتِ التفكير في الفن هل كان في بالك أنك ستغنين من كلمات منصور الرحباني وأنكِ ستجسدين آخر مسرحياته وهي «طائر الفينيق»؟

ـ هذا ما كان نوعاً من الاحلام التي تحققت في حياتي وشكلت انطلاقة كبيرة جداً لي. الحلم حق لكل إنسان ولا حدود له، ومن ثم يأتي دور تجسيد تلك الاحلام من خلال الجهد وحسن التصرف من خلال الفرص التي تمنح لنا في الحياة. لا شك في أهمية الموهبة، لكن للجهد والحظ دورهما. لم أكن أحلم ببطولة مسرحية لمنصور الرحباني لكن الامر صار حقيقة.

■ وهل جاء الكلام جاهزاً من غدي الرحباني؟

ـ أسامة الرحباني هو المسؤول عن كامل أفكار الـ«سي دي». تعامل كمنتج مع الاسطوانة ابتداء من كونه صاحب الافكار الرئيسة والمشرف على التنفيذ. قد لا يكون ممولاً لكنه يبقى منتجاً لأنه صاحب الفكرة وهو من يرسم خطوات العمل. أسامة هو من رسم كامل الخطوط للعمل، وهو من قرر مع غدي شكل الشعر وموضوعاته، وأنا فخورة جداً بأداء هذا العمل.

■ لماذا وقع الاختيار على «حلم» كأغنية أولى من الـ«سي دي»؟

ـ ليس هناك سبب محدد. بالنسبة إليّ أكثر من أغنية في الاسطوانة تصلح لتصور فيديو كليب لأن      موضوعاته وموسيقاه تنطوي على الكثير من الافكار ليتم تجسيدها على الشاشة. ربما وقع اختيارنا على «حلم» كونها عاطفية. وفي إطلالاتي الاولى قد يكون جيداً أن أظهر ببساطة وواقعية.

■ كذلك منذ خطواتك الاولى ضربت بقوة وقدمت الفيديو كليب بتوقيعك. هل هي ثقة مطلقة بالذات؟

ـ الفنان الذي لا يثق بقدراته لا يستطيع أن يقنع الناس به. المتلقي الذي يثق بمن يسمعه أو يشاهده يسعد بذلك. من جهتي لدي الكثير أقوله للمتلقين، كما أني درست الاخراج أكاديمياً، وقد وثق بي اسامة الرحباني ومنحني فرصة الاخراج. لهذا كانت الاغنية من توقيعي. كما أنني أديت الدور التمثيلي في الكليب. كل هذا تمّ بإشراف أسامة، فالعمل مشترك بيننا. ورداً على سؤالك أقول إن كلمة الثقة بالنفس تحمل بعض العجرفة، وبالنسبة إلي لا شك في أنني أثق بما أمتلكه من معلومات في هذا الميدان، إنما ليس الى حد القول بأن ليس هناك قبلي ولا بعدي. أحب الاخراج وقد أحببت التجربة مع نفسي. وما تمت مشاهدته على الشاشة ليس لي وحدي بل هناك فريق عمل كبير إلى جانبي. نحن نستمد القوة من هذا الفريق المتكامل. ومن المهم أن يعرف المخرج ماذا يريد ليتمكن فريق العمل من تطبيق رؤيته.

■ هل كل كليباتك ستكون من توقيعك؟

ـ أتمنى أن أكون أمام عدسة مخرج آخر. وفي كليب أغنية «مثل الريح» كان التوقيع لجو بوعيد. وبما أني درست الاخراج كاختصاص أحب ممارسته مهنياً، وأن تكون لي مسيرة في هذا الجانب تماماً كما أنا في التمثيل والغناء. ولهذا كانت لي خطوة ثانية تمثلت في تصوير أغنية «عالبال يا وطنا» التي شكلت الصورة الاولى عن مسرحية «دون كيشوت».

■ من هو عينك وأنت تقومين بمهمة الاخراج؟

ـ من هو عيني وأنا أصور لنفسي؟ عندما أقدم مشهداً أسعى لأن أكون حقيقية قدر الإمكان، لهذا تلتقط الكاميرا صورتي بعفوية وتصل الى الناس. عندما نكون بصدد التصوير ليس طبيعياً أن نفكر كيف هو شكلنا الآن. بعد التصوير أشاهد اللقطات وأصلح ما هو ضروري لأني أعرف ماذا أريد من كل لقطة. كما أني أنقل ما يمكنني من عيني لمدير التصوير.

■ تعرضت للانتقاد في فيديو كليب «حلم» فهل أزعجك ذلك؟

ـ مطلقاً. ما من عمل يلقى إجماعاً بين الناس. قيل كثير من الإيجابيات في الكليب، أما الانتقادات فكانت أقل. والانتقاد لم يكن جوهرياً بل في الشكل وهو ظهوري بقميص النوم. إنه انتقاد سطحي لا ينال مني. قيل إن هبة صوتها جميل ولا تحتاج الى قميص نوم. لقد جسدت في الكليب صورة فتاة تستيقظ من حلم ليلي، وهي لا ترتدي خلال نومها غير قميص النوم. والأهم هو التركيز على لحظة التصرف وليس على ما نرتديه في هذه اللحظة. أنا لم أقدم يوماً في الكليب حركة فيها إغراء. حركتي كانت طبيعية وفي إطار صورة فتاة تستيقظ من نومها. كنت من دون ماكياج ومثلت الدور على طبيعته. كما أني ارتديت قميص نوم محتشماً أكثر من الاثواب التي يلبسونها قبل الظهر أو في ساعات النهار.

■ لماذا وقع الاختيار على وديع أبي رعد ليكون نجماً معك في الكليب؟

ـ وديع صديق عزيز عليّ وعلى أسامة الرحباني، وهو من تلامدة الاستاذ منصور وأسامة رافقهم على الصعيد الموسيقي كثيراً، وهو مدرب صوتي الخاص منذ 2007 حتى الآن. أحببت ظهوره معي لأنه يتمتع بكاريزما عالية جداً ولأننا صديقان. شكله على الكاميرا ساحر وهو لا يشبه الآخرين مطلقاً. عندما عرضنا عليه الفكرة تردد، وبعد مزيد من توضيح دوره وافق ورغب في خوض التجربة، والحمد لله أنه نجح ولقي الكثير من الثناء على حضوره وشكله.

■ مقارنة هبة طوجي بكارول سماحة هل هو ظلم لك أم حالة إيجابية؟

ـ المقارنة أتت لأننا عملنا معاً مع العائلة الرحبانية. لولا ذلك لما فكر أحدهم في المقارنة.