2013/05/29

هربوا من تقديم البرامج الفنية ليواكبوا الأحداث فنانون يفضلونها سياسية
هربوا من تقديم البرامج الفنية ليواكبوا الأحداث فنانون يفضلونها سياسية


دار الخليج

رغم أن اتجاه النجوم لتقديم البرامج كان قاصراً في البداية على البرامج الفنية المتعلقة بمجالهم بشكل أو بآخر، فإن عدداً كبيراً من الفنانين قرروا مؤخراً الابتعاد عن البرامج الفنية والتفاعل مع الأحداث السياسية والاجتماعية التي تشهدها مصر والعديد من الدول العربية، فمن هم أبرز الذين اتجهوا إلى البرامج السياسية؟ وما الذي دفعهم لخوض هذه التجربة والابتعاد عن مجالهم؟ وكيف كانت ردود الفعل التي وصلتهم؟ تساؤلات تبحث السطور التالية عن إجاباتها .

هشام سليم يعد أحدث المنضمين إلى قائمة الفنانين الذين اتجهوا لتقديم برامج سياسية واجتماعية، فبعد غياب طويل عن الساحة الفنية قرر هشام سليم العودة، لكن هذه المرة من خلال تقديم برنامج “حوار القاهرة”، وعنه يقول: في البداية أحب أن أوضح أن اتجاه الفنانين لتقديم برامج سياسية ليس عيباً، فطبيعة عمل الفنان جعلته أكثر خبرة في الحياة وعلى دراية بأشياء كثيرة من الممكن أن يغفل عنها الإعلامي، كما أنه أكثر قرباً من الجمهور وبالتالي ستنجح هذه البرامج في الحصول على أعلى نسبة مشاهدة، وبصراحة عندما عُرض عليّ تقديم هذا البرنامج لم أتردد على الإطلاق، فهو برنامج يحاول تقديم حلول جذرية لجميع المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لأنه يعتمد على عرض الرأي والرأي الآخر، كما أنني ألتزم الحيادية الكاملة وأنقل كل الأحداث بصدق ومن دون تحريف” .

ويضيف هشام: “لا أنكر أنني شعرت بالخوف من هذه التجربة خاصة أن البرنامج يعتمد عليّ بشكل كامل وأتحمل من خلاله مسؤولية كبيرة، لكن فريق العمل معي يقوم بدور كبير وردود الفعل التي جاءتني بعد أول حلقة كانت طيبة وزادت من حماسي للاستمرار” .

من أبرز الفنانين الذين خاضوا تجربة تقديم البرامج السياسية مؤخراً النجم هاني رمزي الذي يتناول الأحوال السياسية والاجتماعية بشكل كوميدي ساخر من خلال برنامج “الليلة مع هاني” على قناة “إم بي سي مصر” . ويؤكد هاني سعادته الشديدة بهذه التجربة وبالنجاح الذي حققه من خلالها وحصول برنامجه على نسبة مشاهدة مرتفعة، وهو ما جعله يشعر بالندم لعدم خوضه هذه التجربة خلال السنوات الماضية، إلا أنه يفجر مفاجأة بأن برنامجه تحول إلى برنامج سياسي ساخر بالمصادفة، ويقول: “البرنامج كان هدفه في البداية الدفاع عن الفن وحقوق الفنانين التي يحاول البعض إهدارها، وكنت حريصاً خلال الحلقات الأولى على استضافة عدد كبير من الفنانين، إلا أن توتر الأحداث السياسية في مصر دفعني لتغيير مسار البرنامج بشكل كامل وتحويله إلى سياسي اجتماعي ساخر” .

ويضيف: “أنا لم أقصد الابتعاد عن الفن لكن الظروف هي التي أجبرتني على تغيير أهداف البرنامج، وأعتقد أنه نجح من خلال الحلقات الأولى في تناول الأوضاع السياسية والاجتماعية بشكل ساخر نال إعجاب الكثيرين” .

رغم رفضها من قبل فكرة اتجاه الفنانات للتقديم التلفزيوني، فإن الفنانة هالة صدقي فاجأت الجميع بمشاركتها في تقديم برنامج “نواعم وبس” . وتكشف هالة سر تغيير موقفها وقبولها المشاركة في هذا البرنامج قائلة: “بالفعل تلقيت العديد من العروض لتقديم برامج تلفزيونية إلا أنني اعتذرت عنها، لأنني كنت رافضة فكرة اتجاه الفنانات لتقديم برامج فنية في الوقت الحالي، فنحن لسنا في حاجة إلى هذه النوعية من البرامج حالياً، لكن الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد والقضايا الاجتماعية التي فرضت نفسها على مجتمعنا حمستني للمشاركة في تقديم برنامج سياسي اجتماعي يحاول طرح حلول للخروج من الأزمة، وهذا ما وجدته بالفعل في “نواعم وبس”، الذي من خلاله نناقش ونعالج جميع القضايا والظواهر الاجتماعية بمنتهى الحيادية وبشكل متميز جداً” .

وتضيف هالة: “الحمد لله البرنامج نجح في الوصول إلى ملايين المشاهدين، والسبب إقدامنا على فتح الملفات الجريئة والشائكة، فأنا لا يمكن أن أنسى ردود الفعل التي وصلتني بعد فتح ملف “التحرش” ومناقشتنا هذه القضية، حيثا تلقيت بعد عرض الحلقة العديد من المكالمات الهاتفية من أصدقائي والمقربين مني، أشادوا بشدة بطريقة تناول ومعالجة هذه القضية الخطيرة” .

يعد أحمد آدم من أوائل الذين خاضوا تجربة تقديم البرامج السياسية، وذلك من خلال برنامج “بني آدم شو” الذي قدمه منذ ثلاثة أعوام تقريباً والذي يقدم حلقات جديدة منه الآن، ويكشف آدم سبب حماسه لتلك التجربة قائلاً: “رغبتي في التحدث عن الأمور التي تشغلني وتشغل الشعب المصري بكل حرية وموضوعية تعد السبب الرئيس وراء مشاركتي في البرنامج، ورغم أنه بدأ عرضه قبل اندلاع ثورة 25 يناير، إلا أنني كنت أوجه انتقادات لاذعة للحكومة وأحاول مناقشة كل القضايا الشائكة، وكنت وافقت على خوض هذه التجربة لشعوري بأن البرنامج سيخدم بلدي وسيفيد الشعب، ورغم أن البرنامج طرح العديد من القضايا الجريئة فإنني ناقشتها بشكل كوميدي ساخر، لأن هذه الطريقة تناسبني وتساعد على إيصال فكرة البرنامج للجمهور من دون تعقيد، وحالياً أقدم حلقات جديدة لأن الأحوال السياسية والاجتماعية الآن تحتاج إلى نقد ساخر، والفنان من أقدر الناس على تقديم السخرية” .

أما نجمة “ستار ميكر” شاهيناز، فتخوض تجربة التقديم التلفزيوني من خلال برنامج “ست البنات” الذي يناقش القضايا الاجتماعية والسياسية، وتؤكد شاهيناز أن الرسالة المهمة التي يهدف البرنامج إلى تقديمها دفعتها للموافقة على خوض التجربة، وتقول: برنامج “ست البنات” يختلف تماماً عن برامج “التوك شو”، فهو قائم على الصدق والحيادية والموضوعية ويحرص على عرض الرأي والرأي الآخر، وهو محاولة لإصلاح صورة الإعلام التي تعرضت للتشويه بسبب اعتماد بعض البرامج على الترويج للشائعات وإثارة الفتن، والبعض يعتقد أن “ست البنات”  مخصص للمرأة، لكنه يسعى لمناقشة جميع القضايا الاجتماعية والسياسية، لأننا نعلم جيداً أن المرأة تتأثر بكل ما يدور حولها من أحداث، فالفترة الحالية تتطلب منا جميعاً التركيز على القضايا الاجتماعية والسياسية لأنها الأكثر أهمية .