2012/07/04

هشام شربتجي لا يعجبني باب الحارة
هشام شربتجي لا يعجبني باب الحارة


_اتهموني بالعمالة

_لا يعجبني باب الحارة _

محطة mbc  تستطيع أن ترفع من تشاء

_الكاميرا الخفية استخفاف للناس وكرامتهم

_الأعمال التركية والمكسيكية ناجحة 

علي احمد - بوسطة

رغم أن كل التجارب الدرامية الهامة التي قدمها المخرج هشام شربتجي وخاصة ما كانت في مجال الكوميديا، لم تعطه الحرية الكاملة في اختيار نصوص أعماله، فهو اليوم يبحث عن فرصة عمل أكثر من بحثه عن تميز أو فرادة في أعماله الدرامية. هو مستاء مما آلت إليه الدراما السورية بالرغم مما حققته من نجاحات وتألق، لكنه يرى ذلك بصورة مغايرة. في هذا اللقاء يخبرنا عن مشاريعه الدرامية الأخيرة وعن موقفه في الدراما السورية.

ماذا تخبرنا عن أخر مشاريعك الفنية؟

أنجزت مسلسل درامي "أقارب وثعالب" وهو من إنتاج شركة صَدَف(mbc  غروب)، وهو نتيجة تعاون فني يجمعني مع شركة الإنتاج ويستمر لخمس سنوات بمعدل عملين دراميين في السنة. ومسلسل أقارب وثعالب هو أول هذا التعاون، وهو من تأليف عبد الله العامر وتمتد أحداثه على مدار ثلاثين حلقة تلفزيونية، مدة الحلقة 20 دقيقة. العمل من بطولة الممثلين السعوديين حبيب الحبيب ـ فيصل العيسى ـ دريعان دريعان ومن سوريا زهير رمضان ـ محمد خير الجراح ـ عبد الحكيم قطيفان ـ سوسن أرشيد ـ لينا الأحمد ـ أمانة والي ـ أنطوانيت نجيب ـ جرجس جبارة..

وما هي قصة "أقارب وثعالب"؟

هو من نوع البوليسي والكوميديا اللايت، ويطرح قصة ثلاثة شباب سعوديين جاؤوا إلى سوريا بعد أن اكتشفوا أن جدهم متزوج من امرأة سورية، ويبدؤون بالبحث عن أقاربهم، وأثناء ذلك تواجههم مواقف ومفارقات كوميدية لطيفة. ما الذي أعجبك في نص العمل حتى قبلت إخراجه؟ اليوم أبحث عن فرصة عمل، بالإضافة إلى أنه هناك صداقة بيني وبين مدير شركة صَدف الفنان حسن عسيري، والمميز في نص أقارب وثعالب أنه من نوع الكوميديا اللايت اللطيفة.

هل يعيدك العمل إلى أجواء الكوميديا؟

يبدو أن خيار الكوميديا ملاصقة لي ولا تريد أن تبتعد عني.

مسلسل "أقارب وثعالب" من كتابة عبد الله العامر الذي عمل معك ممثلاً؟

نعم فقد سبق أن شارك  معي في مسلسل سي بي أم وهو ممثل خفيف الدم، ولا أنسى تجربته في الكاميرا الخفية، مع أنني أكره هذه النوع من التجارب.

لماذا؟

لان فيها استخفاف للناس و مساس لكرامتهم. ثم يتابع شربتجي: لكن تجربة العامر كانت مميزة حتى أنني كنت أطلب في بيتي أن يسجلوا الحلقة التي لا أستطيع مشاهدتها، وعبد الله فنان مميز ويمتلك موهبة كبيرة، وقد وجدت في نصه بذور صالحه للعمل عليها، سيما أن العمل من نوع البوليسي الخفيف التي لا تتجاوز مدة الحلقة عشرون دقيقة.

ماذا عن تجربتك مع قناة mbc  وهل أنت موظف في القناة؟

ليس لي علاقة بمحطة mbc فقد أخرجت لهم سي بي أم لمدة أربع سنوات، وكانت مرحلة هامة في حياتي حيث أعادت توازني مع نفسي إن كان من الجهة المادية أو الاجتماعية أو علاقتي الشخصية، وكنت سعيدة بالعمل معهم. واليوم أنجز لهم مجموعة أعمال عن طريق شركة صدف التي يديرها الفنان حسن عسيري وكذلك سأنجز أعمال للمحطة من خلال شركة الهدف التي يديرها الفنانان السعوديان ناصر القصبي وعبد الله السدحان.

ما رأيك بحال الدراما السورية؟

لا يعجبني.. وقد تكون النتائج التي تظهر على الشاشات الفضائية، لا يشعر معها المشاهدون بالفوارق التي تحدث في الدراما السورية، لكن الزمن سيوضح ذلك، ومن يعمل في صناعة الدراما يعرف تماماً كم هو الحال سيء.

ما رأيك بمسلسل باب الحارة؟

لا يعجبني..

لماذا؟

ما حققه مسلسل باب الحارة والضجة التي رافقت عرض العمل، مرتبطة بمحطة mbc التي تستطيع أن ترفع من تشاء، ودليل كلامي أن كل من عمل في الجزء الأول من العمل، من ممثلين وأربع مخرجين تناوبوا على إخراج العمل خرجوا وهم يسبون العمل.

يسبون العمل؟

نعم، لأنه كان هناك فوضى إنتاجية غريبة جداً، لكن العمل حالفه الحظ..

لكن ربما يكون الأمر مرتبط بأن الجمهور معجب بهذه النوعية الأعمال أو كما يقال "عاوز كده"؟

لا يا أخي الموضوع ليس كذلك. فنحن نستطيع أن نوجه الجمهور كما نريد.

أنت تتحدث عن مسلسل باب الحارة، مع أن عملك "جرن الجاويش" الذي تناول البيئة الشامية قدم بنفس الفترة، ولو قارنا بين العملين فتجد أن عملك أخرجته لوحدك بينما باب الحارة أخرجه أربع مخرجين، وعملك وقفت وراءه جهة إنتاج خبيرة، أما باب الحارة فأنتجه شركة حديثة العهد..؟

أنت تتحدث عن عملي وكأنني أقول أنه جيد، ومن قال لك أن جرن الجاويش عمل جيد، فباب الحارة أفضل منه بعدة جوانب منها الكواليتي والإضاءة والممثلين.

كأنك تهرب إلى الأمام بعدم إعجابك بباب الحارة الذي حقق كل هذا النجاح؟

لا أنا لا أهرب إلى الأمام، ولا أتهجم على أعمال الآخرين، ولا أنكر أن باب الحارة نجح عند المشاهدين، والناس أطلقت العيارات النارية له، وحبس أبو عصام وحزنّا عليه، وكسر رأس ببور الكاز وبقية العمل يتحدث عن هذه المشكلة في ثلاث حلقات، وشاهدنا البيئة الدمشقية المشوهة، التي كانت تصور لنا الناس تجاهد من أجل الاستقلال بينما أهل الحارة ليس لهم أية علاقة بما يدور حولهم. ثم أنك تتحدث عن النجاح الذي حققه باب الحارة، وأقول لك أيضاً الأعمال التركية والمكسيكية ناجحة.

الملفت أن مسلسلك "رياح الخماسين" عمل عادي فلماذا كل هذه الضجة التي أثيرت حوله؟

لذلك جاءت الإساءة له، فهو فتح باب للنقاش، تجاه بعض الأعمال التي حققت النجاح وكان بمثابة تصفية للحسابات بين جهات مختلفة، مع أن الفنان ليس مهمته أن يصفي حسابات بقدر ما يثير نقاش مع ضد وقبول الرأي الأخر، وأعتقد أن رياح الخماسين من الأعمال الهامة على المستوى الفكري، وهنا أريد أن أنهي الحديث عن العمل، فقد أتخمت من الحديث عنه.

لكن لم تقل لي بين من ومن كانت تصفية الحسابات؟

في كل الاتجاهات، فنحن في مرحلة تغيير كبيرة جداً، فما كان ممنوعاً علينا في السابق بات اليوم مسموحاً أن نتناوله في أعمالنا، وجاء رياح الخماسين ليفتح باب النقاش عن مرحلة ثمانينيات القرن الماضي، التي كانت فيها ممنوع مجرد طرح الفكرة، بينما اليوم أصبح ذلك ممكن.. في العمل رجل خرج من السجن بعد خمسة عشرة عاماً متصالح مع نفسه ومع سجانه، لذلك أعتقد أن العمل هام، لو فهم بالصورة الصحيحة من دون أن تثار حوله التشويش والتشويه، عندما اتهموني بالعمالة وأنني ضد مرحلة سياسية محددة مع أنني ابن هذه المرحلة.

شكراً هشام شربتجي